
عقدت في الكويت خلال الفترة من 25 وحتى 28 سبتمبر الماضي أعمال مؤتمر مدرسة الحملة الإقليمية النسائية، بحضور أكثر من 50 امرأة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وألقت عضو الكونغرس الأمريكي وكبيرة الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ جين هارمان خطاباً ختامياً أمام المشاركات في تجمع شركاء في المشاركة لمدرسة الحملة الإقليمية النسائية· كما استمعت المشاركات قبل استلام شهادات حضورهن المؤتمر إلى د· رولا دشتي، رئيسة الجمعية الاقتصادية الكويتية، وشيخة النصف، رئيسة الجمعية النسائية الثقافية والاجتماعية وليس كامبيل، المدير الإقليمي للمعهد الديمقراطي الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا·
وعلى مدار البرنامج، تشاركت المشاركات في الخبرات، وتعلمن كيفية إدارة حملات سياسية، وعملن معاً لبناء شبكة إقليمية من نساء لديهن مهارات في عالم السياسة على المدى الطويل· كما استمعن إلى خطابات متحدثات رئيسيات، منهن د· معصومة المبارك، وزيرة التخطيط ووزيرة الدولة للتنمية الإدارية، وكيم كامبيل، رئيسة الوزراء السابقة في كندا، وعضوة البرلمان الجزائري سامية معلفي، وعضوة البرلمان المغربي أمينة أوشلح·
وكان من بين المشاركات عضوات من البرلمانات وعضوات مجالس وزراء وقادات من المجتمع المدني وصحافيات من الجزائر والبحرين ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وموريتانيا والمغرب وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والضفة الغربية وقطاع غزة واليمن·
وقام بتنظيم مدرسة الحملة، المعهد الديمقراطي القومي للشؤون الدولية بالتعاون مع اللجنة النسائية في جمعية الاقتصاديين الكوتيين، والجمعية الاجتماعية والثقافية في الكويت والمعهد الجمهوري الدولي·
وقد أقيم مؤتمر مدرسة الحملة على خلفية الانتخابات المقبلة المزمع عقدها في جميع أنحاء المنطقة، ومنها العراق والأردن والجزائر، والضفة الغربية وغزة والكويت، حيث حصلت النساء على حق التصويت في وقت سابق من هذا العام· وفي الوقت الذي ترشحت فيه المزيد من النساء أكثر من أي وقت مضى للبرلمان وينتخبن في المنطقة، إلا أن العوائق ما زالت قائمة· والعديد من المشاركات الآتيات للكويت هن أنفسهن مرشحات في حملات انتخابية·
* * *
تعليقات ولقطات
· سامية معلفي، عضو البرلمان الجزائري: "لقد دفعتني ورشات العمل لبذل الجهد من أجل المزيد من التعاون مع النساء العاملات معي ومع الأحزاب الأخرى· إننا نعمل مع الرجال لأن عملنا لا بد أن يكمل بعضنا البعض"·
· مشاركة من العراق: " إنه لمن التقدير أن نكون مع هذا العدد من النساء على مستوى المنطقة، إنه لشيء جديد بالنسبة لنا· لقد كان التدريب مفيدا جدا ومركزاً"·
· خولة العتيقي، موجهة للأدب العربي بوزارة التربية والتعليم، وناشطة في شؤون المرأة: "رغم أنني حضرت مختلف الدورات التدريبية على أن هذه المدرسة أضافت لي ثقة أكبر وأعطتني دفعة جديدة كنت أحتاجها لأترشح للانتخابات"·
· شمايل الشارخ من الجمعية النسائية الاجتماعية الثقافية - الكويت: "لقد كانت جودة المحاضرات عالية جدا، لقد تعلمت الكثير ليس فقط من المدربين ولكن من المشاركات أيضا، ممن لديهن المزيد من الخبرة"·
· هيام حسن سالم الحويطات، رئيسة القسم المؤسسي ببلدية الحصة، المملكة الأردنية: "تعد نوعية البرامج هذه جديدة بالنسبة لي ولكن أهم ما تعلمته هو كيفية تنظيم حملة أو استراتيجية إعلامية والتحدث أمام العامة وهو شيء لم أكن في ارتياح لأدائه سابقاً"·
· أمينة أوشلح، عضو البرلمان المغربي: "لقد مرت الأيام الأربعة السابقة بسرعة، لقد استفدت كثيراً من مناقشة مختلف الآراء وإيجاد الطرق لتعدي الصعوبات التي تواجهني"·
· رحمة محمد صالح شرابي، مديرة اللجنة النسائية في المؤتمر الشعبي العام، اليمن: " لقد أسعدني التعرف على الاستراتيجيات التي يستخدمهن النساء الأخريات في حملاتهن، ما نجح منها ومالم ينجح"·


* * *
النصف: المرأة لها دور فعّال

ألقت رئيسة الجمعية النسائية الاجتماعية الثقافية شيخة النصف كلمة في أعمال المؤتمر، هذا نصها:
صباح الخير
أخواتي الكريمات··· يسعدني أن أرحب بكن أجمل ترحيب - وإنني أشكر الظروف التي جمعتنا وإياكن في هذا المكان·
إنني أود أن أعطيكن فكرة موجزة عن المرأة الكويتية التي ربما ليس لديكن فكرة واضحة عن تاريخها ونضالها·
إن المرأة الكويتية منذ بداياتها لها دور مؤثر في مجتمعها ولها طموح وثقة بالنفس ومثابرة وهي سريعة التعلم والاستيعاب وعندها القدرة على التأقلم وحبها للتحدي· قبل ظهور النفظ كان الرجل في سبيل توفير سبل العيش لأسرته يخرج إلى البحر للغوص على اللؤلؤة لمدة من أربعة إلى خمسة أشهر وكان البلد يخلو إلا من كبار السن والأطفال - وكانت النساء هن من يدبرن شؤون البلاد ويتحملن مسؤولية الأسرة والمجتمع·
بعد ظهور النفط بدأت الأمور تتغير وبدأت الأسرة بالاستقرار واتجهت الدولة للتخطيط ووضع الدراسات لتحقيق الأهداف والطموحات لتطوير المجتمع والأخذ بالأساليب الحديثة بداية من النهضة التعليمية التي كانت أحد طموحات المرأة الكويتية المعروفة بتطلعاتها إلى التعليم الذي سيكون مفتاحاً لمشاركتها بالعملية التنموية وهذا ما وضح في إسهاماتها وبصماتها الواضحة على الصعيد التعليمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي·
لقد حصلت المرأة على حقها السياسي في 16 مايو2005 وكان هذا انتصاراً وتتويجاً لنضالها الطويل ومثابرتها على المطالبة بهذا الحق خاصة إذا علمنا أن الحياة الديمقراطية عمرها أكثر من 40 عاماً·
وبالحصول على هذا الحق اكتملت الديمقراطية في الكويت - ربما تجارب المرأة في العملية الانتخابية قليلة - حيث أنها تنتخب في منظمات المجتمع المدني - والجمعيات التعاونية وفي الجامعة والاتحادات والنقابات بل أكثر من ذلك شاركت في الانتخابات البرلمانية بطريق غير مباشر بدعم المرشح الذي تريد إيصاله لمجلس الأمة وساهمت في إلقاء المحاضرات في داخل المقار الانتخابية·
إلا أن تجربة خوض الانتخاب والترشيح فعليا هي تجربة جديدة كليا عليها ولن تكون سهلة·
ولكن في هذه الدورة التدريبية التقينا بأخواتنا العربيات واستمعنا إلى تجاربهن الخاصة حيث عرضن السلبيات والإيجابيات، والمصاعب التي صادفتهن من خلال احتكاكهن في مجتمعاتهم، مما أنار لنا الطريق للبدء بداية صحيحة· هذا إذا علمنا أن الظروف واحدة من حيث الموروث الاجتماعي من العادات والتقاليد ونظرة المجتمع الدونية للمرأة كما أن هذه الدورة بمحاورها العديدة التي ركزت فيها على موضوع الانتخاب، حددت به كيفية إدارة الحملة الانتخابية وتفادي العقبات والسلبيات المصاحبة لها، والاستفادة من الإيجابيات لتفويت فرص النجاح· كل هذا وفر علينا كثيراً من الوقت الذي كنا سنقضيه بالدراسات والأبحاث للاستدلال على أفضل الطرق وأسهلها·
إننا لن نستهين بما ينتظرنا من حملة مضادة للمرأة· ومن مصاعب وعراقيل خاصة أنها تجربتنا الأولى التي ستبدأ بإقناع المرأة أولاً بضرورة تسجيل أمها في سجل الناخبين، ثم ضيق الوقت حيث أن الانتخابات المقبلة ستكون في فبراير2007·
إنني أتوجه بالشكر الجزيل للمعهد الوطني الديمقراطي، كذلك للسيدة كيلي جونز وفريق العمل الذي قام بهذا الجهد الجبار وعلى اهتمامهم واختيارهم لهذا الموضوع الحساس بالذات راجين التوفيق للجميع·
* * *
دشتي: الإقطاعية السياسية للرجل ولت

وألقت رئيسة الجمعية الاقتصادية والمرشحة لعضوية مجلس الأمة لعام 2007 رولا دشتي كلمة، هذا نصها:
أخوتي الاعزاء
في عام 1971 نظمت جمعية النهضة الأسرية أول مؤتمر نسائي بتاريخ الكويت بمشاركة أخواتنا النساء العربيات وكانت إحدى توصيات المؤتمر المطالبة بإعطاء المرأة الحقوق السياسية وكان هذا بداية النضال والحمد لله بعد حوالي 35 عاماً نالت المرأة الكويتية حقوقها السياسية·
والآن··· التاريخ يعيد نفسه بإطار جديد فها نحن نبدأ أول عملية تدريبية سياسية لتمكين المرأة للنجاح في الانتخابات البرلمانية وذلك أيضاً بمشاركة أخواتنا النساء العربيات· ولكن هذه المرة أعدكم بأن نساء الكويت في عام 2007 ستكون منهن عضوات في البرلمان ولن ننتظر 35 عاماً·
أخواتي
إن التنمية التي لا تشارك فيها المرأة فعليا تنمية معرضة للخطر··· وأن الإصلاح السياسي دون المشاركة الفعلية للمرأة كالطير بجناح واحد·· وللاسف بَيَّنَ تقرير التنمية العربية بأن الاستفادة من قدرات المرأة العربية من خلال المشاركة السياسية والاقتصادية هي الاقل في العالم·
اخواتي الاعزاء
إن الاقطاعية السياسية للرجل أصبحت شيئاً من التاريخ··· وأن المشاركة الفعلية والتعاون بين الرجل والمرأة في سن التشريعات وصنع القرار هو هدفنا في المرحلة المقبلة لتكريس وتفعيل الديمقراطية وتنمية المجتمع وتحقيق الأمن والأمان لابنـــائنا وأحـفـــادنــا·
لقد تم تهميشنا واقصاؤنا من المشاركة الفعلية في العملية السياسية وتمت تهيئة البيئة وتخديرنا··· وتنويم عقولنا باسم العادات والتقاليد والدين···· وإقناعنا عبر السنين بأن المرأة غير قادرة··· وليست كفؤة··· وضعيفة··· وعاطفية··· ولا تصلح للعمل السياسي···· ولكن ليعلم الجميع بأن البيئة تغيرت··· وأن المخدر والتنويم قد انتهى مفعولهما··· ولن نسمح لاي فئة باضعافنا··· والتقليل من قدراتنا··· وكفاءتنا··· وإبعادنا عن المشاركة السياسية الفعلية التي نحن أهل لها·
أخواتي الأعزاء
نحن في رحلة باتجاه الديمقراطية والحكم الجيد لتحقيق مستقبل زاهر يسوده السلام لنا ولأبنائا··· نعم··· إن الطريق تحفه المنزلقات والمطبات والمعوقات ولكن بالإرادة والعزيمة··· والمثابرة··· والتعاون··· والشراكة مع أصدقاء وأخوات مثلكم سنصل الى تحقيق ديمقراطية فاعلة وحكم جيد·
نشكركم لحضوركم ومشاركتكم في هذا البرنامج التدريبي··· كما نشكر جميع المديرين وأعضاء الهيئة التنظيمية على الجهد الذي بذلوه··· وأخيراً نشكر القائمين على برنامج الشراكة الأمريكية الشرق الأوسطية لدعمهم المادي والمعنوي لهذه الورشة التدريبية·