رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 جمادى الآخر 1426هـ - 3 أغسطس 2005
العدد 1689

العالم العربي يستقبل إشارات متناقضة..
واشنطن تعلن تأييدها للإصلاحيين وتتعامل مع الأنظمة الدكتاتورية

                               

 

·         الخلافات بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية تضعف السياسة الأمريكية في المنطقة

·        رايس طالبت مصر بإطلاق أيمن نور وتغاضت عن آلاف المعتقلين السياسيين في الدول العربية

 

بقلم: دانييل بليتكا*

مرحبا بهذه الحقبة الجديدة من الحرية في العالم العربي، فالانتفاضة السياسية حقيقية من العراق الى الكويت الى لبنان، وما كان لهذا التغيير أن يحدث دون الالتزام الصلب من الرئيس الأمريكي جورج بوش· ولن يدوم أي من ذلك دون حدوث تغييرات كبيرة في طريقة تعاطي الولايات المتحدة مع العالم الخارجي·

ففي خطاب التتويج لولاية ثانية وخطاب "حالة الاتحاد" لعام 2005 الذي أعقبه، حدد الرئيس بوش أهدافه بالقول إن "الولايات المتحدة ستقف الى جانب حلفاء الحرية لدعم الحركات الديمقراطية في الشرق الأوسط وخارجه بهدف القضاء على الطغيان في هذا العالم"·

وبالرغم من ذلك، فشلت عجلة الديمقراطية في العراق وظلت المشكلة قائمة· وينظر كثير من المخضرمين في مؤسسة وزارة الخارجية الأمريكية الى الرئيس بوش على أنه شخص مثالي، وتتراوح وجهات نظرهم بين التشكيك والاختلاف مع مواقف الرئيس وعبروا عن ذلك كثيرا عبر وسائل الإعلام الأمريكية منذ بدء الحرب على العراق حتى الآن·

وهذا الاختلاف بين الرئاسة ووزارة الخارجية يبعث برسائل مختلطة ليس فقط الى الزعماء الدكتاتوريين حول العالم بل الى القوى الديمقراطية أيضا·

لقد أطلقت السلطات المصرية سراح المرشح  "أيمن نور" لمنافسة الرئيس حسني مبارك، لكنها أبقت على التهم الموجهة إليه، وأجرت تعديلا دستوريا شكليا لإرضاء الولايات المتحدة، ولكن يبدو أن هذه الخطوة المراوغة من جانب الحكومة المصرية لاقت قبولا من واشنطن، وعبر عن ذلك بعض المسؤولين الذين قالوا إنه سيكون أمرا جيدا إذا جاء الإصلاح الاقتصادي قبل التغيير السياسي في مصر·

وبعد أقل من شهر على ذلك، وقعت الولايات المتحدة مع مصر اتفاقية تقضي بمنح الأخيرة مساعدات تصل الى 900 مليون دولار·

 

خذلان

 

وربما يكون لمخاوف وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس من حدوث ثورة عنيفة في بعض الدول بدلا من التغيير الديمقراطي السلمي، ولكن حتى تستمر عملية الإصلاح، فإن هناك حاجة لاستمرار الولايات المتحدة في ممارسة الضغوط على بعض الأنظمة في المنطقة العربية لتحقيق الإصلاح·

أما أن يضغط الرئيس أو وزيرة الخارجية لإطلاق هذا الناشط السياسي أوذاك ويتم إطلاقه بالفعل في الوقت الذي يقبع فيه الآلاف الآخرون خلف القضبان ولا يجدون من يسأل عنهم، فإن أحدا - وخاصة من الإصلاحيين في العالم العربي - لن يثق بالمواقف الأمريكية بعد اليوم· وبالفعل، فقد بدأ الإصلاحيون في العالم العربي يتساءلون عن سبب تراجع قضيتهم بالنسبة للولايات المتحدة في الآونة الأخيرة·

فقد رأى الإصلاحيون العرب من ليبيا الى البحرين الى لبنان وبلدان أخرى مواطنيهم يلقون في السجون بينما يلقى زعماء مثل هذه الدول الاستقبالات الحارة من المسؤولين الأمريكيين، كما لاحظوا أن الجهود الدولية لدفع الإصلاح السياسي لا تؤتي الكثير من الثمار، ولا عجب أنهم يشعرون بالخذلان·

والآن، يجب على الإدارة الأمريكية أن تغير أولوياتها السياسية· فإذا كان الإصلاح - بالنسبة لها - يأتي في المقام الأول، فيجب أن يتجسد ذلك في سياساتها وتحركاتها الدبلوماسية بشكل يومي· ويجب أن تكون الحقوق السياسية والمدنية والدينية على أجندة الجميع طوال الوقت· ويجب أن تدفع الثمن كل دولة لا تلتزم بإجراء الإصلاحات الموعودة كما هي الحال بالنسبة لمصر أو تلغى الانتخابات كما هي حال فلسطين أو تلك التي تختبئ وراء مبررات تهديدات الإرهابيين والأصوليين لعدم إجراء التغييرات المطلوبة كما هي الحال بالنسبة للمملكة العربية السعودية·

والمطلوب من السفارات الأمريكية في الخارج أن تلتزم ببرنامج الحكومة في واشنطن وأن توقف أي نشاط أو خطوات من شأنها إضعاف سياسات بوش على هذا الصعيد·

فالإصلاح والنهضة في الشرق الأوسط هما مهمتان بالغتا الأهمية· والولايات المتحدة لا تود أن تفعل ذلك بنفسها، بل تريد مساعدة الإصلاحيين في المنطقة للقيام بها بأنفسهم، وهذا طموح يثير الإعجاب، لكنه لن يتحقق إلا إذا أيقن الرئيس بوش ووزيرة خارجيته رايس بأن هذه مهمة "دوام كامل" للحكومة الأمريكية، كل الحكومة، طوال الوقت·

 

* نائب الرئيس لشؤون الدراسات الخارجية والدفاعية في معهد أمريكان انتربرايز في واشنطن·

" عن فايننشال تايمز "

طباعة  

طالبان ثانية تتكون في بنغلادش!
 
كوابيس الانسحاب من غزة!
هل يرقص الفلسطينيون فرحا ويشرب نتانياهو من البحر؟