رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8 صفر1427هـ - 8 مارس 2006
العدد 1718

مرصد

يتقدمهم..بسراج

 

                                                                            

 

أكثر ما أثر في نفسي من الكتابات التي كتبت عن المرحوم الشيخ جابر الأحمد، حاكم الكويت الثالث عشر بعد انتقاله الى جوار ربه، ما كتبه الأخ أحمد النفيسي الذي وصف كيف أنه وبعض أصدقائه وكانوا صغار السن أيام الأربعينات من القرن الماضي، قد ضلوا الطريق بين مناطق الكويت، بعد مغرب مساء تكثف فيه الغبار حتى منع الرؤية فلم يجدوا نورا يسيرون إليه غير نور بعيد كان بالصدفة لمقر دسمان البيت المتواضع آنذاك لحاكم الكويت المرحوم الشيخ أحمد الجابر، فلما وصلوا إليه قابلوا صدفة الشيخ جابر، وكان فتى غضا في أوائل العقد الثاني من حياته، ولما عرف مشكلة الصبية الصغار قرر أن يوصلهم بنفسه الى المكان الذي يقصدون·

لعل تلك الحادثة قد أثرت في نفس الأخ أحمد النفيسي فكتمها طوال تلك الأعوام ثم باح بها، إلا أن ما لفت نظري هو الرمز في هذه الحادثة، فقد كان يسير أمام الصبية بسراج صغير، ولعله نفس السراج الرمزي الذي اختار جابر الأحمد أن يستخدمه في ظلمة الطريق الصعب الى كويت حديثة، وهو الذي يعتبر واحدا من جيل البناة الذي بدأ يتوارى·

د· محمد الرميحي - "مجلة الكويت"

 

* * *

 

تحت التهديد

 

                                                                            

 

أجابت: حياتنا كانت الى حد ما تسير وفق النمط الغربي، مليئة بالعمل الشاق، فقد كنت أعمل أيضا في بنك، أذهب الى مكتبي صباحا وأعود في المساء، وألتقي إدوارد في "الويك إند"·

سألتها: وماذا عن التهديدات الدائمة لحياته··· كيف كنت تتعاملين معها؟ وخاصة أنه أعلن مؤخرا عن وضع سعيد تحت مراقبة (FBI

أجابت: وقتها لم نكن متأكدين أن تكون تليفوناتنا مراقبة، ولكننا كنا نظن ذلك، وقد تلقى إدوارد أكثر من مرة تهديدات بالقتل، وقد اتصل بي ذات مرة أحد المحققين من البوليس الأمريكي بعد مقتل ماير كاهانا وسأل عن إدوارد، وكان مسافرا الى إكسفورد لإلقاء محاضرة هناك، وطلب مني أن أخبره أين هو؟ لأن حياته مهددة، فاتصلت بإدوارد وطلبت منه أن يتصل بالمحقق، في اليوم التالي دخل إدوارد الى جامعة إكسفورد محاطا بالحرس، وفيما بعد قام البوليس في نيويورك بتغير زجاج النوافذ في منزلنا حتى يقاوم الرصاص، ووضعوا داخل المنزل أجهزة إنذار، وظل تحت حراسة مشددة لفترة طويلة، وهو أمر كان صعبا علينا ووضعنا في قلق دائم، وخاصة عندما كان أطفالنا صغارا·

مريم سعيد (أرملة المفكر الراحل إدوارد سعيد في حوار مع محمد شعير) - "أخبار الأدب"

 

* * *

 

جائزة

 

المرة الوحيدة التي تقدمت فيها الى جائزة مصرية كانت جائزة الدولة التشجيعية عام 1988، وحجبت الجائزة وعرفت بحجبها قبل حجبها من الشخص الذي حجبها، فقررت من يومها ألا أتقدم لجائزة في مصر، إن منحت لي بلادي جائزة، فسأقبلها تقديرا لهذا البلد، لكنني لن أتقدم لجائزة لعدم تقديري للأسلوب الذي تمنح به أغلب الجوائز في مصر·· لقد رأيت مرة كاتبا يهدد في ملتقى عام بأنه إن لم يحصل على جائزة الدولة التي يحتاجها لنفقات زواج ابنه فسوف ينتحر ويلصق التهمة بأعضاء اللجنة، وبالفعل نالها، فيالها من أساليب أقل ما توصف به أنها: لا تليق بالجوائز، فخلاصة الأمر أنني أحترم الجائزة المصرية ولكن لا أحترم كثيرا من الأساليب التي تمنح بها، أنا أقدر الجوائز المصرية ولكني لن أقدم على التقدم لها، وإن شاء بعضهم أن يختارني لجائزة فسيكون ذلك من دواعي فخري ولكن لا يطالبني أحد بأن أتقدم لجائزة في مصر·

د· يوسف زيدان (الحاصل على جائزة الكويت للتقدم العلمي عن تحقيقه كتاب "الشامل" لابن النفيس) - "أخبار الأدب"

طباعة  

وتد
 
إصدارات
 
شعر
 
مقالة