رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 شعبان 1425هـ - 13 أكتوبر 2004
العدد 1649

في "دورة ابن زيدون" من غرناطة
الرميحي يقرّب بين العرب والغرب بـ "الشراكة".. وهاليداي يدعو إلى محو أساطير الكتابة

                                           

 

كتب المحرر الثقافي:

في ندوة "الحضارة العربية الإسلامية·· من الخلاف الى الشراكة" التي نظمتها مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين في مدينة غرناطة الإسبانية ضمن الفعاليات المتعددة لدورتها التاسعة "دورة ابن زيدون"، تحدث د· الرميحي في مقدمة ورقته المشاركة عن الـ "نحن" كعرب معاصرين و"الآخر" التي تشير للأوروبي والأمريكي المعاصر، وتراكم الفهم الخاطئ المتبادل مما وسع من الفجوة بين الطرفين·

وطرح د· الرميحي في ورقته أسئلة عدة لتحديد هوية الطرفين المعنيين بالخلاف وسوء الفهم، وقال: "هل (نحن) هنا هم المسلمون الذين يشكلون ما مجموعه مليار ومئتا مليون نسمة حيث يشكل العرب 15 في المئة منهم فقط وهم موزعون على القارات الخمس في هذا العالم المترامي الأطراف؟ وهل (نحن) هم من يهدد الغرب بحضارته القائمة في الوقت الذي نشاركه ثمار تلك الحضارة؟ ومن هو (الآخر)؟ هل هو الغرب الذي تمثله الولايات المتحدة وأوروبا ودول الغرب الحضاري الواقعة في شرق بلاد الإسلام كاليابان مثلا؟ وهل هذا الغرب هو "العدو" في كل وقت؟ أو أنه يمكن أن يكون عدوا في وقت ما ولسبب ما، ومن ثم يصبح صديقا لسبب آخر وفي وقت آخر، لماذا العداء الدائم"·

وقال الرميحي: "إن عدم فهم الطرف الآخر لنا وفي المقابل عدم فهمنا للغرب يتمثل في محاور عدة"، وقسمها الى أولا: "كثرة الجنود الغربيين في منطقتنا لأسباب كثيرة، وعمق الرفض العربي للمساعدات التي يقدمها الغرب لإسرائيل لتحويل الصراع الفلسطيني الى معادلة صفرية ضد العرب ولصالح إسرائيل"·

وثانيا: "كثرة الانتحاريين في منطقتنا وحجم الكره لدى كثير منا للآخر الغربي وللأمريكي بالذات"·

ثالثا: "كثرة الحكومات التي تمارس حكما غير صالح مع تزايد مبادرات الإصلاح السياسي والثقافي المطلوب منا كعرب القيام بها"، والمحور الرابع هو "الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وكما يتأثر اليهودي في نيويورك بما يحدث في  إسرائيل يتأثر العربي والى حد كبير المسلم بما يحدث للفلسطينيين"·

ويصل الرميحي في حديثه الى نتائج لهذه الأسباب مجتمعة نجد الكثير منا وأيضا منهم مشدوهين لتراكم السلبيات وازديادها، وأمام معضلة وضع أولويات لأجندة الاختلاف والاتفاق وتفاصيلها ولعل تراكم الفهم الخاطئ بين الطرفين قد أدى الى اتساع الفجوة - فجوة العداء - بينهما، فالغرب بأدبياته المختلفة يضع أمام المسلمين قضيتين: الأولى: إن الغرب خصوصا الصناعي يريد الحصول على النفط الذي يعتبر شريان الحياة للغرب·

والثانية: أن الغرب يسعى الى المحافظة على أمنه واستقراره ويرى في الإرهاب العربي الإسلامي تهديدا له· وأضاف: "من جهة أخرى يرد العرب والمسلمون بالقول: إن الإرهاب هو شأن عالمي ويهدد الجميع، والتاريخ خير شاهد على ذلك، والدعم الغربي غير المحدود - بشقيه السياسي والاقتصادي لإسرائيل وما يثيره هذا الدعم من حقد ومقاومة لدى العرب وهم يشاهدون إخوانهم يذبحون يوميا بدم بارد وتغتصب حقوقهم، تلك الإشكالية التي يقف أمامها الجميع اليوم لا يبدو أن حلا لها في الأفق قد أزف، وسيبقى الخلاف العربي - الغربي تارة ساخنا وخشنا، وتارة لينا، وليس أمام الطرفين المتنازعين سوى وضع أجندة اقتصادية وسياسية وثقافية مشتركة لتحقيق المصالح المشتركة وفهم الآخر كما هو دون تضخيم أو تهوين"·

ويرجع أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن فريد هاليداي أصل الخلاف واتساع الهوة بين الفكر الغربي والعربي الى تدخل الثقافة السياسية وسطوتها في الإعلام الغربي وتأثيرها بالتالي وبشكل سلبي على صورة الإنسان العربي في الذهنية الغربية ويقول: "إن مسألة النمطية والانحياز والتحامل تعتبر من المسائل الشائكة التي تستدعي موقفا جماعيا وأصواتا مدوية لوضع حد لما يجري على الساحة العالمية وتعطي مساحة أكبر للتاريخ للاستمرار"·

وقال: "في الوقت الذي تستدعي هذه الأحداث شجونا تاريخية مؤلمة وموجعة مثل الحملات الصليبية وحصار العثمانيين لمدينة "فيينا" عام 1683، وفي الوقت الذي تستغل فيه تلك الحملات المغرضة لعناصر دينية وتقاليد وأعراف قومية، فإن هذا التحامل، ما هو إلا نتاج الموقف العالمي المعاصر واستغلال مفهوم النمطية من قبل بعض الكتاب والساسة الغوغائيين في عالم الغرب"·

ثم يعلق قائلا: "إن هذا التحامل المتحيز لا يمكن إخضاعه الى حلقات النقاش والحوار بل لا بد من احتوائه والتخفيف من حدته، بل فرض عقوبات قانونية، في بعض الأحيان، على أولئك الذين يمارسون هذا النوع من الفكر المناهض للبشرية، ولتحقيق ذلك، لا بد من تجنب الوقوع في شرك أولئك الذين يتخذون من بعض الأساطير والخرافات حجة لشن هجمات شرسة على العرب والمسلمين من خلال كتاباتهم المسمومة والمشحونة بالبغض والكراهية والتي تنشر في الصحف التي تصدر في الغرب والشرق الأوسط"·

طباعة  

"أيام بحرينية" في رابطة الأدباء
الديري في "ممكنات الحياة" ومرهون وفخر في ما تبقى·· من الدمع والحلم

 
وتد
 
رسالة
 
المرصد الثقافي
 
"العربي" تقيم "حوار المشارقة والمغاربة" في ديسمبر
د. سليمان العسكري: نهدف الى التنوع لا الاختلاف والتكامل لا التناقض