رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 رجب 1426هـ - 17 أغسطس 2005
العدد 1691

المخططات الإسرائيلية لتدمير المسجد الأقصى

                                                                                   

 

·         الحكومة الإسرائيلية ماضية رغم أنف العالم أجمع في سياسة تهويد مدينة القدس

·         هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل تكليف إلهي حسب العقيدة التوراتية المنحرفة

·         توجد في إسرائيل عشرات التنظيمات السرية والعلنية الساعية لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه

·         الأحزاب الإسرائيلية الكبرى تتفق في أدبياتها على أن القدس العاصمة الموحدة والأبدية للدولة اليهودية

·         يجب علينا أن نولي هذه القضية جل اهتمامنا حتى لا نفاجأ في صبيحة يوم من الأيام بنبأ الهجوم على المسجد بالطائرات أو قيام "جهات مجهولة" بقصفه بالصواريخ

 

دراسة من إعداد: عبدالله عيسى الموسوي

باحث في الصراع العربي - الإسرائيلي

بينما أنظار العرب والعالم تتجه نحو مشروع الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة الذي تنوي الحكومة الإسرائيلية القيام به، وحيث إن وسائل الإعلام كافة منشغلة بهذا الحدث وتداعياته· فإن الحكومة الإسرائيلية تسير في مخططها الرامي إلى تهويد مدينة القدس التي تضم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وفي الوقت نفسه، فإن الجماعات الصهيونية المتطرفة تسعى جاهدة لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه·

وفي دراستنا الموجزة هذه، سوف نستعرض المخططات الإسرائيلية الهادفة لتدمير المسجد من خلال المحاور الثلاثة التالية وهي: قصة الهيكل المزعوم، وموقف الأحزاب الإسرائيلية الكبرى من مدينة القدس، ثم عرض لأهم التنظيمات والعصابات الإسرائيلية الساعية لتدمير المسجد الأقصى·

 

قصة الهيكل المزعوم

 

إن قيام بعض الجماعات الصهيونية المتطرفة بوضع حجر الأساس لبناء ما يسمى (الهيكل الثالث) أمام إحدى بوابات الحرم القدسي هو الخطوة الأولى في محاولة تلبيس الأسطورة ثياب الحقيقة، وهو أمر ينبغي ألا يستهان به، فأرض الميعاد ذاتها أسطورة· كما أن الكثير من أوهام وخيالات الأمس تحولت اليوم إلى حقائق لا تقبل المناقشة، والعبرة ليست في كون الذي يراودك حلماً أم حقيقة، لكنها في مدى ما تتمتع به من أرادة وإصرار على بلوغ ما تريد وهو النهج والإستراتيجية التي اتبعها اليهود في فلسطين وأوصلتهم لهذه الحالة وفي الوقت نفسه، هي الرؤية القاصرة للعرب والمسلمين التي أوصلتهم لهذه الحالة من الضعف والمهانة·

 

ما هي قصة الهيكل المزعوم ؟

 

في الأسطورة أن هيكل سليمان الذي دمره الرومان في سنة 70م لن يبنى على الأرض، وإنما سيهبط من الجنة، أي سيأتي من السماء كامل الأوصاف، ومهيأ بكل التجهيزات اللازمة الثابتة في (سفر الخروج) من أثاث وديكورات وأقمشة وزينة وثياب الكهنة ومغاسله والذبائح الخ···

غير أنه بعد سقوط مدينة القدس في أيدي الإسرائيليين عام 1967م "الذي أعتبره المتدينون معجزة إلهية" ارتفعت الأصوات بين غلاة الأصوليين اليهود داعية إلى إعادة بناء الهيكل، دونما انتظار لهبوطه من السماء، فيما أطلقوا عليه نظرية (أعمال يد الله)· أي تنفيذ المشيئة الإلهية باستباق الوعد· وفحوى هذه النظرية هو السعي إلى (توريط) الرب بالدفاع عن شعبه المختار إذا أحتاج الأمر إلى تدخله·

وحسب ما أشاعه الحاخامات بينهم فإنهم إذا ما شرعوا في نسف المسجد الأقصى الذي يزعمون أنه مشيد فوق الهيكل وثارت ثائرة المسلمين من جراء ذلك، فقاموا بهجوم قد يعرض أمن إسرائيل للخطر· ففي هذه الحالة لن يبقى أمام الرب خيار، إذ لن يكون أمامه سوى التدخل لإنقاذ شعبه ومدينته المقدسة وبذلك تتحق نظرية توريط الرب·

وهذا الكلام، ليس من وحي خيال، بل هو نقل عن كتاب لأحد الحاخامات الكبار ويدعى (أرئييل) صدر له باللغتين الإنكليزية والعبرية بعنوان: (أوديسا·· المعبد الثالث)·

وباستقراء هذا المفهوم في الإدراك اليهودي، تحول هدم المسجد الأقصى وبناء المعبد إلى تكليف إلهي يتعين على المتدينين القيام به وهناك اليوم عشرات المنظمات الساعية لتحقيق هذا الهدف وهي بانتظار الفرصة المناسبة· وهذه الجماعات ازداد نفوذها في السنوات الأخيرة وتزايد عدد أعضائها في الحكومات الإسرائيلية ومجالس الكنيست المتعاقبة·

 

موقف الأحزاب الإسرائيلية الكبرى

من مدينة القدس·

 

لا تجاهر الأحزاب الكبرى في إسرائيل بحتمية هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه· هذا ما نقرأه في أدبياتها الرسمية· أما في الحقيقة، فإن هذه الأحزاب تضم بعضاً من غلاة المتطرفين الداعين لتدمير المسجد الأقصى، كما تسعى هذه الأحزاب لاسترضاء الأحزاب المتشددة الصغيرة وإقامة تحالفات سياسية معها وهذا كله مقابل السماح لمنتسبيها بالقيام ببعض الطقوس الدينية في المسجد الأقصى من قبيل وضع مجسمات للهيكل وإقامة الصلوات هناك وهي خطوات تدريجية للوصول للهدف الصهيوني الأكبر وهو هدم المسجد الأقصى·

ولكن في الوقت نفسه، نجد أن الأحزاب الإسرائيلية تتفق على أن القدس هي العاصمة الأبدية والموحدة لدولة إسرائيل وإنه لا تنازل عن أي شبر منها (من منطلق توراتي عقائدي) وإن أية تسويات سياسية مستقبلية لن تتناول موضوع المدينة المقدسة·

وفي الأسطر التالية، نستعرض رؤية هذه الأحزاب حول المدينة المقدسة وقد جمعناها في الكتيبات التعريفية الرسمية لهذه الأحزاب ونورد النصوص كما جاءت·

حزب العمل: (القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية لإسرائيل ولن نساوم في شأن هذا المبدأ ولن نتخلى عنه)·

حزب الليكود: (القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي، مدينة واحدة موحدة غير قابلة للتقسيم· ولن تجري إسرائيل أية مفاوضات في شأن القدس، وسنعمل على تعزيز طابعها ورموزها اليهودية)·

حزب ميرتس: (إن القدس هي عاصمة إسرائيل ولن تقسم بعد الآن)·

حزب الوسط: (ستبقى القدس الكاملة تحت سيادة إسرائيل وعاصمتها إلى الأبد)·

حزب يسرائيل بعلياه: (إن القدس هي العاصمة الموحدة، وغير القابلة للتقسيم لدولة إسرائيل ويعارض الحزب أي صيغة للتسويات بهذا الخصوص)·

حزب إسرائيل بيتنا: (ستبقى القدس موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية)·

حزب الوحدة القومية: (ستظل القدس العاصمة الأبدية، كلها تحت السيادة الإسرائيلية)·

حزب المفدال: (القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية لشعب إسرائيل ولدولة إسرائيل فقط ولن تقسم أبداً)·

ولا أعتقد أن موقف الأحزاب الإسرائيلية الرسمي والعلني يحتاج إلى تعليق أو شرح·

 

عرض لأهم التنظيمات والعصابات الإسرائيلية

الساعية لتدمير المسجد الأقصى

 

في مقابلة مع صحيفة ( جيروساليم بوست ) الأسبوعية نشرتها في 1/11/1996م، صرح ( نوام ليفنات ) من زعماء أحد الحركات المتطرفة الساعية لهدم المسجد الأقصى حيث قال إنه يتطلع إلى وضع يمكن فيه نسف القبة الذهبية على جبل الهيكل والإطاحة بها إلى عنان السماء واستطرد موضحا فكرته بقوله: ( إذا توجه ثلاثة أشخاص لنسف القبة الذهبية على جبل الهيكل سوف يكونون مجرد مجانين، وإذا فعلها ثلاثون شخصاً فسوف يكونون تنظيماً سرياً، وإذا كانوا ثلاثمائة فهم يشكلون حركة، أما إذا كانوا ثلاثة آلاف فهذا يعد ثورة إن الأمر كله يعتمد على عدد من يشاركون في هذا العمل والأمل الذي أصبو إليه هو حشد قوة جماهيرية لتنفيذه )·   

واليوم، توجد في إسرائيل عشرات التنظيمات السرية والعلنية الساعية لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه وهي تعقد الاجتماعات الدورية بينها وتصدر العديد من المطبوعات الإعلامية وتنظم المهرجانات الدعائية وهي تهدف في مجملها للترويج لأفكارهم·

وفيما يلي، عرض لأهم هذه التنظيمات·

- جماعة أمناء الهيكل: هي جماعة دينية متطرفة تسعى إلى تهويد منطقة المسجد الأقصى· ويقع المقر الرئيسي لهذه الجماعة في مدينة القدس المحتلة· ولها فرع في الولايات المتحدة الأمريكية يقوم من خلاله مسيحيون متطرفون بتقديم دعم مالي لها، وتضع هذه الجماعة نصب عينها هدفاً أساسياً هو إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم محل المسجد الأقصى· وتقوم هذه الجماعة بإقامة الصلاة اليهودية في الساحة المحيطة لحائط البراق المقدس الذي يطلق عليه اليهود اسم ( حائط المبكى )·  

- جماعة غوش أيمونيم: ومعناها كتلة الإيمان وتأسست عام 1974م وهي حركة دينية جماهيرية متطرفة تسعى للاستيطان في الضفة وقطاع غزة، وتعمل لإقامة الهيكل على أنقاض الأقصى، وتؤمن بالعنف لتحقيق ذلك· ومعظم أعضائها من الشباب المتدين وتضم عدداً من أشهر حاخامات إسرائيل·

- حركة حي فاكيام: ومعناها الحي القيوم وينتمي إليها العديد من الضباط في وحدات مختلفة في الجيش الإسرائيلي وينتمي إليها ( يهودا عتصيون ) الذي كان عضواً في التنظيم السري اليهودي الذي وضع خطة لتفجير المسجد الأقصى أوائل الثمانينات من القرن العشرين· وقد خططت هذه الحركة عدة مرات لنسف المسجد الأقصى·

- حركة هتحيا ( النهضة ): وهي حركة سياسية يمينية، تظهر توجهات غير دينية، وتعد من أكثر الحركات الإرهابية تطرفاًَ وعنصرية في إسرائيل، ويعود تاريخ ظهورها إلى عام 1979م إذ انشقت عن حركة ( حيروت ) احتجاجاً على اتفاقات السلام مع مصر· وهذه الحركة، تهدف للسيطرة على منطقة المسجد الأقصى لأن ذلك سيحقق السيادة لإسرائيل· كما تهدف الحركة إلى زيادة حركة الاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة·

- حركة كاخ ( عصبة الدفاع اليهودية ) وهي حركة دينية متطرفة أسسها عام 1972م الحاخام اليهودي ( مائير كاهانا ) الذي مثل الحركة في الكنيست الإسرائيلي ويعرف كاهانا بآرائه التلمودية الداعية لطرد العرب الفلسطينيين من كل فلسطين بالقوة لتبقى خالصة لليهود· ومن أعضاء الحركة ( جودمان ) الذي قام بالهجوم على المسجد الأقصى في 1982/4/11م وهو ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات· وقد قامت حركته بالدفاع عنه حتى أطلق سراحه·  

- حركة كهانا حي: وهي حركة إرهابية يمينية متطرفة ولديها خطط جاهزة لتدمير المسجد الأقصى وأهداف أخرى عربية ولدى هذه الحركة تنظيم سري يقوم بالتدريب العسكري لأفراده لكي يكونوا مستعدين دائماً لأية تعليمات للمواجهة مع الفلسطينيين·   

- مجموعة حشمونائيم: وهي مجموعة إرهابية يتزعمها ( يوئيل لرنر )· وقد عرف أعضاؤها باللجوء للعنف الشديد وبالخبرة العسكرية العالية حيث إن أغلب منتسبيها يعملون في السلك العسكري· ويؤمن أعضاء المجموعة بضرورة طرد العرب من مدينة القدس لكي تبقى يهودية خالصة كما قام أفراد من هذه المجموعة بمحاولة تفجير قبة الصخرة في 1982/7م غير أن المحاولة فشلت في اللحظات الأخيرة·

- منظمة بيتار ( الشباب التصحيحيين ): وهي منظمة يهودية تأسست عام 1923م ولها فروع في العديد من دول العالم وهي تهتم بإقامة الصلوات اليومية في المسجد الأقصى·

- حركة تسوميت ( مفترق الطرق ): وهي من أشد المنظمات تطرفاً في تعاملها مع العرب ويترأسها رئيس الأركان السابق في الجيش ( رفائيل ايتان ) وتسعي لتهويد مدينة القدس وبناء الهيكل·

- منظمة سيوري تسيون: وهي جماعة تتلقى دعماً مادياً من وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس والجيش الإسرائيلي، وتهدف إلى تعميق الوعي إزاء الهيكل المزعوم والقدس لدى اليهود بصفة عامة وأفراد الجيش بصورة خاصة· وتقوم بتنظيم رحلات دورية إلى الأماكن الدينية اليهودية في القدس· ولهذه المنظمة فرع في الحي الإسلامي في مدينة القدس وهو المسؤول عن التوعية والترويج لبناء الهيكل·

- مؤسسة هيكل القدس: وهي الجماعة التي حاول بعض العلماء المنتسبين إليها التحليق فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة لتصويرها بواسطة جهاز خاص لتصوير باطن الأرض ليثبتوا أن المسجد الأقصى مقام على أنقاض الهيكل·

- منظمة يشفيات إتريت ( التاج الكهنوتي ): ويؤمن أعضاؤها بأنهم طلائع الحركة التي ستبدأ المسيرة في الهيكل· وكانوا حتى عهد قريب يمتنعون عن الذهاب إلى ما يسمونه جبل الهكيل إلى أن صدرت فتوى لليهود بالصلاة عنده عام 1985م· وهذه المنظمة، لديها خطط هندسية جديدة لإنشاء الهيكل المزعوم، وهي تعقد مهرجانات ودورات تعريفية بالهيكل·

- حركة إعادة التاج لما عليه: وتضم مجموعة من الشباب المتطرفين والميالين للعنف ويهدفون للاستيلاء بالقوة على منازل الفلسطينيين في الأحياء العربية في مدينة القدس وتهويدها·

- مجموعة جبل الله: وهي مجموعة تلخص أهدافها في إقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى ويتزعمها محام إسرائيلي مشهور هو (جرشون سلمون)·  

- حركة الاستيلاء على المسجد الأقصى: أعضاؤها يدعون علانية إلى هدم المسجد الأقصى، إضافة إلى طرد جميع المسلمين من أرض إسرائيل· ومن أهدافها تهويد مدينة الخليل والاستيلاء على المسجد الإبراهيمي· وقد قام بعض أعضائها بالاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى عام 1968م·

- حركة أمناء: وهي تسعى لبث الوعي الديني التوراتي المتطرف في صفوف اليهود وتسعى لمنع الانسحاب من أراضي 1967م وتدعو للتمرد على المؤسسات الحكومية القائمة إذا حاولت تقديم تنازلات للفلسطينيين·

- عصابة لفتنا: وهي مجموعة ذات نفوذ قوي ولديها إمكانات عسكرية كبيرة· وقد حاول أفرادها مرات عديدة أن ينسفوا المسجد الأقصى وقبة الصخرة، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل·   

- التنظيم السري: أكتشف هذا التنظيم السري داخل الجيش عام 1984م في أثناء الإعداد لمحاولة قصف المسجد الأقصى من الجو، بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي، لإزالته تماماً من الوجود·

وعلى طريق تحقيق أهدافهم الساعية لهدم المسجد الأقصى، وضع مجموعة من المتطرفين بتاريخ 1989/10/16م حجر الأساس وهو عبارة عن حجر يزن 5300 كيلو غرام ثبتوه على جبال شمال المسجد الأقصى وخطب أحد قادتهم (غرشون سلمون) بالحشد قائلاً: (إن وضع الحجر يمثل بداية حقيقية تاريخية للشعب اليهودي)· 

صحيح أن هناك البعض قد يشكك بإمكانية قيام اليهود بتدمير المسجد الأقصى ولهؤلاء نقول: قبل قرن من الزمان، من كان يتوقع أن تقوم دولة إسرائيل على كامل التراب الفلسطيني ؟ ومن كان يتوقع أن العرب سيصلون إلى هذا المستوى من المهانة والمذلة بحيث أصبحوا عاجزين عن أن يصدروا بيانات الشجب والإدانة للممارسات الإسرائيلية اليومية بحق الأبرياء في فلسطين ؟

 

الخلاصة

 

إن المسجد الأقصى في خطر أكثر من أي وقت مضى وهناك أكثر من 25 منظمة تسعى لتهويد المدينة المقدسة والعمل على تدمير المسجد الأقصى بالإضافة إلى ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية بكافة مؤسساتها وأجهزتها من اجل إحكام قبضتها على المدينة المقدسة وتهويدها وعزلها عن أية مفاوضات مستقبلية مع الجانب الفلسطيني·

والأمر يحتاج منا إلى توعية إعلامية ناضجة لحقيقة ما يجري في المدينة المقدسة بالإضافة إلى قيام القانونيين وأصحاب الاختصاص بطرح هذه القضية الحساسة في المحافل الدولية وأن نقوم في الوقت نفسه بتقديم الدعم المالي والمعنوي للمؤسسات المقدسية في مدينة القدس وهي الوحيدة القادرة على المحافظة على تراثنا الإسلامي والعربي العريق في المدينة المقدسة·

إذا لم نخط مثل هذه الخطوات وبصورة سريعة فإننا قد نفاجأ بقيام اليهود بهدم المسجد الأقصى فجأة وعندها لن تجدي المظاهرات المليونية نفعاً ولن تعيد بيانات الشجب والإدانة والاستنكار أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين· ومؤكد أن كل مسلم يشهد هذه المأساة سيسأل يوم القيامة: ماذا فعلت لنصرة المسجد الأقصى؟

 

 

 

 

طباعة