رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 شوال 1425هـ - 1 ديسمبر 2004
العدد 1655

إرشادات أسر ذوي الاحتياجات الخاصة(1)

                                         

 

الإرشاد ليس عملية سهلة ويستدعي من المرشد صفات ومهارات معينة ليكون ناجحا في مساعدة الآخرين على التكيف وحل مشكلاتهم، أما المرشد الذي يتعامل مع الأفراد من ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم فلا يقل أهمية عن المرشد الذي يتعامل مع الأفراد العاديين، وإنما هناك بعض الخصوصية في العمل، لذلك عليه أن يمتلك كفايات ومهارات مرشد العاديين مع مراعاة بعض الاعتبارات الخاصة.

 

ماهو الإرشاد؟

ظهر مفهوم علم النفس الإرشادي في فترة متقدمة من القرن الماضي، وتطور هذا المفهوم بمرور الوقت حتى أصبح ينظر إليه على أنه علم وفن وممارسة ( الزعبي. 1992) يهدف إلى تيسير تفاعل الإنسان مع بيئته ضمن ثلاثة أدوار هي: الإرشاد الوقائي، والتنموي، والعلاجي، ولعل أوضح تعريف لعلم النفس الإرشادي هو التعريف الإجرائي الذي تبنته رابطة علم النفس الأمريكية، والذي ينص على علم النفس الإرشادي هو: مجموع الخدمات التي يقدمها اختصاصيو علم النفس الإرشادي، لتيسير السلوك الفعال للإنسان خلال عمليات نموه على امتداد حياته كلها، مع تأكيد على الجوانب الإيجابية للنمو والتوافق في إطار مفهوم النمو.

وتهدف هذه الخدمات إلى مساعدة الأفراد على اكتساب أو تغيير المهارات الشخصية - الاجتماعية وتحسين التوافق لمطالب الحياة المتغيرة، واكتساب العديد من المهارات وحل المشكلات واتخاذ القرار. ويستفيد من هذه الخدمات الأفراد، الأزواج، والأسر في كل مراحل العمر بهدف التفاعل بفاعلية مع المشكلات المرتبطة بالتعليم والاختيار المهني والعمل والجنس والزواج والأسرة والصحة وكبر السن والإعاقة سواء كانت اجتماعية أو جسمية. وتقدم هذه الخدمات في المؤسسات للتربية والتأهيل أو الصحة وفي المؤسسات العامة والخاصة (سليمان، 2000 ص 111 - 129).

ونلاحظ أن هذا التعريف تناول علم النفس الإرشادي من جميع جوانبه، فقد تناول أهدافه وشكل الخدمات التي يقدمها والفئات المستفيدة من هذه الخدمات والمجالات التي تتحقق فيها هذه الخدمات بالإضافة إلى الأماكن والجهات التي تقدم هذه الخدمات.

 

من هم الحاجات الخاصة؟

 

 نستطيع التعرف على مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مفهوم التربية الخاصة والذي يشير إلى أنها مجموعة البرامج التربوية المتخصصة والتي تقدم لفئات من الأفراد غير العاديين لمساعدتهم على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتحقيق ذواتهم ومساعدتهم على التكيف، وأما الأفراد غير العاديين أو ذوي الحاجات الخاصة فهم: أولئك الأفراد الذين ينحرفون عن المتوسط انحرافا ملحوظا من النواحي الأربع: العقلية أو الجسمية أو الانفعالية أو الاجتماعية، طرفا المنحنى إلى الدرجة التي يحتاجون فيها إلى برامج تربوية خاصة وهذه الفئات هي:

الموهبة والتفوق Giftedness

الإعاقة العقلية Mental Impairment\ الإعاقة البصرية Impairment Visual

الإعاقة السمعية Hearing Impairment

الإعاقة الحركية Motor Impairment

الإعاقة الانفعالية Emotional Impairment

صعوبات التعلم Learning Disabilities     

اضطرابات اللغة والنطق Disorders Language & Speech

في ضوء العرض السابق لمفهومي التربية الخاصة والأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة نستدل على مدى حاجة هؤلاء الأفراد إلى الإرشاد بسبب ما يعانوه من ضغوط وإحباطات  وحاجات تختلف عما يحتاجه الأفراد العاديين. ولعل أهم الأهداف التي يحققها الإرشاد لذوي الحاجات الخاصة وأسرهم يمكن تلخيصها فيما يلي:

1 - توفير الدعم الاجتماعي والانفعالي لهم ولأسرهم

2 - تعليم وتثقيف الفرد وأسرته من خلال البرامج التدريبية الفردية والجماعية

3 - مساعدتهم في علاج المشاكل السلوكية والانفعالية ومساعدتهم على التكيف الاجتماعي

4 - المساهمة في تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن، وتطوير مهاراتهم الحياتية التي تساعدهم على الاستقلال إلى أقصى درجة يستطيعونها

5 -  مساعدة أفراد الأسرة والمحيطين بذوي الحاجات الخاصة في تحقيق الفهم الأفضل لمشكلاتهم

6 - توعية ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم بالامتياز والتشريعات الممنوحة لهم

7 - تعريفهم بالمؤسسات التربوية  والاجتماعية الصحية التي تخدم أفراد هذه الفئات

8 - تعريفهم بالمهن المتوافرة في البيئة المحلية وأماكن التدريب المناسب لهم لتوفير الاستقلال الاقتصادي لذوي الحاجات ما أمكن ذلك   (Thmposn . 1983

وحتى يتمكن المرشد من تحقيق هذه الأهداف لا بد له من خصائص شخصية ومهارات خاصة وخبرة.

خصائص المرشد الفعال

 

الخصائص الشخصية للمرشد الفعال:

 

إن شخصية المرشد تعتبر مكونا حساسا في تحديد فعالية عملية الإرشاد، وهناك عدد من الخصائص المرتبطة بفعالية المرشد ومنها: الاستقرار والثبات، الانسجام، الإخلاص، التوجه نحو أهداف محددة وغيرها من الخصائص.

ولقد أكد كل من روجرز وكافانا على أهمية الخصائص الشخصية للمرشد والتي تفوق مهاراته ومعلوماته أهمية في عملية الإرشاد الفعالة، وقد برر كافانا ذلك قائلا: بالرغم من أهمية المعرفة والمهارات التي يتمتع بها المرشد إلا أنها لا تغير خصائصه الشخصية.

ومن أهم الخصائص الشخصية للمرشد الفعال ما يلي:

1 - الكفاءة العقلية

على المرشد أن يتمتع بقاعدة معرفية حول أهم النظريات الإرشادية، كما عليه أن يتمتع بالرغبة والقدرة على التعلم، كما عليه أن يتخذ الإجراء الصحيح بسرعة.

2 - الحيوية والنشاط:

تستنزف عملية الإرشاد طاقة المرشد انفعاليا وجسديا، وعلى المرشد أن يكون نشيطا خلال جلساته وأن يحتفظ بهذا النشاط أطول وقت ممكن.

3 - المرونة:

لا يكون المرشد الفعال مقيدا بمجموعة من الاستجابات المحددة، وإنما يكيف ما يفعله وفقا لما يلبي حاجات مسترشديه.

4 - الدعم:

يشجع المرشد مسترشديه على اتخاذ قراراتهم المستقلة، كما يساعدهم على التسلح بالأمل والقوة في حياتهم، ويتجنب المرشد أن يقوم بدور المنقذ لهم.

5 - الشعور بالمودة نحو الآخرين:

أن يتمتع المرشد بالرغبة في العمل على تحقيق مصلحة المسترشدين من خلال أساليب بناءة تشجع استقلالهم.

6 - الوعي الذاتي:

وهذه الخصوصية تنبع من معرفة المرشد بذاته وبما يحمله من اتجاهات و قيم ومشاعر ومن قدرته على إدراك العوامل التي تؤثر عليه.

7 - الوعي بالخبرات الثقافية:

تعني قدرة المرشد على الشعور بالراحة خلال تعامله مع الأفراد من الشعوب الأخرى والمختلفة ثقافيا من ثقافته.

 

أ. د خولة أحمد يحيى

رئيس قسم الإرشاد والتربية الخاصة

كلية العلوم التربوية - الجامعة الأردنية

طباعة  

لماذا هذه الصفحة؟
 
زهيرية
 
رسالة من اختصاصية اجتماعية بمنظمة اليونيسكو تدعو إلى الاهتمام بالمعاقين
 
عباقرة.. خلف قضبان التوحد
 
تنظيم ندوة للوقاية من الإعاقة بالرياض
 
أبناؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة
 
مجرد سؤال