في عدد "الكويت" لشهر أبريل يكتب منصور مبارك عن "الكراهية وأبلسة الآخر" مفتتحاً مقاله بمجازر التطهير العرقي في البلقان ورواندا، والكراهية المصوّرة في الفيلم السينمائي "فندق رواندا" ومتسائلاً عن حقيقة هذه النوازع الوحشية وما إذا كانت جزءا من الطبيعة الإنسانية، ويبني مبارك فكرته في تشخيص هذا الشعور على مقولات علم الاجتماع والتحليل النفسي والنظرة الفلسفية، كإعادتها الى سياقاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وبدايات تكوين صور الخير والشر كما في الأم تيريزا أو نقيضها ميلوسوفيتش·
وللوصول الى حقيقة الكراهية كشعور محرك لسلوك مدمر يذهب مبارك للتفريق بين الغضب سريع التلاشي والمنتهي بالندم، وبين الكراهية الموجهة الى طبقات أو جماعات والتي لا تنتهي إلا بإفناء الآخر ومحاولة أبلسته لتجريد الشعور وعزله عن الذات·
ويكتب مبارك في مقاله "ربما كان من المؤلم أن تلك الخطوات التي ينتهجها من يسلك درب الكراهية وبخاصة تلك التي تعمد الى تجريد الجماعات والطبقات، قد انتهت في فترات عديدة من تاريخ الإنسانية الى خلق أكثر المؤسسات الاجتماعية ظلماً، أي العبودية تحديداً· فاستعباد الفرد في مختلف الثقافات والحضارات كانت تتم بنزع إنسانيته لإعطاب أي مشاعر إنسانية تجاهه، ومن ثم تحويله الى محض سلعة تباع وتشترى"·
د· محمد الرميحي يقدم في عدد "الكويت" قراءة في كتاب "أوراق العمر" وهو السيرة الذاتية لعلي السمّان ويعلق على محطات من حياته كمرحلته السياسية في بدايات الخمسينات ودراسته في فرنسا وعلاقته أيامها بالثورة وبعبدالناصر، وفي ذلك يقول "قرر علي السمان الكاتب في فرنسا أن يبعث ببرقيتين واحدة لمحمد نجيب والأخرى لعبدالناصر، في الأولى أنحى باللائمة على فكرة نجيب ورفاقه قائلاً إن العودة الى الأحزاب هي (أكبر عملية نفاق في تاريخ مصر الحديث) وفي الثانية طالب عبدالناصر بعدم التخلي عن الثورة قائلا (إن الثورة لا تستقيل) وبعد أيام من إصدار البرقيتين، جاءت رسالة عاجلة تطالب علي السمان بالحضور الى باريس من أجل المثول أمام الملحق الثقافي المصري، كانت الإشارة واضحة أن (البيروقراطية) لم تعجبها برقية الطالب لمحمد نجيب، ولما لم يمتثل الطالب للأمر، جاءته رسالة أخرى تنذره بعظائم الأمور، إلا أن الصورة تغيرت في الوطن (مصر) فعاد عبدالناصر ورفاقه من جديد الى السلطة، فما كان من المسؤول الثقافي إلا أن جاء إلى وسط فرنسا وطرق على الطالب بابه بليل، كي يعتذر، ويبرر خطاباته السابقة بأنه أراد حمايته، ثم أردف (تعال نجند الطلبة للوقوف مع عبدالناصر) الأمر الذي رفضه الطالب المشاغب" ثم ينتقل الرميحي الى قراءة مواقف السمان في فرنسا وعلاقاته الواسعة مع مثقفيها، ويستخلص من حكايات "أوراق العمر" تأملات في الماضي كمحاولة للخروج من أزمات الحاضر الذي يعيشه العالم العربي·
يضم عدد "الكويت" لشهر أبريل قراءة تشكيلية في أعمال فواز الدويش الخزفية، وقراءة نقدية بقلم د· فايز الداية "نداء الأرض" في قصائد الشاعر عارف الخاجة، وتحقيق بقلم سلطان نجيب العميمي بعنوان "أدباء إماراتيون في الهند"، كما يكتب د· تركي المغيض "صورة العرب في مرآة الاستشراق الألماني"، وتدير الكاتبة عواطف الزين حواراً مع الشاعر اللبناني الجنوبي محمد علي شمس الدين، وفي زاوية "آفاق عالمية" يكتب د· فؤاد المرعي "الشعر في الأدب الصيني القديم"·
