رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 محرم 1426هـ - 9 مارس 2005
العدد 1668

وتد

تظاهرة الورد..

وساحة تغار من أختها

 

نشمي مهنا

في ساحة الأمويين: هواء ثقيل محبط، يدور حول نفسه بعدما يئس من "ربيع دمشق"·

في ساحة الشهداء: كرنفال الأحمر والأبيض، وشارات الصدور الفتية، ومهرجان الحزن الناضج والجميل، والقامات الشابة الأنيقة، والجينزات الزرقاء والقمصان البيضاء والأيادي المتشابكة كأحلامهم·· تعلن عن مفاجآتها·

هذه الجموع النضرة لها ثقافتها التي ظننا أن الفضائيات والـ "ستار أكاديمي" قد ميّعتها، لها لغتها السلسة التي توصل معانيها دون أن تضطر الى التفتيش في قواميسنا، لها حداثتها، ولها شعار الورد المنتصر على الرصاص وعلى العبارات المتخشبة الستينية في مسيرات الآباء·

هؤلاء، أكدوا لنا أن أغاني الـ "ستار" المعولمة تعولم صيحاتهم أيضا، وأحلامهم، وغضبهم في الساحات·

هم فضيحة طاغوت اليوم، ومعرّوه تحت شمس المستقبل· أثثوا الساحة كصالة بيت وجمعوا اللبنانيين كعائلة صغيرة تجلس أمام موقد وشاشة·

بافتراشهم الساحة، متوحدين، منصتين، معلقين عيونهم وآمالهم على شاشة كبيرة واحدة - وإن تعددت ألوانها - ألغوا الفردية والخصوصية ووسعوا حميمية البيت اللبناني وجدرانه، وتقاسموا البهجة والأمل·

في ساحة الأمويين: جموع تراقب المايسترو بحذر، و"تُسْتَهْتَف" "بالروح بالدم··"!

في ساحة الشهداء: أفراد الجيش يبتسمون في وجه مهرجان الورد المتدافع، ويسمحون بمروره·

كل شيء "يعولَم" في هذه الساحة: ابتسامة الضابط· غمزات التمرير الى الأمل القادم· الآهات المكبوتة· والغضب الحكيم·

هؤلاء اللبنانيون الشبان يبتدعون شكلا جديدا للتعبير عن الحياة ضد الموت، والورد ضد الرصاص، والعفو ضد التصرفات الهوجاء·

(على الجانب الآخر أصوات لإطلاق رصاص من مسيرة آخر العناكب، تحت حماية مراكز أمنية مرتحلة صباح الغد)·

في ساحة الأمويين: تصفيق حاد، مستمر، منظم، يتوقف بنفس اللحظة دون زيادة أو نقصان·

في ساحة الشهداء: يهتفون للبنان وحده، مع قناعاتهم أن لكل حدث تاريخي بطلا وأيادي قذرة· ويستذكرون حكمة من دفع دمه ثمنا للتحرير عندما اختار "المستقبل" شعارا حالما لكنه قابل للتصديق والتحقق·

يعلم ويستذكر هؤلاء الشبان أن الشاشة بطل، والورد قائد، والكلمة، وجنبلاط وتويني ومروان وبهية، والعلَم، وملحق "النهار" الثقافي والمقهى وساحة الشهداء··· أبطال وقادة الى الغد الأجمل·

nashmi22@hotmail.com

طباعة  

عبدالله خلف "كلاكيت" ثالث مرة!
الحداد والقحطاني.. هل يكسران دائرة الصمت في "الرابطة"؟!

 
أصداء(2-2)
 
أخبار ثقافية
 
أعتذر منك يا لبنان
 
"قيامة ناريمان" في "البيان"
 
المرصد