محمد الحارثيü

من بطن أكثر من كتابٍ··

من نقطةٍ منقوعةٍ في بئر النهاية

بعد سَيل الفواصل في أكثر

من روايةٍ

أتى

من حيث لا يدري

بحجر الكبريت

الرّاقص في جَيْبه

بحُزمة الأقواس خلف ظله

حاملاً سراج الحكمة المُلقاة

على قارعة الكلمة··

من حيث لا يدري -

بوجهٍ إغريقيٍّ مُحتطَبٍ

من غافة القبيلة

(كأنما بسكّين الزبدة)

دونما أثر لفأس الأسلاف

في صحراء الدليل -

باحثاً عن درب مُضاع

في قصيدة موزونة أبداً

على لسانه

حتى استراح أخيراً وأناخ

ببُرْدة الفراهيدي المُمزقة

في أبجدية جديدة تطفو

على لسانِه تارة

كما تغرقُ في قصّة قصيرةٍ

(من تأليفه)

لم يحسب لحَبْكتها حساباً

بعد أن فغت زهُورُها

في شجرة العلاقة

متبوعاً بإكليل الحذافير

تارة أخرى -

من حيث لا يدري··

وُصُولا حتى فكرة الرحلة إلى··

بعد أن كان ما كان واستكان

في نوْل الماضي

ليَمْتدَّ غصْنُ الألم من بودلير

حتى فلَ ج الشرايين

في وادي الأئمّة هذا

حيث ُتمّحى الفوارق والبوارق

وحاديهنّ المِرْنان

(كما في مطلع النونيّة)

لتنقلبَ الأدوارُ رأساً على عقب

بعد أن تلاشت القلعة

من الشاشة

وذبُلت الأزهارُ

بنغمة واحدةٍ

قبل الوصول··

بنغمة واحدةٍ

(في صيغة الجمع)

بنغمتين

في المُثنى

بالسُّلم الموسيقيّ كاملاً

كما في القصيدة

الموزونة

أبدا

على

لسانه

بعد أن رفرفت الرّاية

بشارةِ النصر والهزيمة··

بالهزيمة والنصر

بين

فاصلة

وأخرى

(بعد نقطة أخيرة)

تحت السّارية

يتبادلان تاجَ النسيان

يتبادلان الرحلة التي

لم تبدأ بعد

ü شاعر وكاتب عماني