لماذا استثنى الديين "الصحافيين"؟!
القضية التي أثارها بعض متشددي الجماعات الأصولية حول تدريس د· نجمة إدريس لكتاب السيرة "خليفة الوقيان في رحلة الحلم والهم" ضمن أحد مقررات كلية الآداب في جامعة الكويت أكدت من جديد ضيق هذه الجماعات من طرح أي رأي آخر يختلف مع توجهاتها المتزمتة في الدين والحياة والمجتمع، ومحاربتها للكتابات الحرة النزيهة، وتحريضها المستمر لتقييد حريات الكتاب والصحافيين·
(الموضوع المثار حول الكتاب هو بسبب مقال للوقيان منشور في "القبس" منذ سنوات)·
قضية "د· نجمة والوقيان" كشفت أيضا تقصير مؤسساتنا المدنية وجمعيات النفع العام المعنية مثل هيئة أعضاء التدريس في الجامعة ورابطة الأدباء (المتأخرة في بيانها!) وجمعية الصحافيين، هذه الجمعيات التي ظلت صامتة متفرجة على تطورات مثل هذه القضية التي تمس أهم الحقوق الدستورية المكتسبة للفرد في مجتمعنا·
ماذا بعد؟!
أحمد الديين من أهم كتاب صحافتنا المحلية الرافضين دوما لأي انتقاص للحريات أو انتهاك لحقوق الفرد والمجتمع، كتب في هذه القضية· لكن ماذا فاته فيها؟! أو نسيه؟! أو تغافل عنه؟! أو جامل فيه؟!
جميعها تساؤلات تدور حول مقاله الذي أدان فيه صمت جمعيات النفع العام المعنية··· واستثنى فيه جمعية الصحافيين؟!
رغم أن هذه الجمعية "الهامدة" لم تنشأ أساسا إلا للدفاع عن حرية الرأي والكتابة··· لا للتمتع بالسفر والتجوال بين عواصم العالم·
كثير من متابعي القضية ما زالوا يتساءلون: لماذا استثنى أحمد الديين في مقاله "جمعية الصحافيين"؟!