رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 رمضان 1425 هـ - 3 نوفمبر 2004
العدد 1652

الإرهاصات الأولى للمجتمع المدني ..حالة المجتمع الكويتي*

الدكتور محمد حسين اليوسفي:

لم يدخل المجتمع الكويتي عصر الحداثة الذي بدأ في النصف الثاني من القرن العشرين بعد تدفق النفط دون تجربة طويلة ومحاولات جادة لإرساء مجتمع مدني يزخر بتنظيمات اجتماعية تلبي متطلبات الحياة المتغيرة، وذلك بجهود نخبة متنورة نذرت نفسها لخدمة المجتمع واتخذت من الفعل الجماعي الطوعي وسيلة لتحقيق أهدافها· وقد أثمرت جهودها مؤسسات خيرية وتعليمية وصحية بل وحتى تشريعية قبل أن يبزغ فجر جديد للمجتمع تزداد فيه إمكاناته وتحل فيه "الدولة" بالاضطلاع بمسؤولياتها المجتمعية، والحق أن تلك الجهود قد خلقت الأرضية لدخول المجتمع الكويتي عصراً جديداً، وهيأت المجتمع لتقبل أفكاره والاستجابة لمتطلباته والتعامل مع تحدياته وبالذات لتلك الطبقة التجارية التي كانت سباقة في هذا المضمار· وبالتالي، فعصر "البترول" ليس انقطاعاً كلياً عن العصر الذي سبقه، وإن كان من الصعب أيضاً القول بأنه "استمرار" سلس له· ولعل ترسخ النشاط الأهلي وامتداده إلى ما قبل عصر النفط وتشكل بنية للمجتمع المدني واضحة المعالم ما يفسر لنا تمتع المجتمع الكويتي بنظام ديمقراطي ( بالمقاييس النسبية بالطبع) وفقدان مجتمعات الجوار الجغرافي التي تتشابه في بنيتها مع المجتمع الكويتي لذلك· نعم إن الظروف السياسية الإقليمية (أي العوامل الخارجية) قد هيأت الفرصة التاريخية لخلق وترسيخ نظام ديمقراطي، رغم تطوره ببطء وبصعوبات جمة، إلا أن هذه الظروف لم تكن لتؤثر لولا وجود البنية الاجتماعية والوعي السياسي القادرين على الاستفادة من تلك العوامل الخارجية وتجييرها لصاح إرساء مثل هذا النظام الذي هو شرط ضروري للتنمية والتقدم لما يخلقه من استقرار على الصعيدين السياسي والاجتماعي·

ولعل أبرز العوامل التي أدت إلى خلق حركة اجتماعية منظمة تهدف إلى إرساء مؤسسات مدنية هي كالتالي:

1 - إقامة نظام الحكم في الكويت على الشورى منذ بداية الكيان السياسي لها في العام 1715م في إطار "عقد اجتماعي" تم فيه اختيار الحاكم اختياراً حراً في العام 1756م· وقد رسم ذلك العقد حدوداً واضحة المعالم بين المجال السياسي والمجال الاقتصادي· إن نظام تقسيم العمل هذا قد أعطى استقراراً سياسياً لمدة قرنين على الأقل كانت كافية لتعزيز موقع الكويت السياسي وترسيخ شخصيتها المتميزة· أما الخروج عن ذلك العقد - كما حدث في العام1896 -  فكان دائما مدعاة لتنشيط المعارضة·1

2 - وجود طبقة تجارية متجانسة من حيث أصولها القبلية ومترابطة قرابياً تعتمد موارد الحاكم (الدولة) على نشاطها الاقتصادي عبر ما تدفعه من ضرائب وجمارك، لها نفوذ سياسي ومصلحة في استمرار نظام الحكم الشوري·

 

الإطار النظري

 

ليس غاية هذه الورقة الغوص في بيان التعريفات المختلفة للمجتمع المدني وعلاقته بالتنمية والديمقراطية وبتأهيل المجتمع لمواجهة تحديات التغير الاجتماعي التي تعصف بمجتمعاتنا الخليجية على وجه الخصوص، إذ حسبنا القول إن التنمية هي القدرة على الاستفادة من مصادر البيئة البشرية والمادية المتوافرة وزيادة تلك المصادر كماً ونوعاً وتطويعها بما يعود نفعه على جميع أفراد المجتمع·2

ويظل العنصر البشري وتطويره مادياً وثقافياً وروحياً الشرط الأساسي لكل تنمية حقيقية، وقد لوحظ في وقت مبكر أن المجتمعات المتقدمة هي تلك المجتمعات التي يتمتع أفرادها بحرية العمل الاجتماعي التطوعي عبر تنظيم شتى أنواع الروابط والجمعيات الدينية منها والمدنية المستقلة عن الدولة· ولوحظ أيضاً أن تلك المجتمعات هي التي انبثقت عنها الديمقراطية كنظام حكم وأسلوب حياة، وهي التي تشكل الآن ما يسمى " بالديمقراطيات الغربية " والتي ثبت مع الزمن رسوخ بنيانها· إذ استرعى انتباه عالم الاجتماع والسياسة الفرنسي ألكسي دي توكفيل(1805-1859)  الذي زار الولايات المتحدة الأمريكية في القرن الماضي، استرعى انتباهه كثرة الجمعيات التي يعج بها ذلك المجتمع، فكتب في كتابه الموسوم بـ "الديمقراطية في أمريكا" الصادر في1839  ما يلي:

"إن الأمريكان من جميع الأعمار، ومن جميع المنازل والمشارب  نجدهم يكونون الجمعيات، ليس جمعيات اقتصادية وصناعية فحسب، حيث يشارك فيها الجميع، بل لهم أيضاً أنواع كثيرة أخرى، من دينية وأخلاقية مهمة وغير مهمة· جمعيات عامة وأخرى خاصة، جمعيات عملاقة وأخرى صغيرة جداً· إن الأمريكان يكونون جمعيات حتى لغرض إقامة الحفلات، ولتأسيس الأديرة، أو لبناء الفنادق الريفية، أو لرفع الكنائس فضلاً عن جمعيات لنشر الكتب، ولإرسال المبشرين إلى أقاصي الأرض· وهم بالطريق ذاته يؤسسون المستشفيات والسجون والمدارس·" ويضيف مواصلاً:" إنهم يشكلون الجمعيات باستمرار في جميع مناحي حياتهم، فإذا كنت ترى على رأس أي مؤسسة جديدة في فرنسا حضور الدولة، وفي إنكلترا حضور رجل إقطاعي، فإنك في أمريكا لن تجد إلا جمعية من الجمعيات· لقد رأيت في الولايات المتحدة  -يقول توكفيل - جمعيات لم تخطر على بالي فكرة إقامتها· وقد أعجبت دائماً بهذا التفنن منقطع النظير الذي يجعل الأمريكان يضعون هدفاً واحداً ويحققونه بجهد عدد كبير من البشر الذين يعملون بكل حرية وتعاون تحقيقاً لذلك الهدف·3"

إن الفضاء الذي يتبلور فيه العمل الاجتماعي ضمن مؤسساته المتباينة هو المجتمع المدني والذي تبدأ حدوده من تخوم الأسرة إلى أطراف الدولة، أو كما يعرفه أحدهم:"هو كل المؤسسات التي تتيح للأفراد التمكن من اكتساب خبرات ومنافع عامة دون تدخل أو توسط الدولة·4"

ويذهب عالم الاجتماع المغربي سعد بنسعيد العلوي إلى أن " ميلاد مفهوم المجتمع المدني ونشأته وتطوره، في العالم الغربي، مرتبط بميلاد ونشأة وتطور الدولة الحديثة، أو بالأحرى بالدولة في التطور الحديث لها·5"

وهذا بالضبط ما أكده مفكرو "العقد الاجتماعي" أو فقهاء الحق الطبيعي: جون لوك، وتوماس هوبز، وباروخ اسبينوزا، ومونتسكيو، وجان جاك روسو، على اختلاف مشاربهم· ثم بعد ذلك ما جرى من تطوير للفكرة على أيدي مفكري الليبرالية الحديثة الذين اعتبروا المجتمع المدني امتداداً لإيمانهم بإطلاق حرية قوى السوق وآلياتها والدعوة لعدم تدخل الدولة في الاقتصاد كشرط للازدهار والتطور·6

لذا لم يكن مستغرباً والحال هذه أن يربط توكفيل حرية إنشاء الجمعيات بالديمقراطية والتقدم، إذ يقول:"إن فن إنشاء الجمعيات هو أساس التقدم في البلدان الديمقراطية، ذلك أن التقدم في كل المجالات منوط به·" ويتوصل إلى ما يعتبره قانوناً عاماً يحكم تطور المجتمع الإنساني، فهو يضيف:" حتى يحافظ البشر على تمدينهم أو ليزدادوا مدنية يتمثل هذا القانون في فن إنشاء الجمعيات الذي يجب أن ينمو بينهم متوازياً مع نمو فرص المساواة·7"

ورغم مشاطرة الماركسية الليبرالية في نظرتها السلبية للدولة، ورغم أنها - أي الماركسية -  كانت ترمي في نهاية المطاف إلى إزالة " الدولة " على اعتبار أنها الجهاز الذي يحمي المصالح الطبقية لمالكي وسائل الإنتاج وبالتالي لن تكون له " وظيفة " في المجتمع الخالي من الطبقات، إلا إن هذه النظرة لم تقدها كالليبرالية إلى تقييم إيجابي للمجتمع المدني· فقد ذهب أنطونيو  غرامشي (1891-1937) الذي توسع في دراسة المجتمع المدني في سياق تحليله لظاهرة الهيمنة الثقافية في المجتمع الصناعي الحديث، إلى اعتبار المجتمع المدني جزءاً من البناء الفوقي للمجتمع، يقوم بوظيفة "الهيمنة" على الجماهير بواسطة المثقفين، وهي هيمنة غير مباشرة بالطبع، بينما تقوم أجهزة الدولة الأخرى بوظيفة "السيطرة" 8

بمعنى آخر، يعتبر غرامشى أن المجتمع المدني ذراع من أذرع الدولة يعمل فيه المثقفون على بث الأيديولوجيا - وهنا تشير إلى المعرفة الخاطئة في مقابل المعرفة السليمة - هذه المعرفة المضللة وسيلة الدولة في الهيمنة الفكرية· ولو صح ما ذهب إليه غرامشى لما كان المجتمع المدني ومؤسساته إلا أداة طيعة تؤيد سياسات الدولة المختلفة· بيد أن الخبرة التاريخية للمجتمعات المتقدمة ومجتمعات العالم الثالث على حد سواء تدحض ذلك، فمن وقف ضد حرب فيتنام سوى الحركة الطلابية والعمالية وحركة السود والمؤسسات الكنسية المنتشرة في أمريكا التي قادت حركة الستينات؟!! ثم من وقف ومازال يقف أمام الأنظمة الاستبدادية في العالم الثالث سوى منظمات حقوق الإنسان واتحادات المرأة ونقابات العمال والطلبة وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني؟؟ لذا يحق لنا القول باطمئنان أن وظيفة المجتمع المدني هي بالأحرى وظيفة " بث الثقافة المضادة للثقافة المهيمنة" counter-domination.

ويجادل بعض المفكرين الغربيين بأن أحد أهم أسباب تخلف المجتمعات العربية وغياب الديمقراطية فيها إنما هو بسبب عدم وجود للمجتمع المدني فيها، منطلقين من مقولة "الاستبداد الشرقي" التي طرحها مونتسكيو في القرن الثامن عشر· وما يقوي حجتهم أكثر انتشار الإرهاب الأصولي الذي طال بين من طال بعض المفكرين اللامعين·9

ويوافق الباحث اللبناني وجيه كوثراني على أن "التجربة التاريخية العربية والإسلامية أنتجت دولة سلطانية لا يؤمن أهلها بتداول السلطة، لكنها بالمقابل - كما يستطرد - شهدت مجتمعاً أهلياً (وهنا يستبدل مصطلح مدني بمصطلح أهلي) تخلله تعبيرات من المبادرات والحريات والمشاريع الاجتماعية والعلمية ومواقف معارضة وممانعة في إطار العصبيات والقبائل أو في إطار الملل والمذاهب أو في تنظيمات الحرف وطرق الصوفية"· إلا إنه يستدرك قائلاً:" ولكن ظل ذلك مرتهناً- توازناً أو خللاً- بمزاج الحاكم ومدى استعداده وتقبله وتجاوبه 10"·

وخلاصة القول أن العمل الاجتماعي المبلور في تنظيمات أهلية طوعية المشكل لظاهرة  المجتمع المدني هو أحد روافد التنمية والتطور، إذ هو:

1 - يفضي إلى قيام النظام الديمقراطي ويرسخ بقاءه ويقوي عوده ويجعله نظاماً بجذور اجتماعية عريضة، وليس نظاماً لحفنة من السياسيين المحترفين· ولسنا بحاجة إلى ذكر مناقب النظام الديمقراطي، بل حسبنا القول إنه النظام الذي يفضي إلى الاستقرار - وهو شرط التطور- لما يشيعه بين أفراد المجتمع من رضى وقناعة ويحسسهم بحريتهم وذواتهم المصانة كرامتها وتطلعاتها· فلا عجب إذن إن كانت هناك علاقة سببية بين الديمقراطية والتطور، ولعل تجربة المجتمعات الغربية خير دليل·

2 - وإن العمل الاجتماعي الطوعي له رسالة سامية، فالقائمون عليه تدفعهم دوافع نبيلة وتسيرهم المثل العليا وبالتالي فهم أكثر حماساً في تحقيق أهدافهم من موظفي الدولة، وهذا العمل الاجتماعي فضلاً عن هذا وذاك يسد حاجات اجتماعية مهمة يعي لها العاملون في هذا الحقل قبل غيرهم· فأغلب الجامعات العريقة في العالم على سبيل المثال كانت من مبادرات فردية يغلب عليها الطابع الخيري ثم تحولت مع مرور الزمن وبفعل التطور إلى مؤسسات علمية ضخمة

 

بدايات النهضة الفكرية والثقافية:

 

كتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد في كتابه "تاريخ الكويت" الذي أصدره في العام1926  ما يلي: " كانت الكويت من نشأتها إلى قبل عشرين سنة غارقة في بحر الجمود، منغمسة في حمأة التأخر ولا أثر للحركة العلمية والفكرية فيها· وكان الشائع بين أهلها إذ ذاك مبادئ الفقه والعربية والخط المتوسط والحساب البسيط، وما عدا هذا من العلوم العصرية والمشاريع النافعة والآراء الحية فليس لها أثر بينهم، ولو وجد شيء منها إذ ذاك لنفروا منه ومن أهله النفور العظيم ولرموا متعاطيه بالزندقة والإلحاد·11

إلا أن الكويت مع بداية القرن العشرين أخذت تتأثر بما كان يجرى في المشرق العربي من تيارات فكرية وعلى وجه الخصوص تيار الجامعة الإسلامية الذي كان قد بذر بذرته الأولى الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا· ومع تحسن طرق المواصلات وارتباط الكويت بالمناطق المجاورة وبالهند (التي كانت تحوي جالية عربية وبالذات في بومبي)، أخذت المجلات والدوريات تصل إليها، وأخذ يتهافت عليها المثقفون الذين كانوا يعدون على الأصابع وأغلبهم من أبناء التجار· يصف لنا الشيخ عبد الله النوري المشهد فيقول:" ومن رجال المال من اشترك في بعض الصحف وجمع في محله من شباب ذلك اليوم وذوي الفكرة النيرة من يقرأ ومن يستمع - مع أن الناس آنذاك كانوا يكفرون من يقرأ الصحف والمجلات بل حتى المؤلفات العصرية - ومن أولئك المرحومان زيد وعبد الرزاق ابنا خالد الخضير اللذان اشتركا في مجلتي المنار والمؤيد سنة 1902م، وكان محلهما في كل ليلة كمدرسة يجتمع فيها الكثير ما بين قارئ ومستمع·"12

ثم إن الكويت قد حظيت بزيارة مجموعة من العلماء وأصحاب الفكر الذين كان تواجدهم القصير مبعثاً ودافعاً لقوى الإصلاح للتحرك، ومن هؤلاء الشيخ رشيد رضا 1912م والزعيم عبد العزيز الثعالبي 1925م· فضلاً عن ذلك، اتخذ بعض العلماء الكويت مسكناً لهم فساهموا في تأسيس نهضتها مع أهل البلد، ومنهم الشيخ محمد الشنقيطي وحافظ وهبة المصري وغيرهما· إضافة إلى ظهور رجال دين متنورين أمثال الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والشيخ عبد العزيز الرشيد والشاعر صقر الشبيب وأحمد البشر الرومي وغيرهم، ساندهم أبناء التجار الذين أدركوا أهمية الاصلاح وبناء المؤسسات الحديثة·

ولقد واكبت عملية اليقظة تلك صراعا فكريا بين تيار إصلاحي وآخر تقليدي كان من أبرز رموزه الشيخ أحمد الفارسي والشيخ عبد العزيز العلجي، وهو من الإحساء كان يزور الكويت دائماً وكانت له حظوة عند شيوخ المنطقة· وكان يساند هؤلاء السواد الأعظم من العوام وذلك لانتشار الجهل· أما الموضوعات المختلف عليها فكانت تتركز في جواز قراءة الصحف والمجلات والكتب العصرية وبناء المدارس الحديثة وتعلم اللغات الأجنبية فضلاً عن الموقف من الحقائق العلمية الحديثة التي كان الكويتيون للتو سمعوا بها ككروية الأرض ونزول المطر من البخار13·

 

التعليم الحديث

 

لما انتهى القارئ من قراءة السيرة النبوية الشريفة بمناسبة المولد  في ديوان الشيخ يوسف بن عيسى القناعي في العام1328هجرية الموافق العام 1910م، قام السيد ياسين الطبطبائي بإلقاء خطبة مؤثرة دعا فيها إلى العلم  والتعلم· وقد أحدثت تلك الخطبة أثرها فتحرك الشيخ القناعي بجمع التبرعات من الأهالي واستطاع أن يجمع78  ألف روبية، كان نصيب اثنين من أثرياء الكويت: قاسم وعبد الرحمن الإبراهيم (كانوا يسكنون بومبي) خمسون ألفاً·14 وتبرع آل الخالد بأرض المدرسة، التي سميت بالمدرسة المباركية، وحينما احتاجت إلى توسعه تبرعت المحسنة سبيكة الخالد ببيتها واشترطت على المسؤولين عليها " أن تقدم المدرسة لها بعد وفاتها أضحية كل عام من أحسن ما يكون بالبلد"·15وقد افتتحت المدرسة في العام 1912 ودرست القرآن الكريم والتفسير والفقه واللغة العربية والتاريخ الإسلامي والحساب· ويبين النوري الذي درس في تلك المدرسة زهاء خمس سنين أن معدل التلاميذ كان يتراوح بين400  إلى160  تلميذا في السنة الواحدة· أما هذا المد والجزر في العدد فيرجعه إلى موسم الغوص الذي كان بحلوله في يونيو يقل فيه عدد التلاميذ "لأن أهليهم يسحبونهم معهم ليتعلموا الغوص·· · فإذا انتهى الموسم (وينتهي عادة بانتهاء سبتمبر) رجع الأولاد إلى المدرسة·"16

على أن ما مثل تحدياً جديداً للتعليم في المدرسة المباركية، التي بقى أسلوبها تقليدياً، هو قيام الإرسالية الأميركية في الكويت التي أنشئت في العام 1913 بفتح فصل دراسي لتعليم اللغة الإنجليزية الأمر الذي أثار حفيظة المتزمتين والذين شنوا "حملاتهم الشعواء في الجوامع وفي المجالس على المنتسبين إليها من الشباب·"17 وقد دفع ذلك مجموعة من رجالات الكويت إلى إنشاء مدرسة جديدة أسموها الأحمدية في العام  1921لكي تدرس العلوم العصرية إضافة إلى اللغة الإنجليزية، وتبرع لها عدد كبير من التجار كان من ضمنهم السيد حمد الصقر الذي تبرع بألف روبية سنوياً في حين تبرع الحاكم الشيخ أحمد الجابر بألفي روبية سنوياً فضلاً عن تبرع آل الخالد بوقف الجمعية الخيرية للمدرسة·18وانتخب لها مجلس من التجار للإشراف عليها·

وأصبح تمويل التعليم مشكلة مستعصية في ثلاثينات القرن الماضي نتيجة لأزمة الكساد العالمية، وسعياً لزيادة الموارد فقد اقترح التجار في العام 1936م على الحاكم زيادة الضريبة الجمركية نصفاً في المئة لتصبح خمسة في المئة على أن يذهب النصف إلى دعم التعليم· وانتخب التجار مجلساً للمعارف من اثني عشر عضواً، وأبرق المجلس إلى مفتى القدس الحاج أمين الحسيني طلباً لمدرسين فوصل أربعة منهم· وحاول مجلس المعارف أيضاً أن يطور تعليم الفتاة الكويتية، التي لم تكن إلى ذلك الوقت قد عرفت التعليم الحديث، فعين مدرستين من فلسطين بدأن التدريس في العام1938  في مدرسة سميت باسم مدرسة البنات الوسطى التحق بها 140تلميذة·19 ومن الجدير بالذكر أن مجلس المعارف لم يكن مجلساً شكلياً بل ذا سلطة فعلية، فقد رفض في العام 1939م طلباً من المقيم البريطاني بكتابة "تاريخ للكويت" على اعتبار أن كتب التاريخ التي تدرس معادية للاستعمار الإنجليزي والفرنسي، فما كان من مجلس المعارف إلا أن رفض هذا الطلب وذلك "لعدم جدوى كتابة هذا التاريخ المحلي نظراً لأن الكويت ما هي إلا جزء من الوطن العربي الأمر الذي يحتم على أبنائنا أن يطلعوا على تاريخ أجدادهم العرب الذين حققوا تلك الفتوحات العربية ·· وتركوا آثاراً تشهد لهم في مختلف مجالات العلوم والفنون والطب، وكانوا أصحاب حضارة عريقة قدموا للإنسانية الكثير·"20

 

الجمعية الخيرية

 

حفز عمل الإرسالية الأميركية التبشيرية وبنائها لأول مستشفى في العام1913 بعض الكويتيين للتحرك خوفاً من تأثيرها على العامة، فأنشأ فرحان فهد الخالد في17 مارس من السنة نفسها "الجمعية الخيرية العربية"· قامت الجمعية بأعمال خيرية كثيرة رغم عمرها القصير (عشرة شهور تقريبا) لعل أبرزها:

1 - افتتحت الجمعية مستوصفاً صغيراً لعلاج المرضى مجاناً، وهو أول مستوصف يؤسس من قبل الأهالي، وأحضرت له طبيباً تركياً من البصرة (أسعد أفندي) ومعه صيدلاني·

2 - جمعت الكتب من الأهالي وحفظتها في مقرها حتى تؤسس لها مكتبة عامة يرتادها الجمهور للقراءة·

3 - استقدمت واعظاً وهو الشيخ محمد الشنقيطي الذي كان يسكن الزبير آنئذ·

4 - افتتحت في مقرها صفاً لتعليم القراءة والكتابة، كان يشرف عليه الشنقيطي·

5 - أخذت تجلب الماء من شط العرب بواسطة سفينة شراعية ( بوم ) وتوزع الماء مجاناً على الفقراء والمساكين·

6 - قامت بتجهيز موتى الفقراء والغرباء وتكفينهم·21

ما عصف بالجمعية هو موقف أعضائها السياسي، حيث كانوا يميلون إلى نصرة الدولة العثمانية "حاملة لواء الخلافة الإسلامية"، وبالتالي نظر الشيخ مبارك إلى وجود الطبيب التركي والشيخ الشنقيطي المعروف توجهه لمناصرة الدولة العثمانية نظرة ريبة، فأمر بطرد الطبيب التركي· أما الشنقيطي فظل في الكويت يعظ الناس إلى أن اندلعت الحرب العالمية الأولى فأبعد عنها إلى الزبير· وقد شارك الشنقيطي في معركة الشعيبة في 1915.22

 

المكتبة الأهلية والنادي الأدبي

 

ترك إنشاء المدرستين بصماته على الحياة الثقافية في الكويت حيث توسعت فئة المتعلمين، يصف أمين الريحاني، الذي زار الكويت في العام1923 النهضة الثقافية قائلاً: "إنه مهما كان من أمر الكويت ومشاكلها التجارية والسياسية، فإن فيها غير التجارة ثروة، وغير اللؤلؤ كنزاً، فيها ذكاء وجرأة وأدب، شاهدت منه نماذج جميلة في الحفلات التي أقيمت هناك وفي المجالس·" 23 وفي هذا الجو تأسست المكتبة الأهلية في العام 1922م على أيدي مجموعة من المصلحين بعد أن جمعوا لها الأموال والكتب، واختير (بيت العامر) مقراً لها·  وقد ضمت إليها مجموعة الكتب الخاصة بالجمعية الخيرية (المحلولة) المحفوظة عند بيت البدر· وأصبحت تلك المكتبة ملاذاً لطلاب العلم والقراء والأدباء لما تضمنته من كتب قيمة ومجلات عصرية كانت تصدر في الأقطار العربية كالبلاغ والأهرام والمقطم والقبس السورية· وعندما تدهورت حالة المكتبة تكونت في سنة 1936م لجنة من وجهاء البلاد في محاولة لإنقاذها من الدمار· وفي سنة 1937م ألحقت المكتبة بإدارة المعارف التي كانت قد تأسست حديثاً·24

وبعد عام من إنشاء المكتبة الأهلية ظهرت مبادرة أخرى من الأديب خالد العدساني بتأسيس النادي الأدبي، الذي ضم45  عضواً كانوا يدفعون روبيتين رسم اشتراك شهرياً· وقد نظم النادي الأدبي محاضرات متعددة كان أبرزها استضافته للشيخ الشنقيطي (الذي زار الكويت بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها) والزعيم عبد العزيز الثعالبي في العام 1925م· إلا أن الجمعية أقفلت  بعد سنتين من إنشائها·25

 

مجلة الكويت

 

شملت المحاولات الأولى لبناء مؤسسات حديثة إصدار الشيخ عبد العزيز الرشيد، أحد دعاة الإصلاح، إصدار مجلة الكويت، وهي مجلة شهرية ظهر العدد الأول منها في مارس  1928وقد اتفق الرشيد مع صاحب المطبعة العصرية في القاهرة الشاعر والأديب السوري خير الدين الزركلي على طباعتها في مصر وإرسالها بالبواخر إلى الكويت· وقد تكلف طباعة  العدد الأول (500  نسخة) مبلغ124  روبية، وكان اشتراكها في الكويت والبحرين تسع روبيات أما في "الخارج فعشر روبيات"· وقد لاقت المجلة قبولاً حسناً عند المثقفين والمتنورين فأرسلت التقاريظ من المناطق المجاورة وحتى البعيدة كحضرموت وكلكتة وسنغافورة· ومن ضمن من أرسل له مهنئاً من البحرين الأديب عبد الله الزايد ومحمد إبراهيم الباكر والشيخ محمد بن عيسى الخليفة، أما صديقه المحقق الشيخ إبراهيم الخليفة فقد بعث برسالة في17  مايو 1928 مهنئاً  ومؤكداً أن هذه المجلة "تبشر بفجر يقظة جديد ونهضة من بعد غفلة وهجعة·"26 ويورد لنا الباحث يعقوب يوسف الحجي الأماكن التي كانت توزع فيها المجلة وعدد النسخ في السنة الثانية من عمر المجلة، حيث بدأت بطباعة600  نسخة، يظهر أن 200 نسخة كانت للكويت، و325  نسخة للبحرين، و25  نسخة لدبي، و25  نسخة إلى مكة، و25  نسخة إلى بومباي·27

لكن لم تكن مسألة إصدار مجلة تلقى قبولاً عند علماء الدين المتزمتين الذين كانوا يسيطرون على عقول السواد الأعظم من أفراد المجتمع، لذا وجد الرشيد مقاومة من هؤلاء مما اضطره إلى ترك الكويت فقدم الى البحرين في28  نوفمبر 1928على أمل أن يتركها إلى الهند ثم أندونيسيا· لكنه وجد في البحرين أناساً أحبوه وفرحوا بقدومه، فارتاحت نفسه "وقرر البقاء بها فاشترى مسكناً  في المنامة وأخذ يصدر مجلته منها"· وإلى جانب انشغاله بإصدار مجلته، انخرط الرشيد في نشاطات المجتمع المدني البحريني، فكان يرتاد مقر المنتدى الإسلامي وأصبح واعظا له، وفوق ذلك انتظم في سلك التدريس في مدرسة الهداية الخليفية في المنامة، وأصبح يتقاضى راتباً مناسباً من معارف البحرين·28

ومن الطرائف التي تروى في هذا المقام وتبين عقلية ذلك الزمان، أن الرشيد كان جالساً في أحد الأيام في مجلس صديقه عبد الله بن حواس في المنامة ومعه آخرون هم الشيخ عبد الرحيم بن حسن خنجي، وخليل إبراهيم الباكر، وحسن العجاجي، وناصر بن محمد المانع، وتطرق الحاضرون إلى كيفية نزول المطر فذكر الرشيد رأيه على اعتبار أن المطر من بخار الماء، مستنداً في كلامه إلى رأي ابن تيمية في كتابه "منهاج السنة"· فبدا الانبهار على الحضور وقام أحدهم وأتى بالكتاب فثبت صحة ما قاله الرشيد· وهنا تنفس الحضور الصعداء وخاطب الشيخ خليل الباكر الرشيد قائلاً: "لا أكتمك يا فلان مبلغ الاستياء الذي اعتراني عندما فاجأتنا بهذا الرأي، فقد قلت في نفسي أسفاً على صاحبنا وهو ذو العقيدة السلفية الصالحة، أن تتخللها أمثال هذه النظريات الزائفة، ولولا أيدت ما قلت بما قاله ابن تيمية، لما كان من السهل أن نرى لرأيك قيمة أو وزناً·"29

لم يمكث الرشيد في البحرين طويلاً، ومع مغادرته لها في  1930م توقفت مجلته عن الصدور ليصدر مجلة أخرى في المهجر الأندونيسي·

 

المجالس النيابية والبلدية

 

انقطعت الشورى في العام 1896م بعد أن استمرت زهاء القرنين· وعاشت الكويت إلى العام 1921م تحكم بطريقة تختلف عما درجت عليها· ودخلت في هذه الأثناء بحروب كثيرة، وكان عدم الرضى سائداً وبالذات بين طبقة التجار، الذين كونوا هم ومجموعة من رجال الدين تياراً معارضاً يتبنى بشكل عام أفكار الجامعة الإسلامية المؤيدة للدولة العثمانية والمعارضة للإنجليز· ثم أخذ تيار القومية العربية منذ أواخر العشرينات يقوى عوده ويصبح هو التيار السائد· وفي مناسبة وفاة الشيخ سالم، الحاكم التاسع للكويت في22  فبراير1921  اجتمع وجهاء البلد في ديوان ناصر البدر واتفقوا على عريضة قدموها إلى أفراد الأسرة الحاكمة، طالبوا فيها بإنشاء مجلس للشورى· وقد تم ذلك في أول عهد الأمير العاشر الشيخ أحمد الجابر، وتكون المجلس من اثني عشر عضوا بالاختيار ترأسهم حمد عبد الله الصقر· ولم يعمر هذا المجلس سوى شهرين فقط، إذ دبت الخلافات بين أعضائه·30

وفي زيارة للشيخ يوسف بن عيسى القناعي للبحرين في يوليو1928  أعجب بما كانت تقدمه بلدية المنامة التي أنشئت في العام 1919م· وقد نشر الفكرة في الكويت، حيث لاقت قبولاً وبالتالي تأسست في  13أبريل1930 بلدية الكويت· وانتخب لها مجلس من اثني عشر عضواً بعد سنتين وحدد قانونها أن يكون الرئيس معيناً من الأسرة الحاكمة· أما الأعضاء فينتخبون من "وجهاء البلد من طلبة العلم وتجار وكل من له علم باختيار الرجال·" ومن بين الشروط المؤهلة للترشيح لعضوية المجلس البلدي أن "لا يكون مستخدماُ عند حكومة أجنبية·· أو يدعي تابعية أجنبية، أو يكون من موظفي الحكومة أو البلدية، أو من الذين أفلسوا ولم يسترجع اعتباره·"31 وكانت تجرى انتخابات المجلس البلدي كل سنتين ويفوز بها التجار والمتعلمون، علماً بأنه كانت للمجلس البلدي صلاحيات تنفيذية، إذ كان بمثابة "مجلس وزراء مصغر يقوم بمهام كل الوزارات في الوقت الحالي·"32

ولعل الوجه الحضاري لعمل البلدية يعبر عن إدراك بأهمية تنظيم المدينة وتطوير الخدمات بها، وهذا ما يعبر الإعلان الأول للبلدية الذي ظهر عام نشأتها نفسه 1930، إذ يعلن فيما يعلن بأن "لا يجوز لأحد دفق مياه أوساخ البيوت في الطرق" و"كل من يموت في بيته حيوان فعليه أن يرميه خارج البلد" و"الزبل والقمام وكناسة البيوت لا ترمى في الشوارع"، أو - وهذا طريف - "لحيوانات التي تنقل الحمل لا تكلف فوق طاقتها، فالحصان والحمار القويان لا يحملان أكثر من كيسين سكر وكيسين عيش وثلاث أمنان تمر والضعيف على قدر طاقته·"33

وفي الثلاثينات ومع انتشار المد القومي تأسس أول تنظيم سياسي في الكويت (يوليو 1938م) باسم "كتلة الشباب الوطني" انخرط به أكثر من  300عضو وتم انتخاب أحمد زيد السرحان سكرتيراً وعبد اللطيف ثنيان الغانم رئيساً فخرياً· 34وبفضل نشاط أعضاء الكتلة تأسس المجلس التشريعي في السنة نفسها وأجريت انتخابات شاركت بها150  عائلة اختارت14 عضواً إضافة إلى الشيخ عبد الله السالم· وقد وضع المجلس التأسيسي (الذي كانت له سلطة تشريعية وتنفيذية أيضاً) كثيراً من القوانين المنظمة للهجرة والمالية والمعارف فضلاً عن سنه لأول دستور في البلاد·35 لم يستمر هذا المجلس سوى ستة أشهر·

 

الخلاصة

 

نستطيع القول بعد هذا السرد السريع بأن المجتمع الكويتي قبل أن يدخل عصر النفط قد كون تجربة امتدت إلى نصف قرن في بناء المؤسسات الأهلية، التي صمد البعض منها كالمؤسسات التعليمية والمكتبة الأهلية، واختفى البعض الآخر موقتاً كالجمعية الخيرية والنادي الأدبي والمجلس التأسيسي ليظهر بحلة جديدة في عصر النفط، ولا شك أن تلك المؤسسات المدنية قدمت خدمات جليلة قبل مدة طويلة من أخذ الدولة زمام المبادرة، وبالتالي شكل وجودها مساهمة حقيقية في عملية التراكم البطيء للتطور الاجتماعي، وأعطت تلك المؤسسات قوة للمجتمع في مقابل سلطان الدولة، ذلك السلطان الذي سيتسع مع نشأة دولة الرفاه·

alyusefi@taleea.com

 

هــوامـــش

 

1 انظر في الظروف التي أدت إلى إقامة نظام الحكم في الكويت كما يوردها عبد العزيز الرشيد في كتابه (تاريخ الكويت) الذي صدر أصلاً في سنة 1926بيروت: منشورات مكتبة الحياة، 1978) ص ص 90، 109.

2 للمزيد حول تعريف مصطلح التنمية انظر: د· طلال البابا، قضايا التخلف والتنمية في العالم الثالث (بيروت: دار الطليعة،1981)، ص ص73-76. ثم انظر المراجعة الشاملة لما طرحته مجلة دراسات عربية خلال عقد ونصف من الزمن في الموضوع ذاته علماً بأنها مجلة تعنى بقضية التنمية: محمد فقيه، " التنمية والتبعية في مجلة دراسات عربية:1980-1986" الفكر العربي 45( مارس 1987):221-224.

3 مقتبس من تعقيب عبد الباقي الهرماسي، "المجتمع المدني والدولة في الممارسة السياسية الغربية من القرن التاسع عشر إلى اليوم: دراسة مقارنة" في مركز دراسات الوحدة العربية، "المجتمع المدني في الوطن العربي" (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1992، ص 95.)

4 مقتبس من تعقيب كمال عبد اللطيف على ورقة سعيد بنسعيد العلوي، "نشأة وتطور مفهوم المجتمع المدني في الفكر الغربي"، المصدر نفسه، ص 79.

 5سعيد بنسعيد العلوي،نفس المصدر، ص 64.

6 نفس المصدر، ص47  وص 58.

7 مقتبس من الهرماسي، مصدر سابق، ص 96.

8 العلوي، مصدر سابق، ص 63.

9 انظر" مستقبل المجتمع المدني في الشرق الوسط" لأوغسطين ريتشارد رونورتون· وقد قمنا بترجمة البحث ونشر في مجلة الطليعة ، 20-26  يوليو 1994.

10 المجتمع المدني والدولة في التاريخ العربي "في المجتمع المدني في الوطن العربي، مصدر سابق،130.

11 الرشيد، مصدر سابق، ص 342.

12 قصة التعليم في الكويت في نصف قرن" (القاهرة: مطبعة الاستقامة، ب ت)، ص 37.

13 انظر للصراع بين الفريقين كما ينقله لنا الرشيد، وإن كان الرشيد لم يكن محايداً في ذلك· المرجع نفسه، ص ص 342-356.

14 النوري، مصدر سابق، ص41 - ص 42·

15 سيف مرزوق الشملان، أعلام الكويت: فرحان فهد الخالد (الكويت: ذات السلاسل، 1985، ص 96.

16 النوري، مصدر سابق، ص 56.)

17 عبد الله الحاتم، من هنا بدأت الكويت (دمشق: المطبعة العمومية، ب ت)، ص ص 98-99.

18 الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، الملتقطات: حكم وفقه وأدب وطرائف (الكويت: مطبعة حكومة الكويت، ب ت)، ص ص 238-239.

19 فوزية يوسف العبد الغفور، تطور التعليم في الكويت:1912-1972 ( الكويت: مكتبة الفلاح،1983)، ص 80.

20 صالح جاسم شهاب، تاريخ التعليم في الكويت والخليج أيام زمان ج1 ( الكويت: مطبعة حكومة الكويت،1984)، ص 332.

21 الشملان، مصدر سابق، ص ص 44-46.

22 نفس المصدر، ص ص 89-90.

23 مقتبس من د· يعقوب يوسف الحجي، الشيخ عبد العزيز الرشيد: سيرة حياته (الكويت: مركز البحوث والدراسات الكويتية،1993)، ص 107)·

24 العبد الغفور، مصدر سابق، ص ص 72-73·

25 (مجلة الرائد9  فبراير 1953:13-16.)·

26 الحجي، مصدر سابق، ص140،ص 146.

27 المصدر نفسه، ص 198·

28 المصدر نفسه، ص ص 177- 190·

29 المصدر نفسه، ص ص 180-0181·

30 الشملان، مصدر سابق، ص ص 199- 200·

31 د· نجاة عبد القادر الجاسم، بلدية الكويت في خمسين عاماً (الكويت: بلدية الكويت،1980)، ص 30- 34)·

32 المصدر نفسه، ص 32·

33 انظر الإعلان الأول في الملاحق، المصدر نفسه ص 12·

34 د· فلاح عبد الله المديرس، ملامح أولية حول نشأة التجمعات والتنظيمات السياسية:1938- 1975) الكويت: دار قرطاس، 1994، ص ص(9-11·

35  خالد سليمان العدساني، نصف عام للحكم النيابي في الكويت (الكويت: مطبعة المرزوق،1947 ، ص 9)·

 

 

ü بدعوة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمملكة البحرين الشقيقة، شارك الزميل الدكتور محمد حسين اليوسفي في الدورة التدريبية التي نظمتها الوزارة تحت عنوان: " حول تفعيل أساليب منظمات المجتمع المحلي في التأهيل والاندماج الاجتماعي" في الفترة من4-2  أكتوبر2004  بورقة عمل عنوانها: " الإرهاصات الأولى للمجتمع المدني، حالة المجتمع الكويتي"· وقد ارتأت "الطليعة" نشرها تعميماً للفائدة·

 

طباعة