رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 جمادى الآخر 1426هـ - 3 أغسطس 2005
العدد 1689

متى تضع الحكومة يدها على الملف المائي.. لوقف نزف الآبار الجوفية؟!
شركات حفر الآبار.. تعمل بلا حسيب أو رقيب في المناطق الزراعية!

                                                     

 

·         لا توجد دولة تستخدم التناكر للري الزراعي إلا الكويت

·         أخطاء في حفر الفوارة.. وراء غمر مزارعنا بالماء الجوفي (المالح)

 

كتب المحرر الزراعي:

اتهم المزارع حمد الأنبعي بعض شركات حفر الآبار بالتسبب في ظاهرة خروج المياه الجوفية الى سطح الأرض في بعض مزارع الوفرة، وقال في حديثه لـ "الطليعة": إن هناك بعض الشركات الخاصة تتنافس فيما بينها على حفر الآبار وبخاصة الآبار الفوارة·· ولأن بعض المزارعين يميلون الى الأرخص منها فإن هذه "الرخيصة" لا توصل "البايبات" الى منطقة الصخور التي يتدفق الماء من تحتها الى أعلى قويا·

وبشيء من التفصيل يقول المزارع الأنبعي: إن حفر بئر فوارة يلزمها حفر بعمق يزيد على 160 مترا حتى يتكسر الصخر ويتدفق الماء الى أعلى من دون ماكينة ضخ كما هو الحال عند حفر بئر ارتوازية عادية بعمق 60 مترا·

ومزارعو الوفرة، الذين يعانون منذ سنوات طوال من مشكلة قلة المياه العذبة يلجأون مضطرين وبالسر الى حفر الآبار الفوارة رغم أنها محظورة ومكلفة فالفوارة كما هو معروف أقل ملوحة من العادية وسميت فوارة - لأن الماء يتجه الى أعلى (سطح الأرض) فوارا قويا لا يحتاج الى ماكينة ضخ لتطلع الى أعلى·

ونظرا لكثرة الآبار الفوارة في منطقة الوفرة في أقصى جنوب البلاد على الحدود الكويتية - السعودية وقلة خبرة بعض الشركات التي تحفرها·· برزت ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في بعض قطع الوفرة وبخاصة في فصل الشتاء حيث تهطل الأمطار·

 

الحلول الناجعة

 

وعن الحلول الناجعة لهذه الظاهرة الخطيرة على مزارع الوفرة يقترح المزارع الأنبعي حلولا عدة أهمها:

أولا: تخفيض أسعار المياه العذبة الواصلة إلى مزارع الوفرة عبر الشبكة الحكومية، فما زالت وزارة الطاقة مصممة على أسعارها العالية رغم نداءات المزارعين المتكررة لتخفيضها، علما بأن تخفيض أسعار هذه المياه سيقلل حتما من استخدام التناكر لجلب المياه العذبة من محطاتها القريبة والبعيدة من الوفرة وبالتالي سيوفر كثيرا من الأموال المصروفة على صيانة الطرق، وتنظيف البيئة، والأخطر أنه لا توجد دولة في العالم تستعمل التناكر في الزراعة إلا الكويت·

 

مياه المجاري المعاملة

 

ثانيا: الإسراع بإيصال المياه المعالجة "رباعيا" الى منطقة الوفرة الزراعية أسوة بوصولها الى منطقة العبدلي الزراعية في شمال البلاد، على أن تكون أسعار هذه المياه منخفضة وأن يتزامن وصولها مع وجود خطة زراعية يلتزم بها المزارعون جميعا وفتح منافذ تسويقية جديدة أمام المنتج المحلي سواء داخل الكويت أو خارجها، لحل مشكلة التسويق الزراعي في الكويت أو عدم تفاقمها - على الأقل - فنحن نعاني من مشكلة تسويق لمنتجاتنا داخل ديرتنا ونصف مزارعنا في الوفرة تقريبا لا ينتج الثمار بسبب ضعف أو نقص المياه فيها، فما بالك لو عملت كل مزارعنا بالوفرة وأنتجت الثمار، بعد وصول المياه المعالجة الرباعية إليها، ستزداد معاناتنا وخسارتنا أكثر مما هي عليه الآن - حتما –

 

مراقبة فاعلة··

 

ثالثا: مراقبة عمل شركات حفر الآبار "الخاصة" في المناطق الزراعية، فهي تعمل ليل نهار ومن دون حسيب أو رقيب، وهي تتنافس فيما بينها، لكن للأسف يكون التنافس على حساب الاتقان والجودة، فقد انخفض سعر تكلفة حفر البئر الفوارة من (5) آلاف دينار الى 2500 دينار·· لكن النتيجة: غمر بعض مزارعنا بالماء الجــوفي المالح، الذي سيكلفنا ويكلف الدولة ملايين الدنانير للتخلص منه أو من آثاره المدمرة على التربة، حـاضرا ومستقبلا!

 

الدعم على المستلزمات

 

رابعا: تشجيع المزارعين على تعميم أساليب الري الحديثة في مزارعهم وخصوصا الري بالتنقيط سواء في الحقول المكشوفة أو البيوت والشبرات المغطاة، لأن من شأن هذا التخلص من طرق الري التقليدية كالري بالغمر، التي تستنزف مياهنا الجوفية استنزافا خطيرا من أجل إنتاج بعض الأطنان من الجت أو بعض الكميات من الورقيات الخضراء، وفي هذا المجال يمكن تجربة استخدام الري بالرش أو الري بالغمر المقنن، فمن غير المقبول أن يستمر المزارع بري الجت المزروع لديه مثلا والأمطار تتساقط شتاء·

وكي نشجع المزارعين على استخدام أساليب الري الحديثة في جميع المزارع كالرش والتنقيط وحتى استخدام أجهزة الري المحورية، يجب توعية المزارعين والقائمين على مزارعهم بأهمية الحفاظ على المياه الجوفية والمحلاة لدينا أي زيادة الوعي المائي - إن جاز لنا هذا التعبير - في الأوساط الزراعية في المناطق الزراعية وفي الحدائق الخاصة، فما زال هناك من يستخدم "الهوز" لري مزروعاته، بل إن هيئة الزراعة ما زالت تستخدم التنكر لري بعض المزروعات التجميلية هنا وهناك من مناطق الكويت المختلفة - للأسف الشديد -·

وتعميم استخدام أساليب الري الحديثة في المناطق الزراعية يلزمه بالإضافة الى ذلك قرار بصرف الدعم الحكومي على المستلزمات الزراعية وليس على الإنتاج المباع في الأسواق المحلية، فلو توافرت للمزارع مستلزمات الري الحديثة مجانا لأقبل عليها بصـورة أكبر·· واستخدمها بشكل أوسع·

 

 

طباعة  

الصديقي يحذر من استمرار حفر الآبار الفوّارة
 
أول بروزها في مزرعة البداح
ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية.. في الوفرة

 
التين.. دواء
 
مجرد سؤال
 
محطات التحلية عمليّة.. ولكن
 
بسبب الإسراف في استخدامها
المياه الجوفية تزداد ملوحة