
· مداخلات الجمهور كشفت المستور وجددت المطالبة بالرحيل
· الادعاء بصعوبة تحقيق الإنجازات لا يعفي من المسؤولية
كتب محرر الرياضة المحلية:
أعربت الأوساط والجماهير الرياضية التي تابعت البرنامج التلفزيوني "الراي المكشوف" الذي عرض على قناة "الراي" مؤخرا عن استيائها الشديد لمضمون ونتائج الحوار "الصاخب" الذي تم بين رئيس اتحاد كرة القدم الشيخ أحمد اليوسف وعبدالله معيوف رئيس لجنة التدريب المستقيلة على خلفية الأحداث التي دفعت بالأمور الى نقطة الصدام بينهما·
وذكرت تلك المصادر أن التراشق بالكلمات الذي حدث بين معيوف واليوسف وخروجهما عن النص في بعض فترات الحوار المذكور وما سبقه من اتهامات متبادلة على صفحات الجرائد يؤكد للجميع أننا مازلنا في سنة أولى إدارة، ومازالت مشاكلنا الأساسية تتعلق بكيفية إدارة شؤون كرة القدم داخل الاتحاد، حيث خرج النقاش عن كل القواعد والأسس المعروفة وبدا كل طرف هدفا لادعاءات الطرف الآخر متمسكا بصحة رأيه·
اغتيال الحقيقة
وأشارت بعض القيادات الرياضية المقربة من الشارع الرياضي الى أن ما حدث يعتبر فضيحة جديدة ترقى الى اغتيال الحقيقة دون مبالاة بالعواقب·
اختصاص اللجنة
وتطرقت الأوساط الرياضية الى تشكيل لجنة لتدريب المنتخبات موضحة أن الاتحاد عندما قرر تشكيل هذه اللجنة من خارج أعضاء الاتحاد أعطاها الصلاحيات كاملة في اتخاذ ما تراه مناسبا إلا أنها كانت وعوداً مطاطة تتسع لكل الاحتمالات ولكنها لم تحقق شىئا على أرض الواقع، والأمثلة على ذلك كثيرة أبرزها ما اتخذته اللجنة وتوصيتها بإيقاف بعض اللاعبين 8 مباريات على خلفية ما صدر منهم من سلوك مشين تجاه المدرب في معسكر النمسا، وهو قرار صائب في صميم عمل اللجنة واختصاصاتها كما أنه نال استحسان الجمهور الرياضي خاصة بعد التسيب الذي استشرى بين لاعبي المنتخب وأوصلنا إلى ما نحن عليه، وقد ألغى الاتحاد (بكامل مجلس إدارته برئيسه ونائب رئيسه وبقية الأعضاء) هذه العقوبة ضارباً عرض الحائط بقرار لجنة التدريب وما حدث للمدرب "ميهاتي" ومتناسيا الارتباط الوثيق بين ما يقدمه اللاعب داخل الملعب وسلوكه مع الجهاز الفني·
غياب المصداقية
وقد أكد الجميع أن ما شاهدوه في اللقاء التلفزيوني أثبت بالفعل أن مشكلتنا إدارية بحتة تتمثل في عقلية من يدير الاتحاد وهي إدارة "الشيوخ" فما يقرره أحمد اليوسف أو خالد الفهد هو الأساس أما بقية أعضاء مجلس الإدارة فليس لهم رأي في أي موضوع·
وربما يكون عبدالله معيوف جانبه الصواب عندما قبل بهذه المهمة الصعبة، ومن المرجح أنه وأعضاء لجنة التدريب وضعوا كبش فداء لامتصاص غضب الجماهير التي سئمت كلمة الإخفاق بعد أن أصبحت قاسما مشتركاً لكل الأنشطة والبطولات التي خاضها المنتخب في الفترة الأخيرة، واجتمع رئىس وأعضاء الاتحاد على قلب رجل واحد في التمسك بمصالحهم الخاصة وحب الظهور وخطف الأضواء وتجنب مواجهة الجمهور·
نداءات سابقة
ولأن التاريخ لا يكذب والأرقام لا تتغير فإن جميع المؤشرات تدل على استمرار تردي الأوضاع وتكرار الانتكاسات واحدة تلو الأخرى مما يؤكد ضعف الجهاز الإداري المسيطر على اتحاد كرة القدم وقد نادينا مرارا وتكرارا على صفحات "الطليعة" بأن يترك المتسلطون على مقدرات الشارع الرياضي (وهم وزير الطاقة وأشقاؤه ومن بعدهم بقية·· شيوخ الرياضة) الأمر لأهله وأن يحتفظوا "بشوية"··· ويبتعدوا عن الرياضة ولكن لاحياة لمن تنادي·
التدخل مطلوب
ومن أجل هذه الأوضاع وحتى لا ينطفئ الضوء الأخير في الطريق المظلم نطالب مرة أخرى كما طالبنا من قبل بالتدخل الفوري والسريع من الشيخ صباح الأحمد لوقف مهزلة اتحاد الكرة بعد أن انحرفت، عن مسارها لأن اللقاء المذكور شاهده الملايين داخل وخارج الكويت من متابعي قناة "الراي" التلفزيونية وليس من مصلحة أحد أن تبقى كرة القدم الكويتية رهينة لمغالطات بعض الأشخاص الذين يعملون في إدارة الاتحاد بطموحات تسير عكس مصالح الجماهير وبأهداف تضع في أولوياتها المحافظة على شكل الكرسي أيا كان مضمون الجلوس عليه·
ويخطىء من يظن أن "الطليعة" تدافع عن أحد أو تتهم أحداً ولكن عبدالله المعيوف وليس دفاعا عنه يشفع له تاريخه الرياضي وسجله الحافل بالعطاء كلاعب دولي سابق شارك في نهائىات كأس العالم مع الأزرق وإن كنا نرفض التجريح والتشهير الشخصي بكل صوره وأشكاله·
وقد كانت الحلقة التلفزيونية بين معيوف واليوسف فرصة لكثير من الرياضيين والمهتمين بشؤون المنتخب الكروي للإدلاء بأصواتهم في استفتاء مفتوح عن رأيهم في استمرار مجلس إدارة الاتحاد الحالي·
استفتاء جماهيري
ومال أكثر من رأي الى عدم جدوى بقاء هذا المجلس واستفسر آخرون عن السبب الحقيقي في تراجع اليوسف عن الاستقالة غير المسببة التي تقدم بها على الرغم من تأكيده في أكثر من مناسبة بأنها استقالة نهائية لارجعة فيها·· وطالب أحد المشاهدين في مداخلته برحيل اليوسف كشرط لنجاح مسيرة كرة القدم بعد أن أمضى ما يقرب من 18 عاما في الاتحاد ويتناسى المشاهد المتصل أن الشيخ أحمد الفهد كان الرئيس طيلة تلك المدة وهو المتسبب في تدهور الرياضة بشكل عام وتدهور كرة القدم بشكل خاص·· والغريب في الأمر عندما سئل اليوسف من أحد المشاهدين لماذا تراجع عن الاستقالة أجاب بعبارات لا علاقة لها بالموضوع ومنها أنه لبى نداء ثقة الأندية التي تجددت نحوه، وأن الاتحاد مفتوح للجميع ولمن يريد أن يعمل·· ونقول له ما دمت كنت تريد العمل والاستمرار لماذا تقدمت بالاستقالة وتراجعت عنها في الوقت نفسه· وفي الإطار نفسه تطرق اليوسف الى موضوع الإنجازات وقال: "من الصعب تحقيق إنجازات في المرحلة القادمة مالم يكن هناك تلاحم بين الجميع" وهنا ربما كان اليوسف يقصد أن نائبه الشيخ خالد الفهد يعمل ضده، فهو قال لمعيوف في المواجهة في "الرأي المكشوف" لماذا تجتمعون كلجنة تدريب في منزل خالد الفهد ولا تجتمعون في الاتحاد؟!
لغة الأرقام
وما دام رئيس الاتحاد قد تمسك بالأوراق والأرقام كمستندات في حواره مع عبدالله معيوف رئىس لجنة المنتخبات المستقيل، فلماذا لم يتحدث بهذه اللغة نفسها "لغة الأرقام" عما تم عمله ومصير ومستقبل كرة القدم والإنجازات التي تبخرت خلال فترة توليه المنصب·
وقد كان تشكيل لجنة التدريب من خارج أعضاء اتحاد كرة القدم ومن أهل اللعبة المتخصصين ممن مارسوا كرة القدم على مستوى المنتخبات وعملوا في المجال الفني والإداري بعد ذلك وبأسماء لها ثقلها الجماهيري وخبرتها المعروفة·· كانت هذه الخطوة حقاً يراد به باطل فقد نالت استحسان الجماهير وانتظرنا منها الكثير على أساس أنها محايدة ولا تخضع لأي اعتبارات شخصية وتعمل من أجل مصلحة الكرة·· إلا أن توقيت وظروف تكوينها يدفعنا للقول بأنها كونت ليس من أجل التطوير ولكن بقصد امتصاص غضب الشارع الكويتي وخوفا من الجماهير الثائرة التي طالبت بتحميل رئdس وأعضاء الاتحاد المسؤولية والشجاعة للإعلان عن تمسكهم بالاستقالة وإذا كانت الأمور المعقدة تتطلب حلولا غير تقليدية فإن ما يقلقنا أن تنتظر الكرة الكويتية كثيرا على بوابة النجاح تتسول الإنجازات حتى يأتي الله بالفرج وتتغير الوجوه مع الكراسي التي تحملها·
* * *
تكتيكات وزير الطاقة
يعتقد البعض أن الشيخ أحمد الفهد قبل أن يخرج "مرغما" من اتحاد الكرة، كان يمهّد الطريق لأحد أشقائه أن يحل محله في رئاسة الاتحاد· ولكن بعد الضغط الشعبي والإعلامي ضد موضوع "توريث" المنصب، ترك المجال "موقتا" للشيخ أحمد اليوسف، والدليل على صحة هذا الاعتقاد أنه أتى بشقيقه خالد الفهد ليكون نائب رئيس الاتحاد، وقام "يشغل" الضغط على الشيخ أحمد اليوسف حتى يترك الاتحاد ويأتي بشقيقه خالد رئىسا ليصبح حالنا "كأنك يا بوزيد ما غزيت"!!
نقول هذا رغم إيماننا العميق بسوء إدارة الشيخ أحمد اليوسف للاتحاد·· ولكن من المفيد كشف تكتيكات وزير الطاقة وأشقاءه·