رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8 صفر1427هـ - 8 مارس 2006
العدد 1718

عرض كتاب
"حرب الحضارة العظمى": المأساة والخديعة في الشرق الأوسط

                                                           

 

·      روبرت فيسك يرى أن التسلح النووي هو مشكلة العالم الحقيقية الآن

·       الحروب في العراق تحتل مساحة كبيرة  من الكتاب والقضية الفلسطينية أيضاً

·         التعريف الأمريكي للإرهاب بدأ في أكتوبر من عام 1983

·        "فيسك" استنكر الرقابة الصارمة التي فرضت على المراسلين في الخفجي

·        ماهي الجريمة التي ارتكبها الغرب في طريق المطلاع؟

·       من الظلم والغبن أن يتناسى الإعلام الغربي مجزرة صبرا وشاتيلا

 

تأليف: روبرت فيسك

لم يحدث أن اندمج فن التحقيق والمتابعة الصحافية مع فن تدوين التاريخ كما اندمجا في كتاب المراسل الصحافي "روبرت فيسك"، والذي جاء في قائمة أكثر الكتب رواجا وبيعا في النصف الأخير من العام 2005·

يتناول روبرت فيسك في كتابه "حرب الحضارة العظمى: غزو الشرق الأوسط" المأساة والخديعة في الشرق الأوسط، ويستعرض كل المشاهد الدموية من العراق·· وأفغانستان، والجزائر، وإيران، وإسرائيل، وفلسطين، ومن ميادين حرب أخرى في هذه المنطقة الساخنة من العالم·

التقى "فيسك" بأسامة بن لادن ثلاث مرات وعاش في قلب المعارك طوال تسعة وعشرين عاما، رأى فيها حجم المعاناة البشرية من جراء الحروب، وأنظمة الحكم الدموية·

 

صرخة

 

يطلق "فيسك" من خلال كتابه صرخة مدوية ضد كل مظاهر الخداع والأكاذيب التي دفعت آلاف الجنود من المسلمين، والمسيحيين واليهود، رجالا ونساء، الى الموت وذلك خلال الخمسين عاما الماضية، وتأتي قناعة "فيسك" هذه مخضبة بمشاهد دموية عاشها شخصيا وعلى خط النار في كل حروب المنطقة، بالإضافة الى ما خزنته ذاكرته من قصص مرعبة عن الحرب العالمية الثانية حكاها له والده الذي عاش أهوالها آنذاك·

يقع الكتاب في نحو 1400 صفحة، وهو أشبه باليوميات التي تنقلنا بين أحداث الحاضر، وبعض صفحات الماضي، بالإضافة الى بعض المحطات التاريخية المهمة·

يبدأ "روبرت فيسك" كتابه من أفغانستان، وبالتحديد بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، ثم يعود الى العام 1993 ليلقى الضوء على أبرز شخصية في أفغانستان، "أسامة بن لادن" الذي التقاه "فيسك" في ذلك العام في السودان، ثم يعطى وصفا مفصلا لفكر "بن لادن" وأسلوبه في رعاية "المجاهدين الجدد"·· الذين كانوا يوما ما وفي ظل الغزو السوفييتي لأفغانستان، أطفال أمريكا المدللين والمقربين·

تحتل الحروب في العراق مساحة واسعة من كتاب "روبرت فيسك" خاصة وأنها عاصرها كلها بدأ بالحرب العراقية الإيرانية في العام 1980 حيث شهد عليها من موقعه على خطوط النار، يقارن "فيسك" بين الوعود البريطانية للعراق في العام 1916 وكما جاءت في الإعلان الذي لا يزال "فيسك" يحتفظ بنسخة منه والذي يتحدث عن الازدهار والاستقرار في العراق، وبين الوعود الأمريكية في عراق اليوم، ثم يأخذنا في جولة الى حيث يرقد قتلى الحرب الثانية من الإنجليز في إحدى مقابر البصرة التي ساوت الحروب المتتالية معالمها· الإنجليز دخلوا العراق ليخلصوه من غبن ومظلم الحكم العثماني، والأمريكان دخلوا ليخلصوه من ظلم حزب البعث، وفي كلتا الحالتين يعاني أولئك المخلصون من مقاومة البقع الساخنة في العراق كالفلوجة والكوفة، ومن تركيبة العراق العرقية والطائفية المعقدة·

ثم يقدم "فيسك" شرحا مطولا لنشأة حزب البعث العراقي، وعلاقته بأنظمة الحكم العربية بما في ذلك ذراعه الأخرى في سورية، بالإضافة الى شرح مفصل للحرب العراقية، الإيرانية وكيف استقبلها الإيرانيون بكونها حربا شجاعة وتعبيرا عن الوطنية والتي دفعت آلاف من سيدات الطبقة المتوسطة للتبرع بمصاغهم لتمويلها، وكيف أن إعدامات الحرس القديم أصبحت معلما من معالم الحياة في إيران، لقد كانت حرب إيران كما رآها نظام الثورة الوليدة حربا ضد العراق وصدام حسين، وأيضا ضد الولايات المتحدة التي لم تكن تخفى دعمها لصدام حسين العسكري والمخابراتي والذي كان لوكالة الاستخبارات الأمريكية دورا أساسيا فيه·

يسترجع "فيسك" في كتابه وفي أكثر من موقع ذكريات والده "بيل فيسك" المريرة مع الحروب، فلقد خدم في الجيش طوال سنوات الحرب الثانية 1918 - 1914·· وشهد الكثير من أهوال الحرب ومآسيها، وعلى الرغم من أنه كان قليلا ما يتحدث عن تجربته تلك إلا أن "روبرت" استطاع أن يدفعه لأن يدلي بشيئا منها بالإضافة الى ما تلقاه "روبرت" بعد وفاة أبيه من رسائل وأوراق وصور تعود الى تجربة والده إبان الحرب الثانية، إحدى تلك القصص تحكى كيف أن الجندي "بيل فيسك" تعرض للعقوبة بسبب رفضه إعدام أحد جنود العدو·· وكيف كانت الفئران تفترس جسده وهو راقد في الخندق، وغيرها الكثير، فبالنسبة للأب كانت الحرب الثانية خدعة، ووعودا كاذبة من وزارة الحرب قضى خلالها الملايين من البشر ومن الشباب المجند·

 

إخفاء الحقائق

 

يرى "فيسك" أن الإعلام والسياسة غالبا ما يخفيان الحقائق، ويستعين هنا بمثال من "مذبحة الأرمن" على يد الأتراك في العام 1915 حيث يروي تفاصيل لشهود عيان عاصروا المذبحة، من الأرمن الذين يعيشون في العراق وسورية ولبنان، بالنسبة "لفيسك" فإن الأرمن ذاقوا ويلات أول إبادة جماعية في التاريخ الحديث، لكن لا أحد يرغب في إثارتها حين يأتي الحديث عن المجازر البشرية في التاريخ·· ولا حتى البابا "جون بول" الثاني الذي هاجمته الصحافة التركية حين أشار الى تلك المجزرة يوما ما، كما تتعرض وسائل الإعلام للضغوطات السياسية المختلفة وذلك لحجب حقائق تاريخية كهذه·· وكما حدث مع محطة الـ B.B.C·· وللكثير من المؤرخين والكتاب، بل وحتى ساسة بارزون مثل الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" الذي رفض التعليق على سؤال حول مذبحة الأرمن وذلك في أثناء مؤتمر صحافي في بيروت في العام 1999·

حظيت "فلسطين" والقضية الفلسطينية بنصيب الأسد من كتاب "روبرت فيسك" الذي قدم وصفا تفصيلا للقضية بدءا بوعد "بلفور" والى يومنا الحاضر، ولم يخل وصف "فيسك" من نقد للسياسة الأمريكية· التي يتفق "فيسك" مع العرب بأنها سياسة المكيالين·· والتي تصنف الأصدقاء بكونهم أولئك الذين يتفقون مع السياسة الأمريكية وبالطبع الإسرائيلية، بينما يصنف الأعداء بأنهم المعارضون لتلك السياسة، ويستعرض "فيسك" تفاصيل المؤتمرات التي جمعت الفلسطينيين والإسرائيليين بدءا بمؤتمر "مدريد" في العام 1991، وأيضا مؤتمر "أوسلو" الذي أعاد الرئيس الفلسطيني "عرفات" بطلا بين شعبه في غزة·

 

العرب والاسرائيليون

 

يلتقى "فيسك" في غزة مواطنين فلسطينيين وإسرائيليين، كل يحمل فلسفته الخاصة التي يرى أنها تؤمن لها البقاء· بالنسبة للإسرائيليين فإنهم يرون أنهم إذا ما بقوا فإنهم أقوياء، بينما إذا هم انسحبوا فإن في ذلك تعبيرا عن الضعف، أما العرب فقد رصد "فيسك" فلسفة الانتحاريين التي وصفها "حسن نصر الله" في لقائه مع "فيسك" بأنها الطريق نحو حياة خالدة لا موت فيها، أما الفلسطينيون الأقل تطرفا من "نصر الله" فهم يبررون فلسفة الانتحاريين بكونها تعبيرا منطقيا نابعا من يأس الفلسطينيين من العدالة الدنيوية، ولجوئهم للعدالة السماوية، ووفقا لإحصاءات وكالة "أمنستي" فقد بلغ عدد الإسرائيليين الذي سقطوا من جراء العمليات الانتحارية 350 مدنيا في 128 هجوما انتحاريا وذلك ما بين عامي 2000 و2002·

يروي "فيسك" في فصل كامل مأساة الجزائر مع الحروب والاحتلال والعنف، حيث دشنت حرب الاستقلال في العام 1954 بداية الجزائر الحديثة، هذا البلد الذي استطاع الإسلام الأصولي أن يخترقه رغم الثقافة الفرنسية المتحررة والتي لا تزال تسيطر على المناخ الجزائري، ومثلما جاء الفرنسيون من قبل "لمساعدة" الجزائريين في مقاومة المتمردين الوطنيين، جاءت أمريكا اليوم بالحجة نفسها، لتخليص الجزائر من نفوذ "القاعدة" الآخذ في التنامي منذ الفوز الساحق لجبهة الإنقاذ في الانتخابات الجزائرية في العام 1992، حيث قامت القوات الأمريكية الخاصة بعمليات "تطهير" عسكرية في الجنوب الجزائري·

بالنسبة للجزائريين الذين التقاهم "روبرت فيسك" فإن الديمقراطية في الجزائر قد انتهت في الثاني عشر من يناير عام 1992، حين طبقت الحكومة القوانين العسكرية إثر فوز جبهة الإنقاذ، فحكومة ما بعد الاستقلال هي بنظر أولئك حكومة ديكتاتورية مارست كل صنوف التعذيب والاضطهاد التي مارسها الفرنسيون من قبل، وبالنسبة لأغلب الجزائريين فإن الحكومة تحاول إقناع الشعب الجزائري بجدوى الانتخابات المتتابعة على الرغم من القوانين العسكرية· إلا أن ذلك لم يؤد الى نتيجة إيجابية خاصة في ظل الفوز الذي يحققه الرئيس الجزائري بنسبة تتطابق في أرقامها مع نسب الأنظمة الديكتاتورية، والتي غالبا ما تقارب الـ %100، حيث حصل الرئيس الجزائري على %98,3·

يغوص "فيسك" في وحل الحرب التي حررت الكويت، ويستعرض في البداية بعضا من المناظرة غير المباشرة بين الملك فهد، وبين "صدام حسين"، كل يصر على أن الله في صفة، وأن الحق معه، ثم يعرض تفاصيل العلاقة بين السعودية والعراق إبان الحرب العراقية الإيرانية، وحجم التكلفة المالية التي تكبدتها السعودية في مؤازرتها للعراق في حربه، وهو يرى أن هذه الحرب قد طرحت وبشكل واضح وعلني ظاهرة "هم" و"نحن" التي حمل رايتها تيار الإسلام السياسي الذي لم يكن يخفي رفضه وامتعاضه من التواجد الأمريكي في أرض الحرمين، وهو رفض أصبح الجميع في السعودية يتحدث عنه وإن كان بدرجة من التحفظ حين يخرج من مسؤولين في الحكومة، كما حدث في حوار "فيسك" مع أحد موظفي إدارة الهجرة في السعودية الذي التقاه "فيسك" في الظهران، وذلك حين ترك الموقع بعد أن اشتد النقد للسياسة السعودية·

أما في الخفجي حيث دارت أولى المعارك الطاحنة فقد استغرب واستنكر "فيسك" تلك الرقابة التي فرضت على كل المراسلين، الى درجة تدخل الإدارة العسكرية في تفاصيل ولغة ما يبعث به هؤلاء وذلك قبل التصريح بإرساله·

 

احساس بالخديعة

 

يرى "روبرت فيسك" من خلال ما رصده في أثناء لقائه بعراقيين وكويتيين وسعوديين بالإضافة الى تلك القصاصات التي جمعها من تصريحات الساسة الأمريكيين والإنجليز، أن الجميع يحس بالخديعة· الكويتيون يشعرون بأنهم خدعوا من الفلسطينيين الذين تابع "فيسك" ملاحقة أجهزة الأمن الكويتية لهم بعد التحرير، والعراقيون يرون أنهم كذلك خدعوا بالوعود الأمريكية وذلك حين تخلى هؤلاء عن نجدتهم في انتفاضة الجنوب، أما السعوديون فقد شعروا بالخديعة في تبرير نظامهم لأسباب دعمه للعراق في حربه ضد إيران، لذلك فإن "فيسك" يرى هنا أن أزمة الشرق الأوسط بأكمله تتقلب فصولها وتتداخل تماما كما تتغير طبقات الأرض بفعل الهزات الزلزالية، ففي كل عقدين تحدث هزة في المنطقة تحدث تغيرات عنيفة في شكلها ونظامها الخارجي·

ثم يخصص "فيسك" فصلا كاملا يروي فيه تجربته الشخصية داخل الكويت المحررة، يجول في أثنائها في أحياء الكويت ليشهد الغضب الكويتي على الفلسطينيين، ومعاناة أهل الأسرى والمفقودين، يتجول من حولي، الى القرين، وصباح السالم، والعبدلي، ثم يصف بإسهاب جريمة الغرب كما أسماها في طريق الموت بالمطلاع، كما يتهم أمريكا بالذات بأنها قد خالفت اتفاقية جنيف وذلك بتجاهلها دفن القتلى العراقيين وفقا لعاداتهم، وقد بلغ هذا التجاهل ذروته من خلال الامتناع عن إحصاء عدد القتلى من القوات العراقية في حرب 1991·

 

حرب 1991

 

بالنسبة "لفيسك" فإن إرهاصات حرب 1991 هي أهم من الحرب ذاتها، وخاصة انعكاساتها على القضية الفلسطينية، والحرب اللبنانية، لذلك فهو يأخذنا في جولة مشوقة يرصد في أثنائها بعضا من تلك الانعكاسات، ثم يتوقف طويلا عند اتفاقيات السلام العربية - الإسرائيلية وفي كل مرة كان يتنقل بين محطات التاريخ القريب والبعيد، ويربط بين أحداث تجرى في سورية ولبنان والعراق وفلسطين بعد حرب عام 1991، وأحداث جرت فيما بين الحربين العالميتين·

منوها الى أن التعريف الأمريكي للإرهاب لم يبدأ من الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001، وإنما كانت بدايته في أكتوبر عام 1983، يوم تفجير مبنى المارينز في بيروت، حينها أعلن نائب الرئيس الأمريكي آنذاك "جورج بوش الأب" بأن الولايات المتحدة لن تسمح لبعض الإرهابيين الجبناء أن يؤثروا في سياسة أمريكا الخارجية·

 

أكبر عملية انتحارية في التاريخ

 

ينتقل بنا "روبرت فيسك" الى أكبر عملية انتحارية في التاريخ، يوم الحادي عشر من سبتمبر، ويستعرض بعضا مما كتبه شخصيا آنذاك، حيث يرى أنه من الغبن أن يتم تجاهل كل تاريخ منطقة الشرق الأوسط، من سقوط الامبراطورية العثمانية، الى وعد بلفور والحروب الإسرائيلية العربية، والقمع الإسرائيلي للفلسطينيين، بسبب حادثة واحدة، كما يرى "فيسك" أن التاريخ غير منصف بهذا الصدد، فبينما تجند كل أجهزة الإعلام العالمية للدفاع عن ضحايا مركز التجارة، فإن أحدا لا يتذكر تاريخا آخر، وبالتحديد في السادس عشر من سبتمبر عام 1983·· حين أبادت القوات الإسرائيلية بقيادة "شارون" ومساعدة الكتائب المئات من الأطفال والنساء والشيوخ في مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت·

بالطبع فإن "فيسك" لا ينسى أن يشير الى مشكلة العالم الحقيقية الآن، والتي تتعلق بالتسلح النووي، حيث يستعرض في ختام كتابه جوانب كثيرة لهذه المشكلة، ثم يختم كتابه قائلا بأن بإمكننا أن نتجاوز التاريخ، وأن نضع خطوطا حيث شئنا، ففي الغرب شكلت الأعوام من 1918 إلى 1945 بدايات جديدة بالنسبة لنا، ونحن الآن نطلب الشيء نفسه لشعوب الشرق الأوسط، لكننا لن نستطيع، لأن اللاعدالة التاريخية تحيطهم من كل جانب، ثم يعرض فقرة لأحد المسؤولين الفرنسيين في الجزائر يقول فيها ما يلي: "نحن حقا لن نستطيع أن نتجنب التاريخ·· لأننا منغمسون فيه حتى النخاع، لكن بالإمكان أن نناضل من خلال التاريخ لنحافظ على الجانب الجيد للإنسان، فالأمم الحديثة مدفوعة بقوى عظيمة في مسار القوة، فهم ليسوا بحاجتنا الآن، بل هم يسخرون من محاولاتنا تعطيل مسارهم·

بعض من قرأ كتاب "روبرت فيسك" يصر على أنه لم يأت بجديد، ففي كتاب ضخم تقارب صفحاته 1300، لم يكن هنالك معلومة جديدة أثارها "فيسك" وهم قد يكونون محقين في ذلك، لكن المتعة في كتاب "حرب الحضارة العظمى" قد لا تكون في المعلومة وحسب، وإنما هي من ذلك التسلسل الرائع، والوصف الثرى لأحداث الشرق الأوسط، بالإضافة الى كم من اللقاءات والتجارب الشخصية التي خاض غمارها، كاتب ومراسل وصحافي طوال سنوات تواجده على خطوط النار في أكثر مناطق العالم سخونة وحساسية·

 

                

              

 

 

طباعة