رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 4 ذي الحجة 1426 هـ . 4 يناير 2006
العدد 1710

علموا عيالنا صح
أخطاء بالجملة في صفحة واحدة تتناول تاريخ المسرح في الكويت في كتاب مدرسي كويتي

                                                        

 

·         أخطاء في تواريخ وفاة وميلاد محمد النشمي وصقر الرشود وتاريخ إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية

·         إقصاء لدور البعثة التعليمية الفلسطينية ولرواد المسرح المرتجل ··· والفرج  بدأ طليماتياً

·         ثماني خبرات تربوية نوعية تكتب عن تاريخ المسرح في الكويت خطأ·· كيف يكون ذلك؟!

·         تغييب قسري لـ "حمد الرجيب" وحضور مجاني في الكتاب لمستشار وزير التربية!!

·         خلط غير مبرر علمياً بين مصطلحات: الاقتباس، والإعداد والتكويت

 

   

 

كتب الدكتور نادر القنة:

سلسلة من الأخطاء المعلوماتية تضمنها موضوع "المسرح الكويتي" الوارد في الصفحة رقم (179) من الكتاب المدرسي التربوي (تاريخ الأدب العربي / من العصر العباسي إلى آخر العصر الحديث) والمقرر على طلاب الصف الثاني عشر بمدارس وزارة التربية بدولة الكويت· والصادرة طبعته الأولى عن منشورات الوزارة ذاتها للعام الدراسي 2004 - 2005··· وهو من تأليف: أ·د·سعد عبدالعزيز مصلوح "مشرفا"، د·نسيمة الغيث، أ·أبو الفتوح سالمان محمد، أ·عائشة عبدالرحمن الروضان، أ·خولة عبداللطيف العتيقي، أ·رجب حسن العلوش، أ·صلاح دبشة، أ·عباس منصور·

نص الموضوع

وقد جاء نص الموضوع الوارد في الكتاب المدرسي التربوي على النحو التالي:

خامسا: المسرح الكويتي

عنيت الكويت في نهضتها الثقافية بالمسرح، وكان لمعهد الدراسات المسرحية الذي تحول عام 1974 إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، ولشخصية المسرحي زكي طليمات دور بارز في الارتقاء بهذا الفن، والمسرحية ليست نصا أدبيا فحسب، ولكنها نص وإخراج وتمثيل وجمهور قارئ أو مشاهد· ومن هنا يصعب رصد جميع هذه الجوانب التي هي في حاجة إلى تفصيل متخصص، وإذا حصرنا اهتمامنا في المسرحية بوصفها نصا أدبيا فسنلاحظ أنها قد بدأت بالمسرح المرتجل الذي كان محمد النشمي (1927 - 1985م) وسعد الفرج بين نجومه الأوائل، ثم ظهر الإسهام الكويتي واضحا في نتاج صقر الرشود (1941 - 1978م) وعبدالعزيز السريع، وسليمان الخزامي، حيث اتجه المسرح إلى معالجة قضايا الإنسان بوجه عام والإنسان الكويتي والخليجي بوجه خاص في عالم متغير تتجاذبه قيم التراث ومتغيرات الواقع الاجتماعي في مرحلة الازدهار الاقتصادي التي أعقبت ظهور النفط· وكان من الطبيعي أن يتأثر المسرح الكويتي بالنهضة المسرحية في البلاد التي عرفت هذا الفن في حقبة مبكرة مثل مصر وسورية، كما عرف المسرح الكويتي الترجمة والاقتباس من المسرح العالمي، وشجع على ذلك صدور سلسلة "المسرح العالمي" عن المجلس الوطني للثقافة ابتداء من أكتوبر 1969م·

وكان من بين أهم النصوص المقتبسة مسرحية "بيت الدمية" لإبسن التي قدمها صقر الرشود عام 1968م بعنوان "المرأة لعبة البيت"، ومسرحية "حرم سعادة الوزير" لموليير التي أعدها وكوّنها عبدالأمير التركي وسعد الفرج وعرضت عام 1980م· وغير ذلك من النصوص المسرحية العالمية·

غير أن الملاحظ أن صياغة النص المسرحي الكويتي يغلب عليها اعتماد اللهجة الكويتية بحكم أنه فن موجه للجمهور العريض من المشاهدين، ومن ثم فإن مجال دراسته بوصفه نصا هو النقد والتقويم الأكاديمي على مستوى البحوث والدراسات المتخصصة والجامعية·

تصويب الأخطاء

1- في أواخر شهر ديسمبر من عام 1970 قامت وزارة الإعلام بتصفية معهد الدراسات المسرحية وتفكيك جهازه الفني والإداري، وأفرغت المعهد من الدارسين· وصارت نية الوزارة متجهة إلى إغلاقه· وفي عام 1972 تم استقدام الدكتور علي الراعي لدراسة أوضاع الحركة المسرحية في الكويت، فكان أن أوصى في تقريره الذي قدمه في العام نفسه، إلى ضرورة تحويل معهد الدراسات المسرحية من معهد ثانوي إلى معهد عال مناظر لكليات الجامعة· وقد وافقت وزارة الإعلام على ما جاء في التوصية عام 1972· وبالفعل استقبل المعهد العالي للفنون المسرحية أول فوج من طلابه الدارسين في العام الدراسي 1973 - 1974· ليصدر المرسوم الأميري بإنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية في الثاني والعشرين من فبراير عام 1976·· وعليه فإن تحويل معهد الدراسات المسرحية إلى المعهد العالي للفنون المسرحية تم من الناحية الإجرائية والعملية عام 1972، وليس كما جاء في الكتاب عام 1974·

2- قبل الرائد زكي طليمات·· لعب الفنان الرائد "المرحوم" حمد الرجيب دورا رئيسيا في تأسيس الفن المسرحي في البلاد والارتقاء به على نحو حقق له الاستمرارية "مدرسيا، وشعبيا، ورسميا"· فمن الغبن أن يسقط الموضوع من حساباته وتقديره دور "حمد الرجيب" ولا يأتي له بذكر، ولا يتوقف عند جهوده وإنجازاته حتى من قبيل الإشارة إلى اسمه· وهذا بحد ذاته يعتبر جحودا وإنكارا متعمدا لدور الرواد المؤسسين· وهو أيضا يعد مغالطة تاريخية لا تعطي لأصحاب الحق التاريخي والأدبي استحقاقاتهم الأدبية بشكل موضوعي· فالرجيب لم يكن مجرد اسم عابر في تاريخ الحركة المسرحية الكويتية حتى ينساه، أو يتناساه معدو الكتاب على هذا النحو· أو يتم إسقاط اسمه بتلك الصورة·· وهو بعد لا يزال منارة مشعة من منارات الحركة المسرحية الكويتية، والخليجية، والعربية· قياسا لما قدمه من إنجازات في عصره·

3- إذا شئنا الحديث عن المسرحية خارج سياق النص الأدبي·· بوصفها عرضا فنيا متكاملا خاضعا لنظرية التلقي وعناصر الفرجة المسرحية الجمالية· فإنه من الصعوبة بمكان أن يأتي الكتاب على ذكر "النص، والإخراج، والتمثيل، والجمهور/ القارئ أو المشاهد) ويغفل الركن الأساسي من شروط اللعبة المسرحية وهو "المكان"· الذي يشكل وفق نظرية التلقي، وعلاقة المشاهد بالعرض الزاوية الحقيقية لتبيان جماليات العرض المسرحي، وتبيان نظرية الأنواع· فلا وجود لعرض مسرحي من غير "المكان" في صورته المركبة، سواء المكان المادي، أو المكان الدراماتيكي المتخيل·

4- ليس صحيحا أن النص المسرحي "الأدبي" في الكويت، كان أحد مكونات "المسرح المرتجل"، أو أن النص المسرحي بصورته الأدبية بدأ مع منطلقات المسرح المرتجل، فذلكم قول مغلوط·· والصحيح في ذلك أن النص في الكويت مر "مسرحيا" عبر ثلاث مراحل، وذلك على النحو التالي:

أ- مرحلة النص المسرحي الأدبي (العربي) السابق للعرض المسرحي، وهي مجموعة النصوص المسرحية التي تم تقديمها في المدارس: المباركية، الأحمدية، القبلية، الشرقية إبان مرحلة التأسيس، في نهاية ثلاثينات القرن الماضي، وعقد الأربعينات، وحتى منتصف عقد الخمسينات· وتعود هذه النصوص لمؤلفين وأدباء وشعراء عرب منهم: محمد محمود غنيم، محمد لبيت أبو السعود، محمد مجذوب، أفرام الديراني، علي أحمد باكثير، وغيرهم· وقد تمت كتابتها ضمن سياق رؤية أدبية خالصة مفصولة عن العرض المسرحي في فترة سابقة عن تاريخ تقديمها فوق خشبة المسرح· لتظل محتفظة بكينونتها النصية الأدبية·

ب- مرحلة النص المسرحي "المرئي" وهي مسلسلة النصوص المسرحية التي كتبها الفنان الراحل محمد النشمي ورفاقه لصالح فرقتهم، الكشاف الوطني، وفرقة المسرح الشعبي فيما بعد· في خمسينات القرن الماضي· وهي المرحلة التي أطلق عليها مصطلح "المسرح المرتجل"· وكانت عملية التأليف فيها تتم وفق آلية خاصة، بحيث تتيح لجميع أعضاء الفرقة المشاركة في تأليف أو تطوير بنية النص وفق مقتضيات طبيعة العرض، لا وفق سياق الرؤية الأدبية· وذلك تحت إشراف ومسؤولية الرائد المسرحي "محمد النشمي"·

وفي هذه المرحلة كان النص جزءا من تركيبة العرض المسرحي، يصعب النظر إليه بصورة أدبية مستقلة· كونه كان يخضع للتبديل والتغيير، والتطور، والتحوير تبعا لعوامل فرجوية متعددة، وتبعا لثقافة ونضوج الأدوات الفنية والتأليفية، والتخيلية لعضو الفرقة· وبالتالي من الصعوبة بمكان تحميل شخص بعينه مسؤولية الرؤية "النصية" غير النشمي ذاته الذي كان يتصدى للإخراج، وللإدارة الفنية للفرقة، وللعرض المسرحي· وأهم ما يميز طبيعة النص في هذه المرحلة أنه كان يكتب فورا للخشبة، وفيه من المرونة ما يكفي للحذف والإضافة والتغيير والتحويل تبعا للموقف الفني، وأن رؤيته تجاوزت فكر العقل الواحد، وأن بناءه كان يتزامن مع بناء العرض المسرحي ذاته لحظة بلحظة· وبالتالي جاءت الصياغة النصية من سياق العرض لا من سياق الزاوية الأدبية التقليدية·

جـ - مرحلة النص المسرحي (الأدبي) الكويتي المكتوب

عادة يؤرخ لهذه المرحلة بالنص المسرحي الذي كتبه الراحل صقر الرشود، والذي يحمل عنوان "تقاليد" 1960، حتى وإن كان من وجهة نظر البعض أن كتابته تمت باللهجة المحلية، وليست باللغة العربية الفصيحة· رغم أن إنتاج هذا النص قد سبقه جهود تأليفية أخرى مثل: "مهزلة في مهزلة" وهي مسرحية شعرية من تأليف الشاعر أحمد العدواني، قدمت عام 1948م· ومسرحية "خروف ينام·· ينام" من تأليف حمد الرجيب 1948م·· غير أن الفارق بين صقر الرشود والجهود الأدبية السابقة عليه، أن نص "تقاليد" خلق تيارا مسرحيا أدبيا تأليفيا كويتيا ما زال مستمرا حتى يومنا هذا منذ تاريخ انطلاقته في عام 1960· في حين أن الجهود السابقة عليه انقطعت عند حدود ذاتها، حيث لم يقدر لها أن تخلق موجة استمرارية في الكتابة النصية المشابهة·

وعليه فإن النص المسرحي الأدبي الكويتي تم إنشاؤه، وبناؤه، وصياغته خارج نسق المرحلة الارتجالية برمتها· فما بالنا إذاً بنص "تقاليد" للكاتب صقر الرشود، والذي أخرجه محمد النشمي لصالح فرقة المسرح الشعبي بتاريخ الثالث من ديسمبر 1960 أنه بشر بمرحلة جديدة في تاريخ النص المسرحي الكويتي؟

نستفيد من ذلك كله أن المسرحية بوصفها نصا أدبيا لم تبدأ مطلقا بالمسرح المرتجل كما جاء في الكتاب المدرسي· فهو سابق عليها بمختلف أشكاله وأنماطه، ولاحق عليها بكل اتجاهاته وتنويعاته·

5- ليس صحيحا أن الفنان سعد الفرج يعد من النجوم الأوائل لتيار المسرح المرتجل كما جاء في الكتاب·· والصحيح أن البدايات الفنية والتمثيلية الأولى للفنان سعد الفرج (1941) كانت مع فرقة المسرح العربي، ومع الفنان الرائد زكي طليمات· حيث انضم إلى الفرقة بتاريخ العاشر من أكتوبر عام 1961 يوم تكوين الفرقة· وشارك في أول عرض مسرحي قدمته الفرقة على مسرح ثانوية الشويخ في الثامن عشر من فبراير عام 1962· وكان العرض بعنوان (صقر قريش) من تأليف محمود تيمور وإخراج زكي طليمات·

وعليه يكون سعد الفرج من أتباع المرحلة التنظيمية للمسرح، وهي المرحلة التي قادها زكي طليمات بجيل جديد من الشباب الهواة، من محبي المسرح، وكان من بينهم الفنان الشاب سعد الفرج·

ولا يزال الفنان سعد الفرج يذكر بكثير من الاعتزاز أن بداياته المسرحية الأولى بدأت مع الرائد زكي طليمات، ومع فرقة المسرح العربي، وهي البداية التي شهدت ميلاد جيل جديد من رموز الحركة التمثيلية في الكويت، فبالإضافة إليه نشير إلى الفنانين: عبدالحسين عبدالرضا، خالد النفيسي، حسين الصالح، غانم الصالح، علي البريكي·· وغيرهم· وعليه فإنه لا صلة للفنان سعد الفرج بالمسرح المرتجل، كون بداياته الأولى انطلقت مع فرقة المسرح العربي منذ تاريخ إنشائها·

6- نتجاوز الخطأ المطبعي في تسمية "سليمان الخزامي"، والصحيح هو (الحزامي)· ولكن هذا ليس مهما حيال الأخطاء الأخرى·

7- يشير الكتاب بعبارة صريحة إلى أن "الإسهام الكويتي - ظهر - واضحا في نتاج صقر الرشود (1941 - 1978) وعبدالعزيز السريع، وسليمان الحزامي"·

وفي مقاييس المنطق، والإحصاءات والأرقام، ووفق الثوابت والمرجعيات والاستحقاقات التاريخية، ووفق الدراسات النقدية والتأريخية، والتحليلية والأكاديمية، والموضوعية· فإننا نسلم جميعا - من دون شك، ومن حيث المبدأ - بالإسهامات والإنجازات الفنية التي قام بها كل من: الراحل صقر الرشود، والكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع· ونقر بدورهما التاريخي والثقافي في إثراء التجربة المسرحية الكويتية في مختلف وجوهها: "تأليفا، إخراجا، إدارة"· غير أن المقاييس ذاتها لا تمنح "سليمان الحزامي" الفرصة نفسها ليرتبط اسمه "مع، أو لاحقا" باسم صقر الرشود وعبدالعزيز السريع، ليتبوأ المكانة الفنية ذاتها في حركة التاريخ المسرحي· فالبون بينهما وبينه شاسعا من حيث الكيف، والكم الإنتاجي· فلا نتاجه يتوازى مع نتاجهما، ولا دوره يقترب مع دورهما، ولا مسرحياته تتمثل فيها الخصائص الفنية والفكرية التي تتصف بها مسرحياتهما· وبالتالي لا يمكن لباحث موضوعي أن يصنفه في خانتهما، أو يربطه بهما في هذه الصورة المختزلة لموضوع "وضوح الإسهام الكويتي في المسرح"·

8- لا أعرف سببا منطقيا دفع معدي هذا الكتاب إلى نسيان أو تناسي أعمدة المسرح في الكويت ورموزه، ممن ساهموا بجهودهم في صناعة وتشكيل ملامح هذا المسرح من جيل المؤسسين والأجيال اللاحقة لهم من أمثال: عبدالحسين عبدالرضا، عبدالرحمن الضويحي، حسين الصالح الحداد، سالم الفقعان، صالح موسى، أحمد الصالح، منصور المنصور،· وكذلك السيدات الفاضلات اللواتي وقفن على خشبة المسرح في مرحلته التاريخية الثانية: مريم الغضبان، مريم الصالح، حياة الفهد·· حيث شجعن الفتاة الكويتية على الانخراط في هذا الحقل الثقافي والفني·· وفي مقدمة هذه الأسماء جميعا نذكر حمد الرجيب، وأعضاء البعثة التعليمية الفلسطينية الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية تأسيس النشاط المسرحي في البلاد·· فهل يعقل أن يتوقف الكتاب المدرسي عند الكاتب "سليمان الحزامي" الذي ظهر في فترة زمنية متأخرة في مسيرة الحركة المسرحية الكويتية، علاوة على أن نصوصه - من حيث القيمة العددية - لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة· هذا خلاف ما هو مختلف حولها من حيث قيمتها الفنية والفكرية· مقابل تجاهله -أي الكتاب - لطلائع الفنانين المسرحيين في الكويت من كتّاب، ومخرجين، وممثلين، وتقنيين؟ المسألة تثير الكثير من علامات الاستفهام·

9- ليس صحيحا أن الفنان الرائد محمد النشمي قد توفي عام 1985· والصحيح هو عام 1984، على وجه التحديد في الخامس والعشرين من يناير عام 1984·

10- أيضا نتجاوز مسألة ضبط "التسمية الصحيحة" في تسلسلها التاريخي· فسلسلة المسرح العالمي لم تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1969· لأنه في هذا العام لم يكن بعد قد صدر المرسوم الخاص بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (حيث يؤرخ له رسميا في السابع عشر من يوليو عام 1973م)· بل كانت السلسلة تصدر عن وزارة الإعلام· ومع إعلان إنشاء المجلس انتقلت إليه السلسلة مع مطبوعات أخرى·

11- ليس صحيحا أن الكاتب الفرنسي (موليير) هو مؤلف مسرحية (حرم سعادة الوزير)·· والصحيح هو الكاتب اليوغسلافي (برانيسلاف نوشيتش)· وكانت هذه المسرحية مع مسرحية (الدكتور) للكاتب نفسه، قد صدرت عن وزارة الإعلام ضمن سلسلة "المسرح العالمي" العدد (1/105) لشهر يونيو 1978م· وفي شهر نوفمبر من عام 1979 باشر الفنان سعد الفرج وزميله عبدالأمير التركي بإجراء التدريبات (البروفات) على هذه المسرحية، بعد عملية (تكويتها)·

12- نتجاوز الخطأ المطبعي (كوّنها)·· حيث المقصود (كوّتها)·

13- مسرحية إبسن (بيت الدمية) قدمت تكويتا تحت عنوان "المرة لعبة البيت" وليست "المرأة لعبة البيت" وهي من إخراج منصور المنصور، وتكويت "صقر الرشود"·

14- تعرض الكتاب إلى ثلاثة مصطلحات علمية تتعلق بـ"فنية الكتابة الدرامية"، وهي: الاقتباس، الإعداد، التكويت والتي تدخل ضمن سياق "التلهيج"· ومن كتب ذلك من المفترض أنه على دراية علمية تفصيلية بالفروقات الكائنة بين هذه المصطلحات· وبالتالي على معرفة مؤكدة باستخدامات وتوظيفات وتعريف كل مصطلح من المصطلحات بصورة مستقلة· فالاقتباس ليس الإعداد، والإعداد ليس التكويت، وكلاهما ليسا الاقتباس· ويتحدد التوصيف المعياري لكل مصطلح من المصطلحات تبعا لعلاقة النص "المنتج" ثانيا، استنادا إلى النص "الأصل" المنتج أولا، بوصفه "كانفاه" نسيجية للثاني· وهذه العلاقة تأخذ تمظهرات مختلفة في اقترابها وتباعدها وتلامسها وتناغمها فنيا وفكريا بين النصين·

إذا كان التكويت يعمد إلى صياغة حوار النص المسرحي باللهجة الكويتية، فإن الإعداد يقتضي تبعا (للمعجم المسرحي) "تعديل أو تحويل نص غير درامي إلى نص درامي" أي انتقال نص من جنس أدبي إلى جنس آخر مغير له في البنية والتقنية· أما الاقتباس تبعا لذات المعجم فإنه يقضي "أخذ الخطوط الرئيسية للحكاية أو الفكرة وخلق مواقف جديدة مختلفة تماما"، وهذه العملية غالبا ما يقوم بها دراماتورج على درجة عالية من الاحترافية·

بعيدا عن الدخول في التفاصيل الإجرائية الأكاديمية الأخرى، فإن الكتاب خلط بين هذه المصطلحات على مستوى اختياراته من التطبيقات· فمسرحية "المرة لعبة البيت" 1968 لفرقة مسرح الخليج العربي ليست "مقتبسة" بل خضعت لعملية التكويت· وكذلك الحال فإن مسرحية "حرم سعادة الوزير" ليست "إعدادا" بل "تكويت"·· هذا إذا أردنا أن نطبق المصطلحات العلمية بصورة دقيقة في قياس الأشياء، بعيدا عن الفوضى النقدية·· تلك الفوضى التي تسللت إلى الكتب العلمية والمدرسية من بوابة النقد الانطباعي السائد في الصحافة، الذي لا يتوخى الانضباطية والعلمية·

15- ليس صحيحا ما اعتمده الكتاب بأن ميلاد صقر الرشود عام 1941 والصحيح هو ما جاء في شهادة ميلاده الصادرة عام 1962 وهو الأول من يناير عام 1940، وحسب هذه الشهادة فقد تم اعتماد صقر للتقدم للامتحانات العامة، والتقدم بها أيضا إلى الجامعة حيث سجلت في ملفه·

في النهاية

في أعقاب ذلك كله، ماذا بقي أن نقول: إذا كانت صفحة واحدة في كتاب تربوي / تعليمي قامت بتأليفه ثماني عقليات تربوية من خيرة النخب التربوية بوزارة التربية وقع في هذه الأخطاء؟

أليس من المؤلم حقا أن ترد هذه الأخطاء في كتاب تربوي، تعليمي، "بيداغوجي" صدر في الكويت، ويتحدث عن المسرح في الكويت، ويدرس لأبنائنا الطلبة في الكويت عن فنونهم وآدابهم الكويتية؟ فإذا كانت الكتب التربوية/ التعليمية تكتب المعلومات الخاصة بالكويت بصورة مغلوطة فما بالنا إذاً بكتب الثقافة العامة التي لا يوجد عليها رقيب أو حسيب في ضبط المعلومة العلمية؟ وعلينا أن نتخيل مدى الحزن الذي أصابنا من جراء هذه الأخطاء إذا عرفنا أنها معنية بتاريخ قريب منا، بل إلى تاريخ ننتمي إلى جزء كبير منه كوننا شاهدين على وقائعه وحيثياته وإفرازاته· المسألة مؤلمة، ولا أحد بمقدوره أن يقول عكس ذلك، إلا إذا كان مكابرا· فلا أحد يقول من باب التبريرات ورفع المسؤوليات عن الذات: إن هذه المعلوات قد كتبت لطلاب غير متخصصين، وأنها تندرج تحت يافطة الثقافة العامة· فالانضباطية العلمية والمعلومات الصحيحة، والتاريخ الثابت· لا شأن لكل ذلك بالشريحة العمرية للمخاطب· فالصحيح صحيح، والمحرف سيبقى محرفا· ولا ذنب لأبنائنا أن يدرسوا تاريخهم المسرحي مشوها بمعلوماته·

 

                  

 

 

                   

 

                

 

               

طباعة  

فضاءات
 
ضمن فعاليات ورشة لإعداد الممثل
نادي الكويت للسينما يكرّم النجم نور الشريف·· و"روتانا" تسجل ورشته