رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 رجب 1426هـ - 17 أغسطس 2005
العدد 1691

وتد

في عمَّان.. يحاولون ترميم حجارة الصنم!

 

نشمي مهنا

نعرف أن بالأردن "حسا شعبيا" ما زال يوالي الطاغية صدام، ولن تقنعنا أحاديث الدبلوماسية الرسمية المتحولة بتصريحاتها الإعلامية، أو مقالات "كتبة" يحاولون تلميع صورة ملكية، أو تمييع خطيئة موالاة الطاغية وكره "أعدائه" (مثل مقالة يوسف العلاونة الأخيرة المنشورة في "الرأي العام")·

أذكر فور سقوط صدام وتهشيم صنمه في الساحة البغدادية، وانكشاف جرائم المقابر الجماعية بعد ذلك، تتالت "موجات مستحدثة" من مقالات الاعتذار، وجهها كتَّاب وشعراء عرب الى الشعب العراقي، جميعها حاولت التبرؤ من خطايا التأييد والمؤازرة·

كتب الشاعر الفلسطيني زياد خداش وغيره في ذلك· زياد الذي كان في أثناء حرب تحرير العراقيين من قبضة الطاغية يدعو العراقيين الى "الحرائق" والتضحية والفداء·· للوطن والقائد!

غيره، الكثير من مثقفي عالمنا العربي وكتَّابه وصحافييه وشعرائه دعوا - كمتفرجين - الدعوة ذاتها· بعضهم اعتذر (لسبب ما!) والآخر استمر حيث لا يمكن التراجع عن الوحل بعدما غطس حتى حنكه، مثل عبدالباري عطوان والمسفر·

أيامها، اعتقدت أن أمر المكابرة انتهى، وأن الرشد تسرب - ولو متأخرا - الى هذا البعض "التائب"، أو العقول القاحلة، خصوصا وأن مقابر العراقيين كانت حاضرة في الأذهان، وجرائم الطاغية التي لا تحصى مادة ليلية لشاشات الفضاء·

إلا أن ما حصل في مهرجان جرش قبل أسابيع ينبهنا الى أن العقول القاحلة - لا كما توهمنا - موات لا يتسرب إليها أي رشد·

ماذا حدث في عمان؟! ماذا حدث للشاعر اللبناني اسكندر حبش هناك؟!

صديقنا اسكندر الذي بالتأكيد "لم يكن يبحث عن بطولة"، كما يقول، انسحب من الأمسية الشعرية التي شاركه فيها الشاعران الأردنيان خالد محادين وإبراهيم الخطيب بعدما ألقى محادين خطبة كمقدمة لقصيدته "برقية الى صديقي صدام حسين" شتم فيها "الشعراء البلهاء" كما أسماهم، الذين لا يكتبون - مثله - في مصائب الأمة· ثم قرأ قصيدته واصفا صدام "تبدو وحيدا إلا مني/ أنت الجالس فوق مئذنة النخلة"!

لم يكن يعلم محادين أنه - هو نفسه - كان مجموعة مصائب لا تغتفر، في مقدمته وقصيدته وموقفه·

اسكندر حبش، الهادئ، لم يقبل أن يتجرأ أحد على الحقيقة والشعر وعلى جروح العراقيين المفتوحة، فغادر القاعة هو والشاعرة البحرينية بروين حبيب والشاعر العراقي علي الشلاه وتبعتهم الشاعرة السعودية هدى الدغفق·

بانسحابهم، كتبوا قصيدة موقف شريف وجريء ومعبر، وبهدوئهم الحضاري أربكوا وقاحة المحادين ولعلعة صوته الذي لاحقهم بـ "شعراء الولايات المتحدة الأمريكية·· ينسحبون"· ولأن موقف المحادين لم يكن فرديا ناصره صديقه الخطيب من على المنصة ببذاءات تشبهه "المنسحبون·· يهود اليهود"!! كل هذا، وسط جمهور أردني محايد (من قال محايد؟ ولا حتى العلاونة يجرؤ!)

 

* * *

 

موقفك يا اسكندر كان قصيدة رائعة وجديدة على ذائقتنا العربية، كتبتها وأصدقاؤك الشعراء الجميلون، لا يحتاج ألقُها الى "ترجمة"·

لكن، أحيانا، الجماهير لا تريد أن تفهم!

nashmi22@hotmail.com

طباعة  

في مجموعته "أخبئ وجهك فيّ.. وأغفو"
محمد المغربي يكتب بالأسود و"يقبِّل راحتي الحزن"

 
عنب أحمر للمساء
 
الترميز الكنائي في "البيان"
 
"حوار العرب" تحاول كسر الخرافة
 
"زيد الحرب" منارة ثقافية في كتاب
 
"العقل في حريم الشريعة" صدر لعقيل عيدان
 
تلويحة الشال الأخيرة.. في "العربي"
 
المرصد الثقافي