رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 جمادى الآخر 1426هـ - 3 أغسطس 2005
العدد 1689

كوابيس الانسحاب من غزة!
هل يرقص الفلسطينيون فرحا ويشرب نتانياهو من البحر؟

   

 

·         دحلان لموفاز: "لسنا عمال نظافة عندكم"

 

بقلم يوئيل ماركوس:

في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل للانسحاب من غزة، هناك خمسة كوابيس تقض مضجع قادتها السياسيين والعسكريين وتشكل كل منها مصدر قلق لهم على المستويين المحلي والخارجي فضلا عن انعكاساتها على الصراع الراهن مع الفلسطينيين ولاسيما حركتا حماس والجهاد الإسلامي:

1 - مشاهد الفلسطينيين وهم يرقصون على أسطح منازل المستوطنات التي سيتم إخلاؤها، يعتبر السيناريو الأسوأ للحكومة الإسرائيلية·

وعلى الرغم من أن معظم المنازل ذات أسطح غير مستوية، وبالتالي يصعب الرقص عليها، إلا أن الحكومة الإسرائيلية قررت هدم كل هذه المنازل· وهذا الأمر لن يبدو جيدا في نظر العالم الخارجي، ولكن عدم هدمها سيتطلب تصويتا آخر على ذلك داخل الحكومة وهذا قد يؤدي الى انهيار كل ما تم إنجازه على هذا الصعيد حتى الآن·

ويقول النائب العام مناحيم معزوز إن القانون الدولي الذي يقضي بإعادة المناطق الى "وضعها السابق" عند الانسحاب منها، قانون ملتبس· فإبقاء المنازل على حالها قد يقود الى مشاهد نهب لا يمكن تحملها، ولكن هدمها يرتب على الحكومة ضرورة إزالة الأنقاض· ووفقا لوزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن ذلك يعني ضرورة الاستعانة بـ 250 شاحنة كبيرة مع طاقم عمل يتعين عليه البقاء هناك لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد الانسحاب·

 

عمال نظافة

 

وقد اقترحت زيفي ليفني أن تقوم إسرائيل بعملية الهدم بينما يتولى الفلسطينيون إزالة الأنقاض· وحين اقترح وزير الدفاع شاؤول موفاز ذلك على محمد دحلان أجابه بأن الفلسطينيين "لا يعملون كعمال نظافة عند إسرائيل" ولكن حين عرض عليه مبلغ 50 مليون دولار مقابل ذلك، وافق على الفكرة ثم أعطت لها الإدارة الأمريكية دفعا آخر، وبدا الانسحاب أحادي الجانب جهدا تعاونيا·

وحتى هذه النهاية السعيدة ليست ضمانة بأن الفلسطينيين لن يرقصوا فرحا بالانسحاب الإسرائيلي، إن لم يكن على أسطح المنازل، فعلى ركامها، وماذا حتى لو حدث ذلك؟ فحين ننسحب ما الذي يعنينا؟ وليرقصوا كما يشاؤون·

2 - السيناريو الكابوسي الآخر هو الانسحاب تحت النيران· وعلى الأرجح أن تقدم "حماس" على ذلك وليس "الجهاد الإسلامي"، فحركة حماس تشكل ميليشيا لا تزال تراوح بين الإرهاب والرغبة في التحول الى المشاركة السياسية في السلطة الفلسطينية· وربما ترغب "حماس" في تحسين موقعها لدى السلطة الفلسطينية بالمساعدة على إتمام الانسحاب الذي يتبعه الانسحاب الكامل من الضفة الغربية في وقت ما في المستقبل·

ستحاول "حماس" الحفاظ على الهدوء النسبي في أثناء الانسحاب الإسرائيلي من أجل تعزيز قوتها السياسية، ومع ذلك فربما تجازف بعمل ما خلال هذه الفترة· لكن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أوضح للأطراف المعنية بأنها إذا أطلقت النار في أثناء الانسحاب "فلن نتردد بالرد بكل ما أوتينا من قوة"·

والخطر هو أن الفلسطينيين لا يضيعون فرصة لإضاعة الفرص!

 

كابوس نفسي

 

3 - إخلاء 120 قبرا من مستوطنة غوش قطيف سيشكل كابوسا عاطفيا ونفسيا· وسوف تبدأ هذه العملية بعد إخلاء المستوطنين الى مساكن موقتة، ووفقا للديانة اليهودية، فإن إعادة دفن الرفات يتطلب إقامة الطقوس الجنائزية العادية والحداد لسبعة أيام· وإذا كان سيتم إسكان المستوطنين بشكل موقت، فإن السؤال المطروح هو أين ستقام المقبرة أو المقابر الجديدة؟

4 - من الناحية النظرية، يبدو أن كل شيء على ما يرام، حيث سيتم إخلاء المستوطنات في غزة خلال ثلاثة أسابيع وفي الضفة الغربية خلال أربعة أسابيع، وسيتم إخلاء السكان بحساسية بالغة ثم ممتلكاتهم التي سيتم شحنها في حاويات كبيرة· وربما يتعين إخلاء البعض بالقوة، إذ سيتم إغلاق المنطقة لإبعاد المتطرفين، ويكمن الكابوس هنا في العنف والتحريض من قبل المتطرفين لوقف عملية الإخلاء· وقد تبدو العملية محفوفة بالمخاطر، لكنها قد تسير بشكل سلس إذا أظهرت الحكومة الإسرائيلية عزما وتصميما على المضي قدما في عملية الانسحاب·

5 - وحتى اللحظة، فإن الكابوس الأكبر هو بنيامين نتانياهو الذي لا يستطيع أحد فهمه، فأنت تجده في هذا الموقع اليوم وفي ذلك الموقع غدا· فهو موجود في كل مكان وغير موجود معا، ويخشى البعض من أنه يعد لخدعة أو يطبخ خطة لتقديمها الى الكنيست الإسرائيلي لتأجيل الانسحاب من غزة· وتنتشر الشائعات بأنه ينتظر حتى الليلة التي تسبق الانسحاب ليستقيل من الحكومة·

ويحتفظ رئيس الوزراء أرئييل شارون بهدوئه، ويرى في نتانياهو رجلا يواصل المناورة وممارسة الشغب السياسي من أجل مصالحه الذاتية وأن أكثر ما يمكن أن يفعله هو أن يذهب ليشرب من بحر غزة!

 

" عن صحيفة هآرتس "

طباعة  

طالبان ثانية تتكون في بنغلادش!
 
العالم العربي يستقبل إشارات متناقضة..
واشنطن تعلن تأييدها للإصلاحيين وتتعامل مع الأنظمة الدكتاتورية