رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 جمادى الآخر 1426هـ - 3 أغسطس 2005
العدد 1689

المعاقون بين عزلة الأسرة لهم وتقصير الدولة في احتياجاتهم

                                                      

 

كتب جاسم الرشيد:

منذ أكثر من عام ونحن نحاول البحث والاستفسار عن سبب عزل كثير من أولياء الأمور لأبنائهم من ذوي القدرات الذهنية الخاصة كالداون والتوحد والحالات الأخرى وماذا يفكر به الأهل ويجول في خواطرهم لأحكام هذا العزل؟ مع أن دمج هذه الفئة بالمجتمع من أفضل الوسائل لتنمية قدراتهم الذهنية والبدنية، الأمر الذي سينعكس بالتبعية على صالح الأسرة خاصة إذا كان هذا الدمج مصاحبا للأنشطة الرياضية·

لم نتوصل وقتها الى معرفة الإجابة، ولكن بمرور الزمن والتعامل عن قرب مع هذه الفئة ومعايشة همومها والتمعن بالبيئة المحيطة حولها تبين أن بعض الأسر فقط هي التي تتحفظ جهلا وتتكتم على وجود هذه الحالات فيؤدي هذا الجهل بالتعامل مع "أوليدهم أو ابنيتهم" الى زيادة تخلفهم·

أما الآخرون من أولياء الأمور فلهم أسباب أخرى ليسوا مسؤولين بالضرورة عنها، فالبعض لا يملك الإمكانات المادية ولا الوقت الكافي لدمج أولادهم بالمجتمع بالأسلوب الصحيح، وبعض من لديه الإمكانات ولديه تقدير للأمور ويشعر بالمسؤولية لا يجد الأماكن الكافية والمؤهلة كما وكيفا وخاصة المنشآت الرياضية الكافية لاحتواء الأعداد الكبيرة من هذه الفئة· إن ما يزيد من مآسي هذه الفئة هو حرمان الدولة لها من توفير الأماكن لهم ففي الوقت الذي قدمت لهم الكثير في مجالات أخرى قصرت في هذا المجال الحيوي ولم تعاملهم رياضيا كالآخرين فتآلب عليهم عزل الأهل وحرمان الدولة كما الوجه الذي لا يتوازن بكف على الخد الأيمن ويحتاج لآخر على الأيسر·

فإذا كان عزل الأهل لهم قصورا مبررا لأسباب الجهل وأسباب أخرى فإن حرمان الدولة لهم من المنشآت الرياضية غير مبرر·

وإذا كان الكثيرون مهتمين وحريصين ومتابعين لهؤلاء المساكين "وشاطين نفسهم" لعزل وحرمان هذه الفئة فإن ذلك لم يأت من فراغ ولكنه من روح المواطنة ومنطلق المسؤولية ومن رؤية التجارب الناجحة بيننا وعند الآخرين من حولنا وهذا الإحساس هو الترجمة الحقيقة لمقولة "كل مواطن خفير" إذ ليس المقصود أن يكون المواطن شرطيا·

منذ فترة قصيرة حضرت مؤتمرا ناجحا للإبداع في الكويت برفقة ولدي من حالة الداون نظمته شركة أكسبو شارك فيه الكثير من الأكاديميين والمسؤولين من دول الخليج لتشجيع وتحفيز الإبداع والمبدعين من كل الفئات بمن فيهم المعاقون وكان ذلك جميلا والأجمل منه لو تسبقنا الدولة بالإبداع وتؤسس الأماكن التي تساعد هذه الفئة على تنمية الإبداع لديها فمعروف أن قدرة المواطن وهو التابع تتأثر بقدرة ودرجة تطور المتبوع والمقصود بالتابع هنا هم المواطنون من فئة القدرات الذهنية الخاصة الذين ستضيع سنوات طويلة من أعمارهم حتى يتمكنوا من جعلنا نفهم كيف نتصرف ونخطط بشكل سليم ويثبتوا أن "التابع أفضل من المتبوع" وهذا بمفهوم الدول المتقدمة يعتبر "تقدما للخلف"·

 

* * *

 

"اللهم انك أعلم بحاجة الآلاف من خلقك من ذوي القدرات الذهنية الخاصة بنات وبنين لنادي رياضي، وأنك أعلم بأن بعض من خلقتهم وبيدهم القرار قد لا يعلمون أو لا يعملون ، فأهدهم اللهم·· رئفة بخلقك· · · آمين"

 

 

                           

طباعة  

متطوعون من الشباب والشابات يستحقون كل الشكر
لو خليت خربت

 
إشهار المركز الكويتي للداون
 
من يده بالنار ليس كمن يده بالماء