كتب الدكتور نادر القنّة:
صار في حكم المؤكد أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة سيكون صاحب "كلمة اليوم العالمي للمسرح / مارس 2007" وسيتزامن مع إلقائه للكلمة العالمية الدورية احتفالية مسرحية خاصة ستنظم في دولة الإمارات العربية المتحدة·
وقد جاء هذا التأكيد من خلال المؤمر الصحافي الذي عقده الفنان فؤاد الشطي رئىس مجلس الإدارة بفرقة المسرح العربي ورئىس المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح I.T.I·· وذلك في مقر فرقة المسرح العربي مؤخرا·
في مستهل مؤتمره قال الشطي: إن عام 2007 سيكون عاما سعيدا لكل المسرحيين العرب، فها هي كلمة مسرحية عالمية / عربية ثالثة سيسمعها العالم أجمع·· ستأتي موقعة من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة· بعد الكلمة العربية الأولى التي دشنها الراحل سعد الله ونوس وبعد الكلمة المسرحية النسوية التي حملت توقيع الكاتبة المسرحية المصرية فتحية العسال·
وقال الشطي: إن المكتب التنفيذي للهىئة العالمية للمسرح لعب دورا كبيرا في تحقيق هذا الإنجاز، بعد أن تقدم بمقترحه الى الأجهزة المختصة بالهىئة، والتي وافقت مشكورة على المقترح، نظرا للدور الريادي الكبير الذي لعبه، ولا يزال يلعبه الشيخ القاسمي في تطوير الحركة المسرحية الإماراتية على وجه الخصوص والخليجية والعربية على وجه العموم··· علاوة على أنّ الشيخ القاسمي يعد أحد المبدعين المسرحيين البارزين في المنطقة، بوصفه كاتبا مسرحيا، له كتاباته النوعية والتي تُرجمت إلى أكثر من لغة عالمية·
وأكد الشطي في مؤتمره : إنّ الهيئة العالمية للمسرح، كانت سعيدة في اختيارها هذا، كونها تُقدم للعالم أجمع نموذجا مثاليا للحاكم الذي يعطي للثقافة المسرحية دورها المهم في وطنه، وفي دول الجوار، بجانب ممارسته الثقافية الإبداعية كرجل سياسي· فالثقافة عنده، والمسرح على وجه التحديد، من الأولويات·· وهو اهتمام، وممارسة يرتقيان الى السُلم الاستحقاقي لكتابة الكلمة في الاحتفالية العالمية كما حدث فيما مضى حينما تمّ تكليف رئيس جمهورية التشيك بكتابة الكلمة، وكذلك الحال مع رئىسة وزراء نيوزيلاندا·· فالسياسة لم تُنس هؤلاء المبدعين دورهم الثقافي في الحركة المسرحية ببلدانهم·
إن المتابع والراصد للشأن الثقافي المسرحي بدولة الإمارات العربية المتحدة يدرك جيدا طبيعة الإنجازات المسرحية التي حققتها الدولة في ظل الرعاية الكريمة والدعم السخيّ الذي أولاه الشيخ الدكتور سلطان القاسمي للحركة المسرحية الإماراتية أولا وللخليجية والعربية ثانيا·
فالشيخ سلطان القاسمي لم يمنح المسرح كل هذا الجهد، والوقت، والصحة، والمال لولا إيمانه العميق بدور المسرح، والثقافة المسرحية في حياة الناس والمجتمعات الإنسانية، بوصفها ثقافة أساسية فاعلة ناشطة·
وأضاف الشطي قائلا: أن تكون الكلمة العالمية للمسرح من نصيب الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عام 2007·· فهو تكريم مباشر لهذا الجزء من الوطن العربي، وتكريم لكل المسرحيين العرب·· حيث زاد الرصيد العربي حضورا وتميزا في هذا المحفل الدولي· وكم كنا بحاجة منذ سنوات مضت الى الارتقاء بالحركة المسرحية العربية ومنها الخليجية الى مصاف العالمية، فكنا نبحث عن نوافذ وعن طرق تجعل لمسرحنا حضورا قائما في الأوساط الدولية·· وها نحن اليوم نحقق ذلك من خلال روّاد وقيادات ساهمت في صناعة الفعل المسرحي على كل المستويات·
ونوّه الشطي الى الجهود المهمّة التي بذلها الشيخ الدكتور القاسمي من أجل الارتقاء بالظاهرة والممارسة المسرحية في دولة الإمارات قائلا: تكفي الإشارة من باب الاستدلال على جهود هذا الرجل ورعايته الكريمة للمسرح وللمسرحيين الى ما تشهده دولة الإمارات، والشارقة على وجه التحديد من نهضة عمرانية في تأسيس وبناء دور عرض مسرحية مختلفة الأغراض والمساحات والاستيعاب· فاليوم يمكن الحديث عن ست دور مسرحية مجهزة بأفضل الأجهزة التقنية، مقابل وجود دار عرض واحدة - نطلق عليها مجازا هكذا - كانت موجودة في نهاية السبعينات·· فالشارقة اليوم متقدمة ثقافيا، ومسرحيا بالنسبة لدول الخليج العربي·
ودعمه الكريم لبناء دور عرض مسرحية لم يتوقف فقط عند حدود إمارته، أو دولة الإمارات العربية المتحدة· بل تجاوز ذلك ليشمل برعايته وكرمه دعمه المباشر لفرقة مسرح (أوال) في مملكة البحرين لبناء وتجهيز دار عرض مسرحية متكاملة لها، وهو المشروع المزمع تنفيذه الآن في البحرين·
وبجانب هذا الاهتمام فالرجل أيضا له آياد بيضاء على الثقافة المسرحية العربية والعالمية·· فالمؤتمرات، والمهرجانات التي تشهدها الشارقة كثيرة ومتعددة، وكذلك دعمه لمشروع الكتاب المسرحي وتوفيره للقراء بأثمان زهيدة·· الغرض منه تفعيل وتنشيط الحركة المسرحية العربية·
وأضاف الشطي: لن نجعل هذه المناسبة تمر هكذا، فلدينا الآن أفكار كثيرة ومقترحات متعددة·· ولكننا لم نحدد بعد شكل، وما هية هذه التظاهرة· لأننا سندرس كل شيء على أرض الواقع، فهناك أشياء قابلة للتطبيق، وأخرى قد يتم تطويرها، وثالثة قد تؤجل، وذلك حسب الظروف والإمكانات، وحسب الوقت· أما الآن فإننا غير قادرين عن الحديث عن برنامج احتفالي محدد·· ففي حينه ستكون الأشياء كلها معلنة·· ولكن ما نؤكده هو وجود الاحتفالية الخاصة بهذه المناسبة، وهذا الإنجاز الذي حققه المكتب التنفيذي الإقليمي للهيئة العالمية للمسرح·
وقال الشطي: نحن في الكويت لن ننسى مآثر هذا الرجل حينما أهدانا دراسته التأريخية المهمّة التي تحمل عنوان (بيان الكويت) التي نعتبرها مرجعية حقيقية لفترة زمنية مهمّة من تاريخ دولة الكويت· فهذا الكتاب يشكل وفاء الرجل وحبه لدولة الكويت التي يرتبط بها ارتباطا عضويا لا يخفى على أحد من المشتغلين في السياسة والثقافة·