يكتبها: جاسم النوري
لا أعتقد أن هناك أبا سيقول نعم، أو أما ترغب بسماع هذا الخبر، إنها الجملة التي تبدأ معها رحلة ليست بالحسبان، وتغير الطريق، وتتبدل معها أولويات الأسرة·
سواء جاء هذا الخبر أثناء الحمل، أو لحظة الولادة، أو خلال السنوات الأولى من عمر الطفل تمر الأسرة بالمراحل نفسها تقريبا، خليط من المشاعر: الفرح، الحزن، البحث عن أي شخص لتوجيه اللوم، وفي بعض الأحيان لوم الذات، الغضب، تشتت التفكير، ومن ثم البدء بتقبل الوضع والتعايش مع الحالة وأخيرا ترتيب الأوراق وبدء الرحلة الجديدة·
أود هنا أن أركز على بدء الرحلة، والتي تتطلب أمورا كثيرة وأدوات خاصة تساعد الأسرة، وتحديدا الأم والأب على التعايش مع حالة طفلهم والتعامل معها بشكل يساعده وأسرته، ويساهم في تحقيق بعض من الطموح الذي يتولد عند الوالدين في بداية الرحلة· وحسب ما لدي من خبرة متواضعة مدتها تزيد عن الخمس سنوات بقليل منذ أن بدأت رحلتي مع ابني فإنني سألخصها في نقاط عدة:
أولا: فهم الحالة من الناحية الطبية، ومن المصادر الصحيحة، كالأطباء المختصين، والكتب العلمية، ومواقع الإنترنت المعتمدة، والابتعاد عن بعض الاعتقادات، كأن يقول أحدهم للأب أو للأم "صابتكم عين" وإن كنت أؤمن بالحسد حسب ذكره في القرآن الكريم، ولكن هنا أركز على التعامل مع حالة الطفل من الناحية الطبية البحتة·
ثانيا: التركيز على الأدوية والعقاقير التي تساعد الطفل، والاطلاع على تأثيراتها ورصدها على سلوك الطفل، وإن كان هناك أي تأثير جانبي كاختلاف في شهية الطفل أو في النوم، أو حتى فرط النشاط أو قلته، كما أن هناك أنواعا من الأغذية التي قد تسبب مضاعفات أو تأثير على سلوك الطفل أو صحته، إن أنواعا كثيرة من الأغذية الخاصة أصبحت متوفرة بالأسواق المركزية والجمعيات التعاونية على عكس الحال قبل أربع أو خمس سنوات عندما كنت أطلبها من وكلاء الأغذية أو من المستودعات الطبية، أما الآن فقد أصبحت الرفوف في الأسواق المركزية تحتوي على أنواع كثيرة منها·