رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 ربيع الأول 1427هـ - 5 أبريل 2006
العدد 1722

الأحزاب الإسرائيلية... وسائل مختلفة وأهداف موحدة

         

 

·        بعض الأحزاب الإسرائيلية  تدعو علانية لاستخدام القوة لطرد الفلسطينيين من أراضيهم

·         فاز حزب كاديما الوليد بالانتخابات الإسرائيلية لرغبة الإسرائيليين في السير على الطريق الذي رسمه لهم شارون (مهندس عمليات الاستيطان والبلدوزر) الذي يهابه الفلسطينيون كما يصوره الإسرائيليون

·       إيهود أولمرت يرى أن الفلسطينيين  يسوا ناضجين للقبول بتسوية مرضية للطرفين حول موضوعي القدس واللاجئين

·         تتفق الأحزاب الإسرائيلية على رفض التفاوض مع السلطة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم و على حتمية بقاء القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة إسرائيل

·         لم تتجاوز نسبة المقترعين 65% بينما كانت في الانتخابات الإسرائيلية الأولى عام 1949 قد بلغت 90% يعطي مؤشراً بانخفاض حماس المواطن الإسرائيلي للمشاركة في تحديد مستقبل بلاده السياسي

 

دراسة من إعداد: عبدالله عيسى الموسوي*

في 2006/3/28م أقيمت الانتخابات التشريعية الإسرائيلية وسط أجواء مغايرة عما كانت عليه في الأعوام السابقة، وتجلى ذلك في أمور ثلاثة نوجزها بالنقاط التالية:

- غياب مؤسس حزب كاديما عن الحياة السياسية بعد إصابته بجلطة دماغية قاتلة وهو الذي كان يراهن عليه الإسرائيليون لإقامة الحدود الدائمة لدولة إسرائيل وهو الأمر الذي طال انتظاره منذ قيام الدولة عام 1948م·

- فوز حركة المقاومة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وبالتالي تشكيلها حكومة معارضة لمبدأ المفاوضات المذلة مع الحكومة الإسرائيلية مما يشكل تحدياً كبيراً للحكومة المقبلة·

- انهيار نظام المنافسة الثنائية التقليدية بين حزبي العمل والليكود حيث بدا ذلك واضحاً بعد إعلان النتائج التي أطاحت بحزب الليكود بالمرتبة الخامسة بينما لم يحصل حزب العمل إلا على 20 مقعداً بينما فاز في الانتخابات حزب كاديما الذي لا يتجاوز عمره بضعة أشهر ويعاني من تفكك في قيادته مما يشكل سابقة تحدث للمرة الأولى منذ قيام دولة إسرائيل·

وفي دراستنا الموجزة هذه، سوف نركز على أمرين اثنين: 

- عرض تحليلي لنتائج الانتخابات الإسرائيلية·

- قراءة في فكر الأحزاب الإسرائيلية وعددها 31 حزباً·

 

عرض تحليلي لنتائج الانتخابات الإسرائيلية·

 

في 2006/3/28 توجه المواطنون الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب الكنيست السابع عشر منذ قيام دولتهم وسط أجواء من التلبك والبلبلة لم يسبق لها مثيل في أي انتخابات سابقة· وانعكست هذه الأجواء في الإقبال المنخفض على التصويت والتردد حتى اللحظة الأخيرة لدى نسبه لا يستهان بها من المواطنين في اختيار القائمة التي سيصوتون لها، مما أدى إلى تناقضات غير عادية في نتائج الاستطلاعات التي عادة ما يؤخذ بها لدقتها وانخفاض نسبة الخطأ فيها·

وبلغ عدد من يحق لهم التصويت 4.5 مليون ناخب· و بلغ عدد العرب منهم 583 ألفا %13·

وبدا أن نسبة التصويت سوف تكون الأقل في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية حيث لم تتجاوز %65 بينما كانت في الانتخابات الإسرائيلية الأولى عام 1949م قد بلغ %90 مما يعطي مؤشراً بانخفاض حماس المواطن الإسرائيلي للمشاركة في تحديد مستقبل بلاده السياسي·

وفي ساعات الصباح الأولى بعد إغلاق صناديق الاقتراع، بدأت النتائج بالظهور تباعاً إلى أن أعلن رئيس حزب كاديما بالوكالة (إيهود ألمرت) فوز حزبه بالانتخابات بصورة مؤكدة وإعلان رؤساء حزبي العمل والليكود الهزيمة أمام أنصارهم·

وفيما يلي، النتائج شبه النهائية للانتخابات (بعد فرز %99 من الأصوات)·

- حزب كاديما 28 مقعداً، حزب العمل 20 مقعداً، حزب شاس 13 مقعداً، حزب إسرائيل بيتنا 12 مقعداً، حزب الليكود 11 مقعداً، الأحزاب العربية 10 مقاعد، حزب المفدال 9 مقاعد، حزب المتقاعدين 7 مقاعد، حزب يهودية التوراة 6 مقاعد، حزب ميرتس 4 مقاعد، المجموع الكلي 120 مقعداً هي مقاعد الكنيست الإسرائيلي·

وكما يحدث في كل انتخابات إسرائيلية، يفاجأ الجمهور والمراقبون بنتائج ومعطيات غير تقليدية تستحوذ على المعركة الانتخابية ونتائجها· ومن أبرز المفاجآت في انتخابات الكنيست السابع عشر ما يلي:

- حزب المتقاعدين (7 مقاعد): وهو حزب قديم في إسرائيل، لم يحظ من قبل بأي مقعد في الكنيست مما حدا ببعض أعضائه لطلب الانضمام تحت مظلة حزب العمل الذي وعد بتبني مطالب المتقاعدين كاملة ولكن عددا كبيرا من أعضائه رفضوا ذلك وأسسوا قائمة بقيادة رجل الأعمال رافي إيتان البالغ من العمر 79 عاماً، وإيتان محارب قديم في التنظيمات الصهيونية المسلحة وارتبط اسمه بعدة مجازر ضد العرب كما كان عضواً في جهاز المخابرات لسنوات طويلة·

وبعد فوزه الذي تم بصورة مفاجئة بسبعة مقاعد، يقوم قادته حالياً بصياغة برنامج سياسي جديد لحفظ حقوق المتقاعدين الإسرائيليين·

- حزب إسرائيل بيتنا (12 مقعداً): في الكنيست السابق تمثل هذا الحزب بثلاثة مقاعد فقط وهو حزب عنصري في أطروحاته المتمثلة في التخلص من العرب في إسرائيل واشتراط أدائهم لقسم الولاء قبل الحصول على الجنسية· كما يركز الحزب إعطاء اليهود الروس لحقوقهم الذين يعانون من التمييز الطبقي في إسرائيل ولا يجدون من يدافع عنهم بالرغم من كثرة عددهم وجاء برنامج هذا الحزب ملبياً لطموحاتهم وعليه قاموا بمنحه ثقتهم وحصل على 12 مقعداً·

- حزب شاس (13 مقعدا) وهو حزب ديني متطرف، يكن العداء للعرب بشكل علني ممارسة وقولاً وبالرغم من مثول ستة من قادته أمام المحكمة بتهم الفساد والتلاعب بأموال الجمهور إلا لأنه فاجأ الجميع وحصل على 13 مقعداً·

- حزب شنوي ( صفر مقعد ) وهو الحزب الذي كان مفاجأة الانتخابات السابقة بحصوله على 15 مقعداً ولكن حصلت خلافات عديدة بداخلة وانقسم لقسمين كل منهما يكيل التهم والشتائم للآخر· فقرر الجمهور معاقبة الحزب ولم يحصل في الانتخابات الأخيرة على أي مقاعد·

- حزب الليكود (11 مقعداً ) خسر حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو مكانته كحزب أول في إسرائيل وأصبح الخامس بعدما قاده شارون في الانتخابات السابقة للفوز بـ 38 مقعداً وبدأت الضغوط تنهال على نتنياهو للاستقالة وإعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب الذي كان ذا مكانة كبيرة في إسرائيل منذ نشأته·

أما لماذا فاز حزب كاديما الوليد بالانتخابات الإسرائيلية فإن ذلك يعود بالدرجة الأولى لرغبة الإسرائيليين في السير على الطريق الذي رسمه لهم شارون (مهندس عمليات الاستيطان والبلدوزر الذي يهابه الفلسطينيون كما يصوره الإسرائيليون) خصوصاً عندما أطلق خطته للانسحاب من قطاع غزة·

أم بالنسبة إلى خلفه أولمرت الذي سيتولى رئاسة الوزراء قريباً فهو ليس معنياً بشكل حقيقي في المفاوضات مع الفلسطينيين بدعوى أنهم ليسوا ناضجين للقبول بتسوية مرضية للطرفين حول موضوعي القدس واللاجئين· وهو في الواقع يريد _ كما جاء في تصريحات صحافية متفرقة على لسانه _ الاتجاه نحو خطوات أحادية الجانب ينسحب بها من نصف الضفة الغربية كل يؤجل التسوية الدائمة· وهو مستعد الآن أن تقوم دولة فلسطينية تفاوضه بعد 5 - 6 سنوات على التسوية الشاملة·

كما لا يختلف أولمرت عن سابقيه بكونه يمارس الإرهاب العلني بحق الفلسطينيين حيث شهد العالم أجمع الممارسات الإجرامية بحق الأبرياء وجرائم الاغتيال الذي أمر بتنفيذها خلال فترة توليه رئاسة الوزراء بالوكالة· وكما جاء في خطابه بعد ساعات من إعلان فوز حزبه بالانتخابات فإنه طلب من الفلسطينيين التنازل عن أحلامهم في سبيل إقامة دولتهم وهذا يعني بلغة الأرقام أن إسرائيل لن تقبل بتنازل منظمة التحرير الفلسطينية عن %78 من أرض فلسطيين التاريخية بعد توقيع اتفاق أوسلو ولكنه يريد التفاوض وتقديم التنازلات على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة التي تبلغ مساحتها %22 من الأرض التاريخية·  

قراءة في فكر الأحزاب الإسرائيلية وعددها 31 حزباً·

في دولة مثل إسرائيل، فإن الأحزاب السياسية هي التي تعبر عن الرأي العام في الدولة بصورة كبيرة حيث الحياة السياسية هناك قائمة على مبدأ التعددية الحزبية·

وفيما يلي، قراءة في برنامج وأهداف الأحزاب الإسرائيلية الرئيسية وهي التي خاضت الانتخابات الأخيرة ويبلغ عددها 31 حزباً حيث سنعرض أهم ما جاء في أهداف تلك الأحزاب والتي لها تأثير على المجتمع الإسرائيلي وذلك في سبيل إعطاء انطباع عام عن كيفية تفكير المجتمع الإسرائيلي· مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تعرضنا للبرامج الاقتصادية والاجتماعية لتلك الأحزاب·  

- حزب كاديما: هو أحدث الأحزاب الإسرائيلية وأسسه أرييل شارون بعد انسحابه من حزب الليكود ومن أهم مبادئ الحزب ( التزام إسرائيل بخريطة الطريق لكن بشروط محددة، ستبادر إسرائيل بخطوات أحادية لترسيم نهائي لحدودها، تقام الدولة الفلسطينية شريطة عدم مساسها بأمن إسرائيل، القدس عاصمة أبدية وموحدة لدولة إسرائيل، يحق لإسرائيل الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية)· 

- حزب العمل: وهو الحزب المؤسس للحركة الصهيونية قبل 110 سنوات ومؤسس الدولة، ومن أهم أهدافه ( يدعو لاستئناف عملية المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني والالتفاف على حركة حماس، محاربة الإرهاب كما لو أنه لا توجد مفاوضات وإدارة المفاوضات كما أنه لا يوجد إرهاب وإذا فشلت المفاوضات حسب تصور الحزب فإنه يتم اللجوء للخيارات أحادية الجانب، يدعو الحزب لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م لكن بشرط وجود كتل استيطانية منتخبة في بعض مناطق الضفة الغربية، بالنسبة إلى دينة القدس تكون السيادة عليها غير موحدة بحيث يتم تقاسم السيادة مع الفلسطينيين ولكن مع احتفاظ إسرائيل بالسيادة على المسجد الأقصى )·

- حزب الليكود: كان حتى قبل الانتخابات الأخيرة أقوى حزب في إسرائيل ويتضمن برنامجه التالي (لا لدولة فلسطينية مابين نهر الأردن وإسرائيل والحل هو إقامة حكم ذاتي للفلسطينيين تحت استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية، لا لتقسيم القدس عاصمة إسرائيل الأبدية ولا يمكن إزالة أي مستوطنة من الضفة الغربية)·

- حزب شاس: هو حزب اليهود الشرقيين المتدينين تأسس سنة 1948م ولا يوجد لهذا الحزب برنامج واضح ولكنه يستمد تعاليمه من قائده الروحي عوفاديا يوسف ولكن الحزب بصفة عامة يركز على ضرورة سيادة الطابع اليهودي الديني على كل جانب الحياة في إسرائيل ويدعو لإنهاء التمييز العنصري الذي يقع ضد اليهود الشرقيين·

- حزب المفدال: وهو اتحاد أحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل التي تمثل المستوطنين في المناطق المحتلة بكل تياراتها الدينية ومن أهم النقاط في برنامجه السياسي (أرض إسرائيل الكاملة هي الوطن القومي لليهود في كل العالم ولا مكان فيها لدولة فلسطينية، يحق لليهود الاستيطان في أي مكان ولا يحق إزالة مستوطناتهم بعد ذلك، يجب تشجيع الفلسطينيين على الهجرة للخارج مقابل التعويضات، الاهتمام بالثقافة اليهودية في المدارس وتقديس الشعارات والرموز الإسرائيلية الرسمية )·

- حزب إسرائيل بيتنا: حزب لليهود الروس أسسه عام 2002م أفيغدور ليبرمان وهو حزب علماني من أهم ما جاء في برنامجه الانتخابي: (تسوية الصراع مع الفلسطينيين على أساس مبدأ تبادل السكان بحيث تتنازل إسرائيل عن كل المناطق المأهولة بالسكان العرب لصالح الدولة الفلسطينية مقابل تنازل الفلسطينيين عن المناطق المحتلة المأهولة بالاستيطان اليهودي في الضفة الغربية )·

- حزب يهدوت هتوراة: لا يطرح هذا الحزب أي برامج سياسية خارجية ولكنه يركز على القضايا الدينية ويسعى دائماً للحصول على الدعم المالي الحكومي لدعم ميزانيات المدارس والمؤسسات الدينية في المجتمع الإسرائيلي·

- حزب ميرتس: هو حزب يساري صهيوني لا يحظى بدعم كبير لأنه يدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وإخلاء المستوطنات فيها وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ما عدا الأحياء اليهودية·

- الأحزاب العربية التي تمثل عرب 1948م وهي تتمثل في أربع قوائم ولكن برنامجها يكاد يتشابه بصورة كبيرة وهي تركز على (إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة، إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين)·

- حزب شنوي: تركز أجندة هذا الحزب الذي تأسس عام 1973م على القضايا الاجتماعية والاقتصادية مع التركيز على ضرورة فصل الدين عن الدولة، أما بالنسبة إلى الصراع للصرع مع الفلسطينيين فإن الحزب يؤيد قبول مشروع خريطة الطريق من دون تحفظات·

- حزب حيتس: وله المبادئ نفسها لحزب شنوي مع وجود اختلاف طفيف·

- حزب حيروت: حزب متشدد يدعو لعدم التنازل عن متر واحد من أرض فلسطين ويعدو لإعلان السيادة الإسرائيلية الكاملة على كامل الأرض من النهر إلى البحر، ويدعو لترحيل الفلسطينيين سواء بالترغيب المالي أو بالترهيب·

- حزب تسومت: وهو حزب يميني متشدد تأسس عام 1983م ويدعو إلى تعميق سياسة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين حتى يصابوا بالإحباط ويعادوا أرض إسرائيل·

- حزب الجبهة اليهودية القومية: هو حزب متطرف يعتبر واجهة للعديد من الحركات الإسرائيلية المحظورة ويدعو في برنامجه السياسية لممارسة سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين وأنه في حال فشل هذه السياسة فإنه لا بديل عن القوة لإخراجهم من أرض إسرائيل·

- وهناك أحزاب أخرى صغيرة لا تطرح برنامجا سياسيا ولكنها تركز على قضايا داخلية من الاهتمام بالبيئة ومساواة الرجال بالنساء وتلك التي تهتم بمستقبل ومصير فئات محددة مثل حزب مستقبل واحد الذي يهتم باليهود الفلاشا على سبيل المثال وتلك التي تهتم بالأحياء الفقيرة مثل حزب عوز· ولكن هذا لا يمنع أن تحصل هذه الأحزاب على آلاف الأصوات ولكنها نسبة لا تؤهلها للحصول على مقاعد في المجلس النيابي وإن استثنينا من ذلك حزب المتقاعدين الذي كان مفاجأة الانتخابات الأخيرة بحصوله على سبعة مقاعد·

 

خلاصة الدراسة:

 

بعد هذه الجولة السريعة مع نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وأهم ملامح المبادئ السياسية للأحزاب الرئيسية في إسرائيل أعتقد أن أفضل خلاصة هي عنوان الدراسة: ( الأحزاب الإسرائيلية··· وسائل مختلفة··· وأهداف موحدة )·

فالأحزاب الإسرائيلية تعبر عن طبيعة الأزمات التي تمر بها الدولة، إذ تركز على القضايا الأمنية والاقتصادية والداخلية· ولكنها في المجال السياسي والعلاقة مع الفلسطينيين فإنها تتفق بصورة كبيرة على رفض التفاوض مع السلطة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم، كما تركز الأحزاب على حتمية بقاء القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة إسرائيل· وكذلك عدم الانسحاب من جميع الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل في أعقاب حرب عام 1967م وضرورة الاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري المخالف للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، مع الاحتفاظ بجميع الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية·

وتركز الأحزاب الرئيسية في برنامجها على ضرورة استخدام القوة المفرطة وهو التعبير المخفف للإرهاب ضد الفلسطينيين متى ما كان هناك مصلحة تتعلق بأمن دولة إسرائيل· وبالطبع، فإن الأحزاب الإسرائيلية لم تولِ قرارات الأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة أي أهمية تذكر في برامجها السياسية·

خلاصة الحديث أن الوقائع على الأرض هي التي يجب أن تكون مرجعيتنا في الحكم على الأحداث وهي وقائع تؤكد أن الإسرائيليين قد يختلفون على كل شيء ولكنهم يتفقون عندما يتعلق الأمر بممارسة الإرهاب على العرب والفلسطينيين، وهذا ما نأمل أن يعطيه الجميع أهمية قصوى ويكون قاعدة استراتيجية في التعامل مع الكيان الإسرائيلي الغاصب لأرض فلسطين·

 

* باحث في الصراع العربي _ الإسرائيلي

طباعة