رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 19 ذوالقعده 1426 هـ . 21 ديسمبر 2005
العدد 1708

وتد

عباس وحكومتنا الثقافية!

نشمي مهنا

من أين جاء أمين ثقافتنا بمثل هذه اللغة التي حشا بها مقاله "مرض اليسارية الطفولي" المنشور قبل أيام؟!

قاموس لا يصلح لحوار، لأنه ينصب مشنقة لصاحب الرأي الآخر، ولا يخدم حجة، لأنه قرر الإعدام مسبقا· قاموس أعمى لأنه يطعن ويخوّن ويحاسب النوايا·

هل نقول: إنه قاموس لا يليق، لأنه يسيئ ويفضح ويعري صاحبه، فما بالنا وقائله أمين ثقافة؟!

                                                ***

كلمات من هذا القاموس استلها أمين عام المجلس الوطني للثقافة ليرمي بها ضيفنا الشاعر عباس بيضون المشارك في مهرجان "القرين"·

فماذا ارتكب بيضون من جريمة يستحق معها ما جاء من ألفاظ؟!

القصة كلها أنه: في ختام ندوة "الشعر العربي الحديث" وبعد عقد حلقة نقاشية ختامية توصل الحضور الى مجموعة من التوصيات تليت عليهم للموافقة عليها أو تعديل بعض بنودها، إلا أن المنظم والمستضيف للندوة (مجلسنا الوطني للثقافة والفنون والآداب) ضمّن البيان بدعة التنويه وتقديم "الشكر والعرفان" لرئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام وأمين عام المجلس(!) فاعترض الشاعر الضيف عباس بيضون بعد أن أشاد بالضيافة وكرم البلد المستضيف وبين موقفه كمثقف حر، لا يرى علاقة بين موضوع الندوة الثقافية والرموز السياسية المحشورة في البيان·

أي أن غضب "الأمين" كان فقط بسبب موقف الضيف من خلط الندوة الثقافية بالمجاملات السياسية (كما أكد الأمين في مقاله المنشور)·

يقول أمين الثقافة بحق بيضون "هل تاب اليساريون أو بعض شراذمهم؟"، "فيروس الانتهازية اليسارية يتشكل ويراوغ ولكنه لا يموت عند بعض الناس"·

ويقول عن بيضون "أي طفولة يسارية أكثر إغراقا في الضلال من هذه؟! استنكر كل الحاضرين هذا الموقف الشاذ على مثقف يشغل منصبا ثقافيا في جريدة يسارية عربية، لست أدري أيمثلها أم يمثل نفسه في هذا الموقف الشاذ المستهجن وفوق ذلك موقف يفتقر الى اللباقة وحسن الأدب؟"·

فعلا، موقف شجاع وحر، أن ينتفض ضيف بوجه مضيف أراد أن يدخله في ألاعيب سياسية، ويحمّله ثقل "إحسان ومعروف" بدل أن يشكره على إسهامه وزيارته·

ويقول الأمين أيضا "الكويت ليست بحاجة الى شهادة حسن سلوك مما تبقى من شراذم اليسار العربي المنهزم والمداهن لأعتى الديكتاتوريات··"·

ما دخل الكويت؟! ومتى كانت تروّج سياساتها عبر مؤسسة أو مطبوعة ثقافية؟! ومن قال إن بيضون جاء ليوزع شهادات؟!

تعميم مقصود، أضاف له "الفرق واضح بين من يؤمن بمبادئ ويتحمل تبعاتها وانتهازي لا يتخذ موقفا حتى يتبين له الخيط الأسود من الخيط الأبيض··"·

مثل هذا الكلام لا يجب أن يصدر عن مسؤول يفترض به أن يعرف ضيوفه جيدا، فبيضون له مواقف وكتابات معروفة، لا يمكن لأحد أن يتجاهلها·

"فوبيا" معاداة الكويت تتعاظم في نفوس بعضنا، لكن الأخطر أن يستخدمها البعض بتزييف وادعاء بهدف ترتيب حروب "مكارثية"·

نعود لنقول - ليس دفاعا عن بيضون فقط وإنما عن الكويت - إن ضيفنا الكريم ليس له موقف معاد، وإلا لما جاء، ولا هو "انتهازي" وإلا لما اعترض·

وفي الحالتين (المعاداة أو الانتهازية) سيقع "الأمين" في فخهما إن اقتنع أحد بأي من "النقيضتين" فتساءل: إذاً، لماذا توجه له الدعوة؟!

                                                ***

نتذكر أننا استحسنا موقف صديقنا اسكندر حبش حينما انسحب من أمسية شعرية في عمّان أراد البعض تسييسها، فلماذا نعترض الآن على موقف وعبارات هادئة وصادقة قالها بيضون؟!

                                                ***

عذرا عباس·· فثقافتنا ليست هكذا ولا لغتنا ولا نعرف هذا القاموس·

سماؤنا صافية بزرقتها، وقلوبنا مشرعة بوسع صحرائنا·

 

 

nashmi22@hotmail.com

طباعة  

بعد نصف قرن على ولادة قصيدة النثر
 
حلقة نقاشية·· وتوصيات
حداد: ثمانية·· تبدأ بها أزمة الشعر

 
سؤال
 
المرصد الثقافي