رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 جمادى الآخر 1426هـ - 3 أغسطس 2005
العدد 1689

بسبب الإسراف في استخدامها
المياه الجوفية تزداد ملوحة

                                                     

 

كانت المياه الجوفية قريبة من سطح الأرض، وأقل ملوحة مما هي عليه الآن في المناطق الزراعية الكويتية، لذلك يضطر المزارعون حاليا للحفر إلى أعماق أكبر داخل جوف الأرض للحصول على الماء اللازم لري مزروعاتهم في الوفرة والعبدلي·

كانت تلك بداية حديث محمد وليد المتخصص في حفر الآبار الارتوازية في المناطق الزراعية منذ عام 1971، وحتى الآن، وأضاف أنه يمكن الوصول إلى المياه الجوفية بعد الحفر في باطن الأرض إلى نحو 60 الى 100 متر وكلما زاد الحفر زادت فرصة الحصول على مياه أقل ملوحة، وإذا زاد الحفر كثيرا يمكن الحصول على مياه فوارة قليلة الملوحة مما يوفر على المزارع استخدام المضخات لسحبها من باطن الأرض، لكن هذه الآبار المسماة بالآبار الفوارة غير مسموح بها من قبل وزارة الطاقة لكون مياهها مخزونا استراتيجيا تحرص الدولة على الحفاظ عليه من النفاد واستخدامه وقت الحاجة·

وبين محمد وليد أن عمق الماء داخل جوف الأرض الآن - نتيجة كثرة السحب من باطن الأرض في العبدلي والوفرة - أنهى عصر البئر المعروفة بالجليب، التي كان الكويتيون قديما يحفرونها يدويا لعمق 18 مترا وبقطر 6 أمتار تقريبا، بعكس البئر الارتوازية المعروفة الآن، والتي تحفر بالآلة وبعمق 60 الى 100 متر·

 

مياه العبدلي والوفرة

 

وحول الاختلاف بين المياه الجوفية في كل من العبدلي في شمال البلاد والوفرة في جنوبها أوضح جباخنجي الذي أمضى شبابه منقبا عن الماء هنا وهناك أن ماء العبدلي أقل ملوحة من ماء الوفرة، كما أن الحفر الى أعماق الأرض في العبدلي أسهل منه في الوفرة لغلبة الطين في تربة العبدلي والرمل في تربة الوفرة·

كما أن باطن أرض الوفرة فيه أحيانا طبقات جتش وصخرية، مما يتطلب مجهودا أكبر في الحفر وخاصة قطعة 4 من قطع الوفرة الجديدة·

وحسب خبرته الطويلة يفيد بأن قطعة 7 من الوفرة القريبة من الحدود السعودية ذات مياه وفيرة وقليلة الملوحة، لذا يمكن الحصول على مياه فوارة منها، وكذلك قطعة 5 وقطعة 1 من قطعة 11·

أما في العبدلي فلا وجود للآبار الفوارة فيها، ولا حاجة لمزارعيها إليها لأن المياه العذبة متوفرة هناك بفعل زيادة ضخها في محطات الشمال ووصول المياه المعالجة إليها بعكس منطقة الوفرة التي تشكو شحا في المياه العذبة الواصلة لمحطات المياه فيها أو القريبة منها، صحيح؟ إنهم افتتحوا محطة جديدة في الوفرة لكنهم أقفلوا القديمة للصيانة·

 

إسراف في الاستهلاك

 

ولدوام عطاء الآبار الارتوازية ينصح باستمرارية الصيانة لها وعدم تشغيلها ليل نهار، وقال: إن بعض عمال المزرعة يتركون الآبار تضخ المياه الجوفية (الصليبية) المالحة حتى ولو كانت الأمطار تهطل على المزروعات هناك شتاء وهذا خطأ فمياه الأمطار أفضل لغسل النباتات والأشجار من الآفات والأتربة ولغسل التربة مما يترسب فيها من أملاح المياه الجوفية "الصليبية"، وقال: إن مياه بعض الآبار في الوفرة تظهر في بداية تشغيلها عكرة غير صافية ورائحتها كبريتية منفرة·· لكن سرعان ما تصفو وتذهب الرائحة بعد الضخ بأيام··!

 

مياه المجاري المعالجة

 

ونوه باتجاه الكويت للاستفادة من مياه المجاري، بعد معالجتها رباعيا، في الري الزراعي وقال: إن من شأن إيصال المياه المعالجة الى العبدلي ثم الى الوفرة التخفيف كثيرا من استهلاك المياه الجوفية فيهما، وبالتالي الحفاظ على ما في باطنها من مخزون مائي مهم وحيوي للأجيال المقبلة·

 

تكلفة الفوار

 

وعن تكلفة الآبار قال: البئر الفوارة تكلفته 2500 دينار وعمرها الافتراضي سنتان بعدها تضعف فورة أو فوران الماء منها بقوة غاز الأرض فتحتاج الى مضخة لسحب المياه منها الى السطح، مثلها مثل البئر العادية التي بعمق 60 مترا·

أما في حالة البئر العادية، فلا يتجاوز عمرها الافتراضي 8 سنوات بعدها ننصح بحفر بئر أخرى بعيدة عنه، لأن تكلفة إعادة تأهيلها تساوي تكلفة حفر بئر جديدة، وهي 1500 دينار·

واستبعد إمكان استعانة المزارعين جميعا في الوفرة بمكائن تحلية المياه المالحة لأنها مكلفة وغير عملية، حيث يصعب إيجاد تصريف للمياه المالحة الى البحر، ويتعذر تخزين أو إلقاء هذه المياه في ركن من أركان المزرعة لأن من شأنها تدمير التربة·

طباعة  

متى تضع الحكومة يدها على الملف المائي.. لوقف نزف الآبار الجوفية؟!
شركات حفر الآبار.. تعمل بلا حسيب أو رقيب في المناطق الزراعية!

 
الصديقي يحذر من استمرار حفر الآبار الفوّارة
 
أول بروزها في مزرعة البداح
ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية.. في الوفرة

 
التين.. دواء
 
مجرد سؤال
 
محطات التحلية عمليّة.. ولكن