رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 رجب 1426هـ - 17 أغسطس 2005
العدد 1691

برحيل الخرقاوي.. ينكسر بيت القصيد الشعبي

                                                                        

 

كتب نشمي مهنا:

عندما يموت شاعر أصيل ينقطع في قلوبنا وتر وينكسر ناي·

عندما يغيب صوت شاعر والى الأبد، حتما، ستختلف صباحات العشق، ولن تعود كما كانت·

في آخر زيارات الراحل منصور الخرقاوي لديوانية "الطليعة" منذ شهور قليلة، التففنا حوله بحضور د· أحمد الخطيب الذي يرتبط معه بعلاقة ود عميقة وقديمة، رأيناه يتحدث بالحماس نفسه وبالحيوية والجرأة المعروفة عنه· بالذاكرة المتقدة نفسها والذائقة العالمة بتراث الشعر الشعبي حديثه وقديمه· ساعتها، جاء الحديث على ذكر ابن لعبون، فصمت للحظات وقال: "إلا هذا·· إن تكلمت في سيرته فلن أنتهي" ثم استأذن وودعنا·· وغاب·

وبرحيل منصور الخرقاوي الذي غيبه الموت يوم الجمعة الماضي تفقد ساحة الشعر الشعبي في الكويت والجزيرة العربية آخر الأسماء المهمة، وأحد عمالقتها·

تميز الخرقاوي وعلى مر عقود مضت بحمله حسا نقديا عاليا مدعما بالجرأة والصدق بالإضافة الى الثقافة والاطلاع الواسعين على تراثنا الشعري مما أعطى آراءه في التقييم والنقد مكانة مهمة في شعرنا الشعبي والنبطي سواء عند كتّاب الشعر أو محبيه ومتابعيه·

الخرقاوي الذي يحيا الشعر ويتنفسه، وحده يجرؤ في المقابلات التلفزيونية والإذاعية والصحافية على قول ما يتحرج عنه الكثيرون، حيث لا خطوط حمراء في قلب ولسان الشاعر في إعادة تقييم قصيدة تراثية وإثبات ركاكتها، ولا مجاملة تحول دونه ودون فضح رداءة "كلمات غنائية" قديمة علقت بذاكرة الناس منذ زمن·

أما في "الغنائي" الجديد فله آراء حادة في رفض الضعيف منه، فهو أحد كتاب فنونه المجددين "يا عبيد/ جودي/ حنين الموج" وصاحب أشهر "السامريات" المغناة·

اطلاعه المبكر وتأثره بأمراء الشعر الشعبي مثل ابن لعبون وعبدالله الفرج والهزاني وغيرهم إضافة الى امتلاكه موهبة نادرة هيأت للخرقاوي قدرات جعلته في مصاف شعراء عمالقة يستمدون من التراث جزالته ويكتبون بها لغة عصرهم بهمومه وتطلعاته مع حرصهم على المحافظة على غنى العبارة الشعرية وثرائها·

ساجل الخرقاوي الكثير من مجايليه الكبار مثل زيد الحرب وعبدالله الدويش وسالم بن تويم الدواي وغيرهم، وكتب هموم المجتمع الكويتي على طريقة بورسلي المتأثر بسلاسة قصائده، كما له "رديّات" غير معروفة مع د· خليفة الوقيان منذ أكثر من ثلاثين عاما (وكان د· الوقيان خصّنا بها العام الماضي، سنقوم بنشرها - بعد استئذانه - في الأعداد القادمة من "الطليعة")·

والراحل من مواليد 1925 تلقى تعليمه في المدرسة المباركية، وعمل في التجارة والأعمال الحرفية لسنوات ثم انتقل للعمل الحكومي في مركز الفنون الشعبية عام 1958 وبعدها الى قسم التـراث التـــابع لـــوزارة الإعلام عام 1968 الى أن تقاعد في العام 1982·

الدور الكبير الذي أداه الراحل في خدمة وطنه وفي تراثنا الشعبي وحياتنا الشعرية يُؤمل معه أن يلقى اسم الراحل التقدير ويقابل بالوفاء من مؤسساتنا الحكومية والأهلية، وبالشكل الذي يناسب مكانته وأثره·

غياب الشاعر منصور الخرقاوي سيترك فراغا شعريا واسعا وسيكسر بيت القصيد الشعبي، إلا أن أثره الخالد سيمنحنا بعض العزاء·

طباعة  

تأسيس حركة منظمات المرأة من أجل التغيير في مصر
 
سحابة من الدخان الأسود تربك الحياة في ماليزيا
 
باحثون: نظام غذائي نباتي ربما يساعد في علاج سرطان البروستاتا
 
سلمان زيمان في الكويت