رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8 صفر1427هـ - 8 مارس 2006
العدد 1718

وتد

"جيشا" الممنوعة من دخول الكويت!

 

سحب فيلم "مذكرات جيشا" من شاشة السينما في الكويت، ومنع عرضه قبل أسابيع، بكل هدوء ورضا، يصوّرنا كأننا أطفال صغار متحلقون حول تلفزيون عائلي تنطفئ شاشته فجأة بعيوننا، فلا نطالب ولا نجرؤ لأن الريموت كونترول بيد أخينا الأكبر الذي يخشى على مشاعرنا من الخدش!

منع فيلم انتظره الكثير من محبي السينما في الكويت ليس حكاية بسيطة كما قد نتصور،أو بالإمكان اختزالها بسحب فيلم له مئات البدائل الآن على الشاشات والقنوات الفضائية الكثيرة، لكنه يأتي ضمن أنساق رقابات باتت مضاعفة، لا أحد - مع الكثرة والتكرار - عاد متحمسا لفتح بوابات حروبها التي تدار خفية عن أعين المشاهدين، كما أن جبهاتها مشرعة على مئات الجهات، قد تكون بدايتها على كتاب أو مقالة صحافية أو أغنية أو لوحة، لكن لا يعرف أحد أين تنتهي؟!

وبـ"مذكرات جيشا" بدت عقدة الأخ الأكبر الممنوح وحده سلطة المنع والسماح، والمكلف وحده أيضا ووفق هواه وقناعاته بالعناية بـ "تقاليدنا وتراثنا"، وبما نرى وما لا نرى، بدت عقدة قابلة للعدوى والتعميم·

هو فهمٌ واحد يراد لنا أن نوضع في قالبه الإسمنتي الضيق، بعد ذلك لا يهم - تحت شراسة هذه الرغبة - شكل الممنوع· لا أحد سيطالب بمبررات المنع الذي ادعى ملكيته أخونا الأكبر السينمائي· لا أحد سيعترض على سلب حق تم بالتوافق بين شركة سينما ورقابة وزارة الإعلام· لا أحد سيعترض على أحد، ما دام حق المتعة هذا لم يحتسبه المشاهد بعد حقاً أصيلاً وشبيهاً بحقوقه المدنية الأخرى فخمة العناوين· تبسيط مخلّ تجرّعه هذا المحروم من مشاهده السينمائية، والذي اكتفى بغضبة بسيطة أمام شبّاك التذاكر· ومن جانب آخر، لم ينتبه مسؤول السينما الى أن منعه فيلما - ووفق هواه وإرادته وفهمه - يعد استخفافا بالآخر، ذلك أنه بالأساس ابن ثقافة منع معمّمة، ونتاج مخلص لها، فصارت بتكرسها وتراثها وتقاليدها طبيعية جدا ومقبولة، لا تستوجب الاعتذار، أو وضع المحاذير والتردد قبل اتخاذ قرار المنع·

أو قد يكون هذا المسؤول السينمائي قد صدّق أن الآخر هو مجرد "مشاهد"، لا يحق له الاعتراض·

إذا، لنصدّق معه، أن ترشح "جيشا" لست جوائز أوسكار هي ترشيحات مزورة، وأن جائزة الجولدن غلوب التي حصلت عليها، لا تستحقها هذه الفتاة اليابانية التي كادت أن تحرضنا على قلب تقاليدنا وموروثاتنا!

nashmi22@hotmail.com

طباعة  

إصدارات
 
شعر
 
مقالة
 
مرصد