رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء غرة صفر 1427هـ - 1 مارس 2006
العدد 1717

يجب ربط المساعدات الأمريكية بسلوك كل من الإسرائيليين والفلسطينيين

·     إسرائيل أجرت مفاوضات مع منظمة التحرير دون اشتراط تعديل ميثاقها

·     المسيحيون صوتوا لحماس بسبب فساد "فتح"

·     رفض العنف من الجانبين.. سبيل واشنطن لاستعادة مصداقيتها في العالم

 

بقلم: ادموند هاناور*

كان رد الرئيس جورج بوش على الفوز الساحق الذي أحرزته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، مطالبة الحركة بإلغاء ميثاقها المناهض لوجود إسرائيل والاعتراف بالدولة اليهودية ونبذ العنف إذا أرادت استمرار حصول السلطة الفلسطينية على المساعدات الأمريكية وإذا رغبت في إجراء مفاوضات مع واشنطن - كما رفضت إسرائيل من جانبها، التفاوض مع "حماس"·

ومع ذلك، فإن الدبلوماسية المتأنية والمترافقة مع ممارسة الضغوط على الجانبين للالتزام بالاتفاقات السابقة وبالقانون الدولي قد يجلب "حماس" الى طاولة المفاوضات· فقد أجرت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مفاوضات سرية في أوسلو خلال الانتفاضة الأولى وقبل أن تعترف المنظمة - رسميا - بإسرائيل عام 1993، ولم يتم تعديل ميثاق منظمة التحرير إلا في عام 1998·

وزعماء "حماس" يدركون أن الفلسطنيين مازالوا يؤيدون الحل القائم على دولتين: إسرائيل ودولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية مع "حق العودة" لبعض الفلسطينيين الى إسرائيل وسحب معظم أو جميع المستوطنين اليهود من الأراضي المحتلة·

فهذا هو الموقف الفلسطيني منذ عام 1993 حين قدم ياسر عرفات تنازلات إقليمية كبرى باعترافه بإسرائيل على 78 في المئة من أراضي فلسطين التي يعتبرها الفلسطينيون وطنهم، على أن تقام الدولة الفلسطينية على 22 في المئة من أرض فلسطين التاريخية·

 

لا شريك

 

ولكن في ظل فساد حزب السلطة، حركة فتح في عهد ياسر عرفات وخليفته محمود عباس، صوّت حتى بعض المسيحيين الفلسطينيين لصالح حركة حماس· وبالرغم من تنازل عرفات عن 78 في المئة من أرض فلسطين، رفض أرىىل شارون وجورج بوش التفاوض معه· وحين تولى السلطة محمود عباس خلفاً له في أوائل عام 2005، أوقف معظم أعمال العنف ودعا الى الكفاح السلمي وسعى الى المفاوضات، ومع ذلك، ظل يصرّ شارون على عدم وجود شريك فلسطيني في عملية السلام· فإذا كانت إسرائيل ترفض التفاوض حتى مع عباس، فلماذا لا يصوت الفلسطينيون لحركة حماس، التي ستقدم لهم حكومة أمينة وخدمات اجتماعية، على الأقل؟

وبينما أقرّ شارون بقبوله قيام "دولة فلسطينية"، إلاّ أن أفعاله كانت تناقض أقواله فقبل وأثناء الانسحاب من غزة، عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية بما يشكل انتهاكا للقانون الدولي، وعمل على توسيع الجدار الفاصل الذي أقيم معظمه على أراضي الضفة الغربية، وهو العمل الذي لا يمثل انتهاكاً للقانون الدولي فحسب، بل لحقوق الإنسان الفلسطيني أيضا، وفقا لما ذكرته منظمة "هيومان رايتس ووتش"·

لقد فعل شارون كل شيء من أجل إضعاف شعبية عباس في أوساط الفلسطينيين، ففي شهر نوفمبر، سمح شارون  - تحت ضغوط من واشنطن - للفلسطنيين بالتنقل بين الضفة الغربية وغزة اعتباراً من 15 ديسمبر الماضي إضافة الى السماح بتصدير المنتجات الفلسطينية الى الخارج عبر إسرائيل، وقد نكث شارون بوعده الأول ونكث خليفته بوعده الثاني، هذا الأمر جعل المنتجات الزراعية تتلف على الحدود دون السماح لها بالخروج·

 

خارطة الطريق

 

وقد نددت منظمة العفو الدولية في عام 2005 بما أسمته عدم رغبة إسرائيل في وقف العنف الذي يمارسه المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين· واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش الحكومة الإسرائيلية بعدم حماية الفلسطينيين من الهجمات غير المشروعة وعمليات القتل على أيدي الجنود الإسرائيليين·

فإذا كانت الولايات المتحدة تضع سلوك "حماس" شرطا للحصول على المساعدات فيجب ربط المساعدات الأمريكية لإسرائيل بالتزام الأخير بمشروع "خارطة الطريق" الذي ترعاه واشنطن فالخطة تُلزم إسرائيل بتفكيك عشرات المستوطنات التي أقيمت منذ عام 2001، وتطالبها بوقف الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات، ووقف كل أشكال العنف من الجيش والمستوطنين ضد الفلسطنيين، والامتناع عن مصادرة أراضي وممتلكات الفلسطينيين وعدم هدم المنازل·

لقد دعت "هيومان رايتس ووتش" الرئيس بوش مؤخرا أن يقتطع من المساعدات الأمريكية لإسرائيل بما يعادل ما تنفقه على بناء المستوطنات والأجزاء غير الشرعية من الجدار الفاصل·

فإذا أراد الرئيس بوش استعادة مصداقية الولايات المتحدة في العالم، فيجب عليه معارضة العنف من جميع الأطراف بما في ذلك إسرائيل و "حماس" فالدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي يحول دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، ويمنع التوصل الى سلام عادل، ويجعل المزاعم الأمريكية بأنها تقف الى جانب العدالة والحرية، مدعاة للسخرية، ويغذي المشاعر المناهضة للولايات المتحدة ويعّزز مواقف الصقور ويضعف الحمائم في كلا المعسكرين، الأمر الذي يقود الى مزيد من إزهاق الأرواح الإسرائيلية والفلسطينية دون داع·

 

* يهودي أمريكي ناشط في مجال حقوق الإنسان ومدير مؤسسة البحث عن العدالة والمساواة في فلسطين / إسرائيل

 

" عن: بوسطن غلوب "

طباعة  

قوى "14 آذار" تسعى لإسقاط إميل لحود
 
واشنطن ضد توريث الحكم والقاهرة ترفض الضغوط الأمريكية لإلغاء القمة العربية