رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 ربيع الأول 1427هـ - 5 أبريل 2006
العدد 1722

من خلال محطات الإذاعة والمواقع الإلكترونية المحافظة..(4)
إدارة بوش تشن حربا خفية ضد الصحافة الحرة

   

 

·         الشركات الكبرى تهيمن على الإعلام الأمريكي

·         مراسلو صحيفة واشنطن بوست الأربعة في العراق مدعومون بـ 24 عراقيا لحمايتهم

·         الصحافيون في الصحف الكبرى بعيدون تماماً عن نبض الشارع

·         منظمات الأخبار المحلية تستحق الثناء على تغطيتها الحرب في العراق رغم المخاطر والتكاليف

·        العراق والحرب فيه هو الموضوع الرئيس للصحافة الأمريكية

 

بقلم: مايكل ماسينغ*

كشف مكتب المساءلة الأمريكي عن أدلة على وجود حملة خفية تديرها إدارة بوش ضد الصحافة الحرة والمستقلة، لا لشيء إلا لعدم انخراطها في أجندة المحافظين الجدد·

وأشار التقرير الى أن الإدارة جندت الكثير من المواقع الإلكترونية وشبكات التلفزة (وخاصة محطة فوكس نيوز) ومحطات الإذاعة التي تغطي كل أنحاء الولايات المتحدة على مدار الساعة والتي كرست برامجها الحوارية مثل برنامج راش ليمبا الذي يصل عدد مستمعيه الى 24 مليون أمريكي، من أجل تخويف الصحافيين والمعارضين والتشكيك في مصداقيتهم·

وربما كان من أبرز الأمثلة على ذلك الحملة التي شنها قدامى المحاربين على المرشح الديمقراطي جون كيري والحملة التي تعرضت لها الصحافية جوديث ميلر لأنها شككت في الرواية الرسمية لإدارة بوش حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، الأمر الذي أدخلها السجن واضطرها بعد ذلك للاستقالة من صحيفة نيويورك تايمز، وكذلك المضايقات والاتهامات التي تعرض لها الصحافي الذي صور إعدام جريح عراقي في الفلوجة·

وحين نشرت مجلة نيوزويك وصحيفة نيويورك تايمز التقارير حول قيام الجنود الأمريكيين بتدنيس القرآن الكريم في معتقل غوانتنامو، نظمت محطة فوكس نيوز حملة غير مسبوقة ضدهما·

ومن الأدلة الأخرى التي عرضها "مكتب المساءلة" قيام إدارة بوش - في سابقة تاريخية - بحجب أكثر من 15 مليون وثيقة عن أعين الجمهور، بشكل يمثل انتهاكا واضحا لقانون حرية المعلومات، مما دفع باتحاد رؤساء تحرير الصحف لحض الصحافيين على التوجه الى القضاء لوقف هذه الممارسات·

لقد جعلت هذه الحملة، معظم الصحف الأمريكية أقل رغبة في الدخول بمواجهة مع البيت الأبيض، واختارت، بدلا من ذلك، خطا "متوازنا" في تغطياتها الصحافية·

ففي الشأن العراقي مثلا، وجهت الاتهامات بالانهزامية وعدم مساندة جنودنا في أوقات الحرب، مما وضع أي صحافي يتجرأ على انتقاد الحرب أو السياسة الأمريكية في العراق بعد سقوط صدام، في دائرة التشكيك والاتهام·

وعلى صعيد متصل، أورد تقرير مكتب المساءلة أنه لم يسبق في تاريخ الولايات المتحدة منذ وضع الدستور، أن كان للشركات الكبرى مثل هذه السطوة والنفوذ على السياسات الأمريكية في الداخل والخارج·

وكشف تقرير "مركز النزاهة العامة" أن إجمالي إنفاق الشركات على تشكيل مجموعات ضغط lobbies خلال الفترة من 98-2004 الى أكثر من ثلاثة مليارات دولار للدفاع عن مصالحها والتأثير في سياسات إدارة بوش، فمثلا، حين انتقدت الصحافية في صحيفة لوس انجلوس تايمز نانسي كليفلاند، تعسف شركة "وول مارت" في التعامل مع موظفيها، فصلت من عملها·

زوجات بائسات

وليس الاحتفال المئوي لمجلة تايم  سوى أحد الأحداث المهمة في الأجندة الاجتماعية للصحفيين· فأكثرها شهرة هو العشاء الذي يقيمه البيت الأبيض على شرف المراسلين· وهذه السنة، حضر المئات من كبار الصحافيين في البلاد في فندق هيلتون واشنطن للاختلاط مع مسؤولي البيت الأبيض وكبار الضباط العسكريين والمسؤولين في الحكومة  والدبلوماسيين والممثلين· وفيه انتقدت لورا بوش زوجها بشقاوة أسلوب مسلسل زوجات بائسات لعاداته في النوم باكرا ولمحاولته حلب حصان، الأمر الذي أعيد عرضة مرارا على أخبار التلفزة، لكن الذي لم يتم عرضه هووثوب الصحفيين ليقفوا ويصفقوا بشكل متحمس· ولاحقا، انضم الكثير من الصحافيين وضيوفهم إلى حفلة ما بعد العشاء التي استضافتها محطة بلومبرغ· ويصف دايفد كورن في موقعه الالكتروني بعنوان "ذا نيشن" وصوله مع مايك ايزيكوف من مجلة نيوزويك، ومورين داود من نيويورك تايمز والمحررة فيها جيل إبرامسن بالقول: "فحين رأى الصف الطويل خشي كورن من عدم تمكنه من الدخول لكن وفجأة حضرت أريانا هفنغتون وانطلقت بي ضمن حاشيتها"، ويضيف أن هفنغتون سألت كل من رأته مثل ويزلي كلارك وجون بودستا، عن رغبتهم في المشاركة في موقعها الإلكتروني  الجديد الذي يعج بالأثرياء والمشاهير·

بقي على جون ستوارت من برنامج" ذا ديلي شو"  تخيل ما كان يقوله الصحافيون والسياسيون لبعضهم خلال العشاء: "في الحقيقة كلانا نمثل حكم القلة المحصنة والتي يحدق بها خطر تغيير الوضع القائم،استمتع بعشائك"·

وقدم برنارد واينروب الذي يكتب في صحيفة نيويورك تايمز حول خبرته في تغطية أخبار هوليود للصحيفة في الفترة ما بين1991  و2005  وكيف اكتشف هوس الصحافيين بالمشاهير· وتحدث  عن كيفية بدء صداقته مع جيفري كاتزنبرغ (عندما كان رئيسا لاستديوهات والت ديزني) وعن انبهاره بمنزل المنتج دون ستيل المصمم كمزرعة، وعن ازدرائه للفجوة المالية الضخمة بين حاله وحال الناس الذين يغطي إخبارهم· واسترجع"انه وقف ذات مرة بجوار أحد الصحافيين الذي تحول لاحقا للإنتاج بينما كان ينتظر أحد موظفي الفندق لأحضار سيارة فورد أجرتها له شركته، عندها قال ذلك المنتج "لقد اعتدت قيادة مثل هذه السيارة" وعلى الرغم من خجلي الآن من قول هذا لكنني سرعان ما بدأت تصيد أماكن لإيقاف سيارتي قرب فندق اورسواو بننسولا لتجنب عدم الشعور بالراحة المصاحب لإحضار سيارتي البيويك  المستأجرة  منذ عامين أمام رفيق غداء يقود سيارة مرسيدس·

 

انحدار مستوى الأخبار

 

وخلال التسعينات، سجل مراسلو صحيفة نيويورك تايمز، بما فيهم واينبرو بلا هوادة كل حركة من حركات الوكيل مايكل أوفيتز· واليوم يحدث الشيء نفسه مع  هارفي واينستاين· وتركز الصحيفة بقوة في تغطيتها للأفلام والتلفاز وموسيقى البوب وألعاب الفيديو على الإيرادات، ومدخول شباك التذاكر وصراعات رجال الأعمال، واستراتيجيات الإعلام ووكلاء السلطة، ومن صعد ومن هبط· ولا تلقي الصحيفة بالمقارنة بالكثير من الانتباه الى الآثار الاجتماعية والسياسية لثقافة العامة بما فيها  كيفية اعتبار الأمريكيين المتوسطين للترفيه عالى الإثارة وشديد العنف الذي يجتاح منازلهم كل ليلة، كما يحدث  في حالة اغلاق المصانع، فإن الصحافيين العاملين في كبريات الصحف ليسوا على صلة بمثل هؤلاء الناس ونادرا ما يكتبون عنهم·

وتظهر كل المشاكل التي تؤثر في الصحف بشكل أكثر حدة عندما يتعلق الأمر بالتلفاز· فخسارة المقدمين الرئيسيين الثلاثة في كبريات شبكات التلفزة  أدى الى مزيد من القلق حيال المستقبل، ولم يُهدِّئ الوضع قرار محطة "سي بي إس"  ترشيح شون ماكمانس رئيس القسم الرياضي فيها لمنصب مدير الأخبار الجديد· ولقد أصبحت أقسام الأخبار في هذه الشبكات مبتذلة ومتوقعة حتى تحت قيادة بيتر جننغز وتوم بروكاوودان راذر· وعقب 11 سبتمبر2001 ، كان هناك الكثير من النقاش حول الكيفية الواجب على شبكات التلفزة  اتباعها لاسترجاع مهمتها التقليدية وتثقيف الأمريكيين حول باقي العالم، وليس على المرء سوى متابعة أخبار المساء لليلة أو اثنتين ليرى مدى سخافة تلك التوقعات· ففي4  نوفمبر، على سبيل المثال، أمضى بوب شايفر من محطة "سي بي إس"  بعض اللحظات السريعة معلقا على بعض الصور لأعمال العنف الحديثة آنذاك التي قام بها المسلمون الشباب في فرنسا قبل تقديمه فقرة أطول بكثير عن الهواتف النقالة المسروقة وما يسببه ذلك لملاكها من قلق· وفي الفقرة الدائمة تقريبا في برنامج محطة "أي بي سي"  وورلد نيوز تونايت بعنوان "نصائح طبية" التي على ما يبدو موجهة بشكل أساسي لعرض النصائح على المشاهدين المسنين حول كيفية بقائهم على قيد الحياة لبضع سنوات أخرى ولمنح شركات تصنيع الأدوية منبرا إعلانيا منتظما· لقد كرست الشبكات الثلاث في عام  2004 أكثر من  1174 دقيقة أي حوالي عشرين ساعة كاملة للنساء المفقودات وجميعهن من البيض·

إن شجب انحدار أخبار شبكات التلفزة كان دوما يحظى بشعبية· ويقدم فيلم " غود نايت اند غود لك"  شكاوى متطاولة بان إدوارد· مارو هاجم بعنف في اجتماع جمعية مديري أخبار التلفاز والإذاعة عام 1958  صناعة البث لكونها " متخمة، مريحة وتعمل على إرضاء الآخرين"· في 1988، نشر الصحفي بيتر بوير كتابا بعنوان " من قتل محطة سي بي إس؟" (والجواب هورئيس محطة سي بي إس فان غوردن سوتر)· وآخر ما نشر  لتوم فينتون هو كتاب بعنوان " أخبار سيئة: انحدار عمل المراسلين"، وعمل الأخبار والخطر المحدق بنا جميعا· وفي عام  1970، عندما بدا فينتون العمل في محطة " سي بي إس"  في مقرها في روما، كان لدى المكتب هناك ثلاثة مراسلين، كجزء من شبكة دولية ضمت أربعة عشر مكتبا مراسلة كبار وعشرة مكاتب صغيرة في أربعة وأربعين دولة· أما اليوم فيوجد لدى محطة سي بي اس ثمانية مراسلين أجانب وثلاثة مكاتب· أربعة من المراسلين الأجانب مقرهم لندن حيث يتم شغل وقتهم بعمل تركيب صوت للأفلام المسجلة الموفرة من وكالتي أنباء اسوشييتد برس ورويترز· وهوالشكل الذي تتخذه معظم الأخبار الدولية على شبكات التلفزة·

ويقول فينتون في كتابه انه وخلال السنتين اللتين قضاهما في محطة "سي بي إس"، فإنه فخور بعثوره على قصص إخبارية مهمة"  لقد كانت هذه وظيفتي ومتعتي وحياتي" حتى سيطرت الشركات الكبرى على شركات الأخبار المتلفزة الكبرى في أمريكا التي قضت على تقارير الأنباء الدولية·

ويضيف  فينتون في كتابه إن من بين الذين تحدثت معهم خلال أبحاثي لاتمام الكتاب، وافق الجميع تقريبا على أن الشبكات التلفزيونية" تؤدي عملا غير واف في نقل أخبار العالم"· ومن بين الاستثناءات  بروكاووجننغز وراذر الذين لم يبد على أي منهم "مشاركتي المخاوف العميقة بسبب قلة الأخبار والسياقات  الأجنبية لبرامجهم"· ويتحدث فينتون بغضب عن المبالغ المالية التي يحصل عليها المقدمون الرئيسيون دون ان يفعلوا الكثير· وبالإشارة الى خطط توم بروكاو للتقاعد كمقدم رئيسي والقيام بالمزيد من المراسلات، يتساءل " ما الذي منعه من أن يبعث المراسلين للخارج للقيام بهذا العمل خلال الخمسة عشر عاما الماضية؟" (ويلِّمح الى الإجابة في اعتراف فينتون المختصر بان تكلفة تغطية المواضيع الأجنبية تصل الى ضعف تكلفة تغطية المواضيع المحلية)·

ويرى فينتون أن الصحافة أصبحت متساهلة لدرجة أن " كل من يملك مجرد مؤسسة يمكنه أن يحصد الكثير من الأخبار الهائلة غير المنقولة·" ويستشهد بمقولة سيمور هيرش "  إنه لم يستطع تصديق كم المواضيع المتغاضى عن تغطيتها التي استطاع الكتابة عنها ببساطة لأن مجلة نيويوركر سمحت له بكتابة ما يريد "· ويعدد فينتون بعض المواضيع الرئيسية التي أهملت تغطيتها بما فيها تأثير الأموال السعودية على السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، والصلات بين شركات النفط الكبرى والبيت الأبيض والجانب المظلم للنشاطات الكردية في العراق الذي يجري تجاهله على نحوكبير·

وكتب يقول إنه "لم يكن الأداء المتجاهل لأخبار الإعلام فاضحا أكثر منه في تعامله مع الأكراد، أنه يمثل فهرسا مصورا لقلة الكفاءة المرثي لها وتضليل المعلومات الخطير والمستمر حتى هذا اليوم"· ويتحدث عن الخصومات  المميتة بين الرجلين الكرديين القويين جلال الطلباني ومسعود البرزاني و"محن ومعاناة " الأقليات كالتركمان والمسيحيين الأشوريين الذين يعيشون تحت " الجناح القوي لحكم الأكراد"· ولطالما تم إظهار الأكراد على أنهم خيرون· ومما قاله أيضا: "ولا تريد أي منظمة أخبار أمريكية أن تثقل علينا بالمزيد من هذه التفاصيل المعقدة والصعبة· فلا يمكن التنبؤ بما قد يحدث، وقد  ينتقل المشاهدون لمتابعة محطة أخرى"·

 

الرئيس على حق

 

ويظل العراق هوالقصة الأهم في الصحافة الأمريكية، حيث تبرز  نقاط قوته ونقاط ضعفه الكثيرة أيضا، خصوصا الطريقة التي تتشكل وتعرف وتحدد في النهاية  فيها الحقائق السياسية وما يراه ويقرأه الأمريكيون· وتستحق منظمات الأخبار المحلية الكبرى الثناء لاستمرار التزامها بتغطية الحرب في مواجهة المخاطر القاتلة والتكاليف الضخمة والفتور الشعبي· وعادة ما يكون لدى صحيفة واشنطن بوست أربعة مراسلين مدعومين بأكثر من أربعة  وعشرين عراقيا بالإضافة إلى ثلاث عربات مصفحة تصل تكلفتها إلى 100 الف دولار· ويكلف مكتب صحيفة نيويورك تايمز 1·5  مليون دولار سنويا  لابقائه عاملا ونتج عن ذلك العديد من المراسلات الممتازة· فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال في يونيو موضوعا في الصفحة الأولى كتبه فرناز فسيهي، يكشف الكثير عن كيفية تدمير العنف بين الجماعات الإسلامية في العراق للصداقة القديمة في بغداد السنة والشيعة· وفي أكتوبر، وصف ستيفن فينار قيام الأحزاب الكردية بإعادة الألاف من الأكراد إلى مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط لإيقاف النزاعات بين الأكراد والعرب المحليين· في صحيفة نيويورك تايمز،وصفت سابرينا تافيرنايس، كيف تسبب الفوضى المتنامية في العراق تآكل مستويات المعيشة بالنسبة للطبقة المتوسطة من العراقيين محولة بذلك احباطهم الى حالة من " اليأس"·

 وقبل بضعة اشهر فقط، كانت نغمة التغطية مختلفة جدا· إذ كان الرئيس بوش الذي أعيد انتخابه قريبا لا يزال يحظى بدعم شعبي عريض وكان يستفيد بأقصى ما يمكن من انتخابات 30  يناير في العراق والتي اعتبرت ناجحة على نطاق  واسع· وأضافت المظاهرات المعادية لسورية في لبنان وانتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية لصورة النجاح المتنامي لسياسة بوش الخارجية· واندفع الصحفيون لمدح قيادته وحصافته· وعنونت مجلة نيوزويك غلافها لعدد 13  مارس "ما أصاب به بوش"· وأعلنت المجلة أن التطورات الأخيرة في العراق ولبنان وغيرهما من مناطق الشرق الاوسط قد "أثبتت أن الرئيس على حق·" ويسأل الناس بهلع  عبر نيويورك ولوس انجلوس وشيكاغو وربما أوروبا وآسيا أيضا انفسهم سؤالا واحدا : هل من المحتمل أنه كان على حق؟"، والإجابة المختصرة هي نعم· وفي مقالة أخرى كان عنوانها الرئيسي" ضربة كوندي الهجومية" والتي حيت وزيرة الخارجية مشيرة إلى" اندفاعها إلى المسرح الدولي بقوة وبلباقة مخلفة وراءها الرياح الهادئة لربيع الديمقراطية العربية"·

وتختتم هذه المجموعة بمقالة تحت عنوان " إلى الجبهة" وفيها نظرة على الجنود الأمريكيين الذين يقومون بعمل ما لا يمكن تصوره بالعودة إلى ساحة القتال بعد أن فقدوا أطرافهم في العراق وأفغانستان·

وعلى شبكة " سي إن إن" كان وولف بليتزر يحتفل بالخطوات العراقية الواسعة نحوالديموقراطية· ففي 6 أبريل، على سبيل المثال،وعقب اختيار جلال الطلباني رئيسا جديدا للعراق، سأل وولف بليتزر كلا  من روبن رايت من صحيفة واشنطن بوست وكينيث بولاك من معهد بروكنغز عنه وعن نائبيه،وقال بليتزر مخاطبا رايت " كلهم معتدلون وكلهم مؤيدون للأمريكيين، هل هذا صحيح؟"

أجاب رايت " قطعا"· "هؤلاء أشخاص تلقوا تعليمهم في الغرب،ولديهم اتصالات مع الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية"

بليتزر : هل تشعر يا كين بولاك أن هذا جيد بالقدر الذي كانت تأمل  فيه الولايات المتحدة وإدارة بوش والشعب الأمريكي،على الأقل كبداية لهذه الديمقراطية العراقية الجديدة؟

بولاك: بالتأكيد· أعتقد أن إدارة بوش يجب أن تكون سعيدة بالأشخاص الموجودين فيها·

مثل هذه الأسئلة الموجهة توفر مثالا جيدا على أسلوب بليتزر في المقابلات، والذي يبدو أنه مصمم على التأكد  من أن ضيوفه لن يقولوا شيئا عفويا بعيدا عن الموضوع ويوضح تواصل الحوار، الدفاع الذي أظهرته شبكة "سي إن إن " والصحافة بشكل عام للرئيس بوش عقب اعادة انتخابه خلال الأشهر الأولى· وخلال تلك الفترة،استمرت أعمال العنف في  العراق، لكن الأنباء عنها أفردت في معظمها على الصفحات الداخلية· واستمر مقتل الجنود الأمريكيين، لكن أخبارهم غالبا ما كانت تحول الى " الشريط الإخباري " المتحرك في أسفل الشاشة·

يتبع

 

طباعة