رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 19 ذوالقعده 1426 هـ . 21 ديسمبر 2005
العدد 1708

المواقف الغربية من سورية وإيران تتسم بالنفاق بالرغم من صحتها!
سورية اليوم·· رئيس ضعيف واقتصاد متدهور وأجهزة أمن متصارعة

                                                                    

 

·         الحملة الأمريكية على البلدين مرتبطة بالعراق وإسرائيل قبل أي شيء آخر

·         الخطر أن تعقد واشنطن صفقة مع النظامين يدفع ثمنها الشعبان السوري والإيراني

 

                          

 

بقلم: أدريان هاملتون:

ليست هناك أصوات كثيرة تدافع عن سورية الآن، بل إنها لا تجد الى جانبها غير الإيرانيين، والحقيقة أن المرء لا يجد ما يبرر الوقوف الى جانب السوريين أو الدفاع عنهم·

فسورية الآن، بلد ينفجر من الداخل وله رئيس ضعيف واقتصاد متدهور وطبقة حاكمة متشرذمة وحكومة بدأت تنهار الى مجرد هياكل أمنية متصارعة، فإذا كان العالم بأسره وجد من السهل عليه تصديق أن دمشق تقف وراء اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، فإن ذلك يعود الى أن الاتهام ينسجم مع أنماط سلوكها العام في لبنان منذ عقود·

وإذا كان العالم قد سارع الى وضع أسوأ التفسيرات لتصريحات الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد في طهران مؤخرا، فذلك يعود الى أن هذه التصريحات متسقة مع سمات النهج الجديد لحكومة الملالي في طهران· ومع ذلك، هناك شيء ما وراء هذه الحملات الراهنة ضد سورية وإيران، يدفع المرء للتساؤل: لمصلحة من يحدث كل هذا؟

أولا، هناك نفاق سافر في التنديد الغربي بسورية، فما يتهمون سورية بالقيام به لا يختلف عن سياسة "الاغتيال المستهدف" التي تنتهجها إسرائيل ضد خصومها، منذ زمن طويل· وكل من لديه شك في وحشية ولا أخلاقية هذه السياسية، فما عليه سوى مشاهدة الحلقات الأخيرة التي بثتها "بي· بي· سي" مؤخرا حول مفاوضات السلام الشرق أوسطية· فقد كشفت هذه الحلقات الوثائقية ليس فقط عن لا مبالاة الإسرائيليين تجاه حياة الأبرياء في سبيل قتل شخص مشتبه فيه، بل مدى استعدادهم لاستخدام هذه السياسية من أجل وقف أي تقدم في عملية السلام·

من المؤكد أن خطأين لا يؤديان الى شيء صحيح، ولكن عدم التنديد الغربي بسياسة الاغتيالات الإسرائيلية أمر يثير السخط· وينظر الناس في الشرق الأوسط الى السياسات الغربية بأنها مبنية على المصالح وأحادية الجانب·

نوايا نووية

وينطبق الشيء ذاته على الحشد الدولي الراهن ضد النوايا النووية لإيران، في الوقت الذي لا نسمع فيه كلمة واحدة عن السلاح النووي الإسرائيلي أو الدعم الأمريكي لبرنامج الهند النووي "وهو الأمر الذي يعد خرقا لقرارات الكونغرس الأمريكي"، مقابل أن تؤيد الأخيرة جهود الولايات المتحدة لإحالة الملف النووي الإيراني الى مجلس الأمن·

وما يثير القلق أكثر من النفاق هو النوايا التي تكمن وراء المحاولة الراهنة لعزل ومعاقبة سورية وإيران، فلو كان الأمر يتعلق بالطموحات النووية لإيران ومسؤولية سورية الجنائية عن اغتيال الحريري فحسب، لبلورت الولايات المتحدة سياسة العصا والجزرة للتأثير على نتائج هذه الحملة·

ولكن واشنطن ولندن، وبدعم بدافع مصالح معينة هذه المرة من فرنسا تصعدان مواقفهما ضد كل من إيران وسورية·

والسبب في كلتا الحالتين هو العراق وعملية السلام الشرق أوسطية، فسورية وإيران هما أكبر جيران العراق، وكلما ساء الوضع في العراق، وجه الأمريكيون أصابع الاتهام الى جهات خارجية باعتبارها مسؤولة عن متاعبهم هناك، وربما يكون في ذلك شيء من الصحة، ولكن ليس من الإنصاف والحكمة أن يحرم جيران العراق من أي مصالح في عملية تطويره، بينما تسيطر واشنطن ولندن على عملية التطوير هذه من على بعد آلاف الأميال·

لقد كان هناك وقت كانت تتوق فيه كل من سورية وإيران للاضطلاع بدور بناء في العراق والتعاون مع الأمريكيين، ولكنهما قوبلتا بالصد والتجاهل لمصالحهما·

وبالطريقة ذاتها فكلما تلاشت الآمال بالسلام في الشرق الأوسط التي أنعشها الانسحاب الإسرائيلي من غزة في شهر سبتمبر الماضي بسبب استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، كلما أصبح من المناسب للأمريكيين توجيه اللوم للإيرانيين والسوريين بإثارة المشكلات من الخارج· وربما تفعل كل من إيران وسورية ذلك· ولكن ليس تأثيرهما هو السبب في استمرار تنامي شعبية حركة حماس داخل الأراضي الفلسطينية، وكذلك ليست قوة حزب الله في جنوب لبنان·

تغيير النظام

ولا بد من الاعتراف بأن دمشق وطهران لم تخدما مصالحهما بمواقفهما المتعنتة مؤخرا، ولكن هذا لا يعني أنه ليست لديهما قضية، فإيران لها الحق بموجب اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي التي هي من الدول الموقعة عليها، أن تقوم بتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وليس هناك أي دليل - بالرغم من نشاطاتها الخفية - أنها تقوم بتطوير سلاح نووي·

إن احتمال تورط سورية باغتيال الحريري قوي، ومع ذلك فلدى سورية المبرر للقول إن الافتراضات بحد ذاتها، ليست كافية كدليل لإدانتها، وبأن اتهامات المحقق التابع للأمم المتحدة ديتليف ميليس مبنية - حتى الآن - على أدلة مقدمة من شاهد واحد، وأن المطالب المقدمة لسورية للرد على الاتهامات وتسليم مسؤولين رفيعي المستوى، تستهدف إهانة سورية أكثر مما هي في سبيل البحث عن الحقيقة·

وهناك البعض في واشنطن ممن يسعون الى استغلال هذه القضايا لفرض تغيير النظام في كل من دمشق وطهران، وهم يقومون بالفعل، بتحويل المجموعات المناهضة لهذين النظامين بهدف التسريع بتحقيق هذا الهدف، ولكن يخشى المرء من أن يكون هدف واشنطن في هذين البلدين ليس تغيير النظام بل تحييدهما من خلال العزل والعقوبات ليصبحا عاجزين عن الاضطلاع بأي دور في العراق أو في عملية السلام الشرق أوسطية· وإذا ما كان ذلك هو الهدف النهائي للولايات المتحدة في إيران وسورية، فسوف تكون قد ارتكبت خذلانا عظيما لشعوب البلدين·

وهما "أي الشعب الإيراني والشعب السوري" من سيدفع الثمن·

 

" عن: الإندبندنت "

طباعة  

ديمقراطية فلسطين بين فكي كماشة:
الآلة العسكرية الإسرائيلية والضغوط المالية الغربية

 
الخطر سيطال الجميع إذا فشلت أمريكا في العراق
 
ربما يكون الخطأ القاتل الذي أطاحه··
صدام كان يحاول إخفاء حقيقة عدم امتلاكه أسلحة الدمار الشامل