رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8 صفر1427هـ - 8 مارس 2006
العدد 1718

إذا أرادت واشنطن مساعدة العراق...
يجب الإعلان عن موعد للانسحاب وأن لا قواعد عسكرية دائمة

·     الخطأ الأمريكي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية هو عدم تقدير المشارع القومية للآخرين

·      حان الوقت أن تصغي إدارة بوش لأصوات المواطنين العراقيين العاديين

 

بقلم: نيكولاس كريستوف

أتيحت لي الفرصة للاطلاع مؤخرا على أنباء مثيرة لخيبة الأمل من العراق، فقد أظهر استطلاع جديد للرأي أن 88 في المئة من السنة يؤيدون الهجمات ضد القوات الأمريكية·

وهكذا، فإن المشكلة الأكبر للولايات المتحدة، في المثلث السني على الأقل، ليست في سورية أو أبو مصعب الزرقاوي، بل في المواطنين السنة الذين تسعدهم رؤية جنودنا وهم يتعرضون للتفجير بالقنابل·

فكيف نتعامل مع هذا الأمر؟ أولا يجب علينا الإعلان بأننا لن نحتفظ بقواعد عسكرية أمريكية على الأراضي العراقية·

وثانيا، علينا الإعلان عن موعد محدد لسحب كل قواتنا من العراق، ولنقل - مثلا - في آخر يوم من عام 2007·

فمثل هذه الخطوات من شأنها طمأنة المواطنين العراقيين الذين لديهم شكوك من أن الولايات المتحدة تطمع بالنفط العراقي وتخطط لإقامة قواعد عسكرية ثابتة هناك، ومن شأن ذلك سحب الرياح من أشرعة المتمردين·

ومع ذلك، فقد حمل الاستطلاع الذي أجري لصالح منظمة: World Publicopinion. ORG بعض الأنباء السارة للرئيس جورج دبليو بوش، فقد قال أكثر من ثلاثة أرباع العراقيين إن إسقاط نظام صدام يستحق المتاعب التي تعرضوا لها، وقال 64 في المئة منهم إن العراق يسير الآن، في الاتجاه الصحيح·

ولكن 80 في المئة من العراقيين قالوا إن الولايات المتحدة تسعى لإقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق (وهم - بصراحة - محقون في ذلك)، بينما دعا 70 في المئة منهم الى انسحاب أمريكي كامل خلال عامين·

 

شكوك

 

لقد حان الوقت للإصغاء جيدا الى العراقيين الذين يعرفون بلادهم أفضل منا، فقد قال 64 في المئة ممن استطلعت آراؤهم إن الهجمات العنيفة سوف تتراجع بعد الانسحاب الأمريكي، وبالنسبة للسنة الذين من المفترض أنهم يشكلون غالبية عناصر التمرد، فإن هذه النسبة ترتفع الى 86 في المئة·

وقد أجريت استطلاعات أخرى وأظهرت نتائج مماثلة تقريبا، أي أن العراقيين تساورهم الشكوك تجاه نوايانا ويريدون لنا الانسحاب·

وربما كان الخطأ الأكبر الذي ارتكبناه منذ الحرب العالمية الثانية هو فشلنا في تقدير المشاعر القومية حق قدرها، سواء كان ذلك يتعلق بالصين أو جنوب شرق آسيا أو أمريكا اللاتينية أو - الآن - العراق، وبالنظر الى أصول الولايات المتحدة - حيث التمرد الذي غذته السياسات الخرقاء للملك جورج الثالث الذي لم يفهم المشاعر القومية للأمريكيين أبدا - فربما يفترض المرء أننا سنكون أكثر حساسية لمثل هذه المشاعر، ولكن القوى العظمى عبر التاريخ، غضت البصر دائما عن المشاعر الوطنية والقومية·

وربما تكون أكبر حماقة نرتكبها هي رفضنا الإعلان عن عدم عزمنا إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق، إن ترك هذا الخيار مفتوحا يصعد العداء لنا ويزيد من مخاطر تفكك العراق ويؤدي الى سقوط المزيد من الضحايا الأمريكيين، ومثل هذا الهدف لا يستحق كل هذا الثمن·

وبالنسبة الى الانسحاب، أعتقد أن تنفيذه بشكل فوري سيكون قرارا غير مسؤول ويقود الى وضع أسوأ في العراق، ولكن وضع جدول زمني على مدى عامين - مثلا - للانسحاب، من شأنه إعطاء قوات الأمن العراقية الوقت الكافي لتعزيز قدراتها ويضعف الورقة الأقوى بيد المتمردين، بأنهم يدافعون عن الوطن من الغزاة الامبرياليين· ومن شأن وضع جدول زمني أن يزيد الضغوط على السياسيين العراقيين للتعاون ويجعل الولايات المتحدة شريكا، بدلا من أن تكون كبش فداء وطنيا· صحيح أن العراقيين لن يثقوا تماما بما سوف نعلنه، ولن يلقي المتمردون أسلحتهم، ولكن ليس بوسع هؤلاء المتمردين مواصلة نشاطهم دون التأييد الضمني من المواطنين العاديين، وخاصة في المناطق السنية، والاستطلاع أظهر أن الكثير من هؤلاء العراقيين سيكونون أقل عداء للولايات المتحدة إذا وضعت جدولا زمنيا للانسحاب·

 

أفضلية استراتيجية

 

وكما قال الجنرال جورج كيسي، قائد القوات الأمريكية في العراق أمام الكونغرس في الخريف الماضي، فإن بدء تقليص الوجود العسكري الأمريكي "سيبدأ في سحب عنصر مهم يغذي التمرد"· وكذلك الجنرال جون أبي زيد الذي يجيد اللغة العربية ويعرف منطقة الشرق الأوسط جيدا، قال إن "علينا أن نوضح لشعوب المنطقة أن لا خطط لدينا للسيطرة على أراضيهم أو مواردهم"·

وقد أصاب أبي زيد في ذلك، ويجب علينا الآن أن نعلن تخلينا عن حلم إقامة قواعد دائمة في العراق، ولدينا تجربة مماثلة في المملكة العربية السعودية، حيث تمسكنا بالقواعد العسكرية هناك لأننا اعتقدنا أن تلك القواعد تمنحنا أفضلية استراتيجية ومرونة، لكن تلك القواعد أثارت استياء الوطنيين السعوديين وأعطت الأصوليين من أمثال أسامة بن لادن ذريعة لتجنيد الأنصار· وبدلا من أن تعطينا تلك القواعد أفضلية، خلقت لنا الأعداء، وها نحن نكرر الخطأ ذاته في العراق·

إن الفشل الاستخباراتي الأكبر للمحافظين الجدد في العراق لم يكن الافتراض بأن صدام يمتلك أسلحة الدمار الشامل، بل هو القناعة التي عبر عنها نائب الرئيس ديك تشيني بأن "الأمريكيين سيقابلون بالترحاب في العراق كقوة تحرير"· فكل من أتيحت له فرصة زيارة العراق والتحدث الى المواطنين العاديين، يعرف أن ذلك مجرد هراء، ولكن يبدو أن إدارة بوش لم تستمع أبدا لأصوات المواطنين العراقيين ولم تحسب حسابا للمشاعر الوطنية للعراقيين·

وأخشى ألا تفعل هذه الإدارة ذلك أبدا·

"عن انترناشيونال هيرالدتريبيون"

طباعة  

إسماعيل هنية مرشح حماس لرئاسة الحكومة الفلسطينية:
نعترف بإسرائيل إذا اعترفت بالدولة الفلسطينية في حدود 67

 
تمارس عمليات التعذيب والقتل الجماعي
فرق الإعدام التابعة لوزارة الداخلية تضع العراق على شفا حرب أهلية