رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 رجب 1426هـ - 17 أغسطس 2005
العدد 1691

سبب تطوعي؟

                                                                                 

 

قد تكون هذه هي المرة الأولى التي أقف فيها مع نفسي لأطرح هذا السؤال·· لماذا تطوعت؟

وأعتقد أن الإجابة كامنة في كون الحياة قد امتلأت هذه الأيام بالآلام والمآسي، إذ لا تتوقف الصحف والتلفاز عن نقل أخبار تلك الكوارث، والأمر الذي يصدمني دوما هو اللامبالاة، إذ ترى صرخات طلب النجدة تتكرر دون استجابة أو أن تكون خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع·

هل أصبحت الحياة البشرية عديمة النفع حتى نستهين بها ولا نرعاها؟·

نحن ولله الحمد في منأى عن هذه الكوارث، ولكن هذا لا يعني أننا لا توجد لدينا آلام من نوع آخر، آلام لأناس حرموا من القدرة على المطالبة بحقوقهم ومن أقرب الناس لهم فهم مخبأون من العالم وذلك حتى تبقى أسرهم كاملة لا ينتقص من كمالها شيء دون ذنب جنوه، فكيف نعاقبهم على قضاء الله وقدره؟ وأنا لا أتهم جميع الأسر فبعضهم لعدم فهمهم طبيعة مرض أبنائه وعدم قدرتهم على التعامل معه·

وأنا ومن معي من متطوعين نحاول أن نرعاهم وأن نكون حلقة الوصل بينهم وبين المجتمع كما نعَّرف أسرهم طرق رعايتهم والتفاهم معهم·· ولكن نظرة الاستخفاف التي يقابلنا بها البعض أمر يقتل جمال عملنا وجهودنا إذ نعامل كشباب لديه وقت فراغ لا يعرف كيف يقضيه·

ولكن متى ننتبه الى أن الأموال التي تصرف للمساعدات ليست هي المحرك الحقيقي؟ فالأموال تنفد ولكن الكنز الحقيقي الذي لا ينفد ولا يخذل هو القوة البشرية·

فالتطوع ومساعدة الآخرين هو عمل إنساني نبيل، فكلما ساعدت أحدا زاد إحساسك بالرضا عن النفس وشعرت بالراحة لأنك أسعدت وساعدت إنسانا محتاجا إليك·

فهذه الجهود هي التي استطاعت أن تحول بعض صرخات الألم الى غناء جميل يدل على أن صاحبه إنسان مبدع بطريقته، وأنا أتكلم عن معرفة وذلك من اختلاطي ببعض المتواجدين في مركز متلازمة الداون وهي عقول جميلة وقلوب طاهرة لم تلوثها الحياة وعقول لو وجدت اليد الحانية والأذن الصاغية والإمكانات لأبدعت ولرفعت اسم الكويت عاليا لأنها قادرة·

المتطوع عبدالله البراك

 

 

طباعة  

اتفاقية تعاون بين مركز الكويت للتوحد ومركز الخرافي للأطفال المعاقين
 
السنعوسي والجاسم والمعاقون
 
الى متى التعذر ظلما بحقوق المعاقين؟!
 
تكريم سليمان الرندي