صدر الوطن الضيق
صدر بلدنا لا يتسع لنا لنكتب في صحافته الموقرة، ونعبر عن رأينا بضمير حي عن همومه، أوجاعه، وأفراحه، يكتب بالنيابة عنا كتاب من لبنان "الشقيق": نبيه البرجي وناصر قنديل، ونحن أبناء البلد نعتقد أن قنديل والبرجي يحبان "الشام" أكثر منا، ويغاران عليها أكثر منا، فنقضي الأيام متململين على طاولات مقهى الروضة، نسأل "أبو حالوب" مختار العراقيين، والعالم بشؤونهم، الذي تحول بعد أكثر من خمس وعشرين سنة، الى جزء من مقهى الروضة، نسأله إن كان هناك من سأل عنا اليوم قبل حضورنا الى المقهى، نعشم الروح، بأن وزير إعلامنا قد يستيقظ ذات يوم ويستفقد كتابه وإعلامييه وشعراءه وروائييه· يزم "أبو حالوب" شفتيه: أن لا أحد، ويخبرنا بأن صديقنا العراقي الذي هاجر منذ عشر سنوات الى كندا، قد عاد بالأمس وسيحضر بعد قليل·
ونستمر في الجلوس والانتظار، وعلى الطاولة ترك أحدهم جريدة "الثورة" وعلى صفحتها الأخير، "شقيقنا" قنديل ينصحنا بالتلاحم وحب الوطن، الذي كان من الإيمان، وليس من الخوف·
طه خليل - "المستقبل"