رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 30 رمضان 1426هـ - 2 نوفمبر 2005
العدد 1702

عيون

قليل من التوتر لمزيد من التزوير

 

إن الأحداث التي مرت على مصر في الأيام الماضية من محاولات لإثارة الفتنة سواء كانت طائفية أو كروية، قد أدت الى خلق حالة من التوتر لإيجاد مناخ يساعد في عملية التزوير للانتخابات التشريعية القادمة، وهو ما جعل البعض يتساءل من الذي يقوم بتحريك هذه الأحداث؟ ومن المستفيد منها؟!·

فهناك حدثان مهمان الأول أثار فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، والآخر كان محاولة إشعال فتنة كروية بين جماهير النادي الأهلي وجماهير نادي الزمالك، والحدثان كانا كفيلين بإشعال النار في الهشيم - كما يقال - فمن تابع أحداث الإسكندرية والتي تفجرت بسبب عرض مسرحي قدم داخل كنيسة ماري جرجس وقيل إن هذا العرض الذي يحمل عنوان "كنت أعمى والآن أبصر" يتناول رحلة شاب مسيحي اعتنق الإسلام ثم عاد الى المسيحية·

وقد اعتبرت الجماعات الإسلامية هذه المسرحية تسيء وتتهكم على الإسلام والمسلمين وعلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما اعتبرها بعض الإخوة المسيحيين أنها لم تسىء للإسلام، ولكنها تناقش قضية التطرف والتسامح·

وبعيدا عن محتوى المسرحية، وماذا تقدم من عمل فني، فهناك بعض التساؤلات البريئة التي تطرح نفسها عندما نقف أمام هذه الأحداث الدامية، وهي أن هذه المسرحية المثيرة للجدل عرضت منذ عامين ولم تثر ما أثارته، فماذا حدث الآن وما هو الجديد؟ ومن هي الجهة التي روجت لأقراص الـ CD المصورة عليها· المسرحية في أوساط المسلمين لإثارتهم وإشعال غضبهم الى هذا الحد - هذا إذا افترضنا أن جموع الغاضبين شاهدوا المسرحية فعلا - وجعلهم يتجمعون أمام كنيسة "ماري جرجس" بمحرم بك بالاسكندرية·

يقال إن جماعة الإخوان المسلمين هي التي وراء هذه الأحداث، وأصحاب هذا الرأي أو الاتهام، يبررون ذلك بأن هناك أعدادا كبيرة من المقبوض عليهم في هذه الأحداث من محافظات مختلفة وجاؤوا خصيصا للتظاهر أمام الكنيسة، الأمر الثاني أن حجم الحشود التي تظاهرت كانت تقدر بخمسة آلاف وهو ما لا يقدر عليه سوى تنظيم مثل جماعة الإخوان المسلمين·

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تلعب الجماعة هذا الدور الآن؟ وهل فعلت ذلك لأغراض انتخابية كما قيل؟ وهل كان ذلك لصالحها أم كان المستفيد طرفا آخر؟

فبرغم أن هذه الأسئلة تحتاج الى وقت للإجابة عنها إلا أن من الواضح أن المستفيد هو بالتأكيد  من هذا المناخ طرف آخر لتمرير أجندته الانتخابية·

الثابت أن العلاقات بين تنظيم جماعة الإخوان المسلمين والحكومة شهدت بعض التقارب في الآونة الأخيرة، حيث قررت الجماعة المشاركة في التصويت في الانتخابات الرئاسية السابقة وهو قلل من فاعلية المقاطعة التي أعلنتها أحزاب المعارضة الرئيسية، وبالتالي تلقت الجماعة المقابل وهو الإفراج عن قيادات الجماعة تباعا وكان آخرهم عصام العريان، ثم في هذه المرحلة رفضت الجماعة الدخول مع أحزاب المعارضة في جبهة موحدة وطنية، مما اعتبره البعض إضعافا لجبهة المعارضة·

وإذا كانت أحداث الاسكندرية وراءها جماعة "الإخوان المسلمين" فعلا فهل تأتي هي الأخرى في إطار الخدمات المقدمة من الجماعة الى النظام لخلق حالة من التوتر تساعده على إيجاد مناخ لتزوير الانتخابات التشريعية·

يجوز أن يكون هذا التفسير للأحداث جنونيا وغير صحيح ولكن الحدث الثاني وهو محاولة إثارة فتنة كروية بين جماهير الأهلي وجماهير الزمالك، وما سبقها من أحداث كانت تصب في الاتجاه نفسه تجعل هذا التفسير منطقيا وقريبا من الصحة·

فالأحداث جاءت نتيجة تعدي بعض الجماهير على منزل المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك عقب هزيمة فريق الكرة من نظيره النادي الأهلي، وبسرعة شديدة كال المستشار السابق الاتهام لجماهير الأهلي وسبها وسب قيادات الأهلي القدامى والحاليين، وهو ما يفعله كثيرا المستشار مرتضى، وبرغم هذه المشاكل لم تتدخل أي جهة إدارية لإيقاف هذا العبث، لأنه من المعروف أن المستشار قريب من السلطة·

وهو ما يجعل البعض يرى أن النظام راض عن هذا المناخ الذي يرفع من حدة التوتر، فهل تفعل هذه الأطراف ما تفعله لصالح أطراف أخرى·

 

ن·ع

طباعة  

ميليس يفتح الباب على كل الاحتمالات
تجريم سورية بت أمرا وشيگا بعد اتفاق الأجندتين الفرنسية والأمريكية
·دمشق استهانت بالتصعيد الذي واجهته منذ سنوات وهذه هي النتيجة!!

 
الأمين العام للجامعة العربية ينجح في مهمته العراقية
النجاح لن يكتمل إلا بعد عقد المؤتمر وقراءة مقرراته
·موسى استطاع أن يغير من وجهة نظر الحكومة العراقية

 
على أبواب الانتخابات البرلمانية
الحزب الوطني يواجه المنشقين عنه·· والمعارضة المصرية