تشترك مجموعة من الكتاب والمفكرين في إدارة محور "حوار العرب" في عددها الجديد "شهر أغسطس" فيرى الكاتب السوري عمر كوش أن العرب لجأوا في راهننا السياسي المتأزم الى الخطاب البلاغي الأخروي الخلاصي بدلا من التفكير الهادىء والتحليل والبحث عن الأسباب، بينما يقارن الكاتب العراقي فاضل الربيعي بين حاضر وماضي الأمة، ويصف الواقع بالأسطوري المتخيّل لهول أحداثه في الوقت الذي أصبحت الأساطير فيه قابلة للتحقق والتصديق، ويدعم الربيعي المفارقات التي يطرحها بعودة العلماني العراقي المنفي محملاً بالحنين الى الإرث الشعبي والديني الأسطوري، ويتساءل الكاتب التونسي محمد علي اليوسفي في "محور العدد"·· هل نحن خرافة؟!" ذاهبا - أيضا - الى غرائبية الواقع العربي ومرددا مقولة فاليرى "كل ما يموت بقليل من التدقيق هو··· خرافة"·
وتضرب مشاركة الكاتب والسياسي ميشيل كيلو على أكثر المناطق هشاشة حينما يفكك "خرافة العباقرة العرب!" من جانب آخر يشير الكاتب تركي علي الربيعو الى "شجرة البؤس العربية" وينبّه إلى أن الميكانيكية الخرافية تعمل على تعطيل العقلانية العلمية في العقل العربي· كما يكتب د· نادر عبدالرحمن "في أسطرة الزعيم وإهمال ما عداه"، ود· قصي الحسين "الأسطوري الشعري قبل الإسلام"، وألبير خوري "الفكر العربي والأساطير" ومحمد الأرناؤوط "تحديث الأسطورة في البلقان "وسيف جبر الريامي (من سلطنة عمان) "في أصل الطوطمية" وعائشة دلال "تفسير الذهنية الخرافية"·
ويحفل عدد "حوار العرب" بموضوعات أخرى مثل "أوراق ثقافية" الذي ضم مجموعة من المقالات والقراءات والنصوص، وحوار مع المفكر اللبناني الفضل شلق أداره د· نادر سراج، وكتب المحلل السياسي العراقي عبدالزهرة الركابي "أمريكا واستراتيجية الخروج من العراق"، ولخضر بورغامي "المشرق يغرق في الخيال والمغرب يعتصم بالعقل؟"
وكان د· محمد الرميحي (رئيس تحرير المجلة) افتتح العدد بالتمهيد لمحور "العرب والخرافة" طرح فيه العديد من التساؤلات المضيئة كمحاولة لتفعيل الحوار في العقلية العربية عبر تحطيم خرافاتها وتعميم العقلانية·
