رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 ربيع الأول 1427هـ - 12 أبريل 2006
العدد 1723

القصائد العمودية.. حجر أساس المكتبة

                                

 

على هامش افتتاح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي أقيمت أمسية شعرية شارك فيها مجموعة من الشعراء الكويتيين والعرب وقدمهم فيها الشاعر د· سعيد شوارب وكانت لرئيس أمناء المؤسسة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين مشاركة في قصيدة "مناجاة الروح" جاء فيها:

روحي أيا روحي ملئت محبّة

للآخرين، فيمّموا مغناك

ضمي بأجنحة السعادة والهدى

زُمَرَ الشّكاة وكل من ناداك

اهدي المحبة للجميع وكفكفي

ياروح دمعة كل عان باكي

كوني أيا روحي المعُين لمن شكا

في عالم ما حسَّ صوتَ الشاكي

كوني كطَير الرَّوض يُفرح شدوه

من حوصرت دنياه بالأشواك

أو منهلا يروي العِطاشَ نميره

أو وردة عبقت بعطر زاكي

كوني الربيع السمح يضحك وجهه

مُتَهلِّلا حتى لمن عاداك

وامضي على الحُبِّ

 الذي أحيا ئه

لا يردعنَّك عنه من جافاك

وألقت الشاعرة غنيمة زيد الحرب قصيدة في الشهيد بعنوان "الله أكبر" قالت فيها:

فغدا سأفرش للشهيد نواظري

فتضيء من ألق الشهيد سنيني

وتذيب أغلالَ الأسير مَدامعي

فأكحل العيني بالمسجون

ويكلل الظفر المؤزر هامتي

فيشعّ من وهج الصمود جبيني

وأضمّ من سَئم الشتات مضيّعا

جاب الوجودَ مشرَّداً، بجفوني

وأعود أما للجميع فترتدي

مدن الجفاف مواسمي  ومزوني

وكانت مشاركة الشارع العراقي جواد جميل مخصصة للشعر "للشعر عرش آخر" قال فيها:

نحن والشعر لحظة ودهور

فالغياب البعيد فيه حضور!!

وحكياه احتضار المرايا

أنجم كلنا إليها نُشير

وأساطيرُ كلما هدهد الصم

تـ رؤاها هبتْ عليه تثور

ورجال إن طاردتها الأعاصيرُ

أبت أن تزول فهي صخور

تنسبح الموت بالتمرد 

حتى تهوي لا تحتويها القبور

كلمات أضحت حبالي بشيء

كل أيامه مخاضٌُ عسير

حرقة حرقة بأنْ سوف يأتي

وأحاسيس ثرة وشعور

ربما تنتشي رئات عطاشى

ربما يستفيق طرفٌ حسير

ربما في الموات يشتعل الخصبُ

وتشقٌ في الخفاء الستور

ربما تبدأ الضحايا اكتشاف الـ ماء أو تطعنُ الجفافَ الزهور

وألقى الشاعر الجزائري إبراهيم صديقي قصيدة بعنوان "كي أسمع القطرات":

شربَ المكان دنا إليّ وتمتما

سرّا وسرّه جلّ ألاّ يكتما

شق الزمان ودس في أيامه

عينيّ واخترق الرواق المظلما

وبدت له ظلماتُ وجهي جمةً

فمضى يبعثر في جبيني الأنجما

ومضى يعلمني القراءة وحيُه

ففهمت كيف الداء يغدو بلسما

وفهمت كيف الله يحيي عرسه

لمَّا يحبّ، وكيف يحيي المأتما

يا واهب الرّمان بعض خدودها

يا خالق النيران من صَهَد اللما

وبقصيدة "رحلة الى عكاظ" شارك الشاعر المصري المتميز عماد غزالي، ومما جاء فيها من أبيات:

لقصيدتي أن ترتدي أقمارها

ولساحل الكلمات أن يختارها

تجتاز أبعادا هناك، وترتمي

في أفق أغنية، يضيء نهارها

تزدان بالوهج الخفيّ على يدي

وتراود الأوراق، تشعل نارها

يا وردة الحلم البعيد تفتحي

في ثغر خاطرتي، اقطفي معطارها

وتهيّئي كرسالة·· أبدية

تلج السماوات البعيدة دارها

مري على الصحراء ناعسة الرؤى ثم ارسمي بخطى القصيدة حجارتها

وتسمعي، هل خاطَبَتْكِ رمالها

أوناثرتْ نجماتُها أنوارها؟

وبعنوان "الطين واللجين" ألقى الشاعر سامي القريني قصيدة في العاطفة:

قدر أن نكون مختلفين

أنت طين وعزتي من لجين

احرقي كل ما كتبت إليك

واستقيلي من نبض قلبي وعيني

ستعيشين يا صغيرة بعدي

كسجين مكبّل الكفين

أنا زلزلت في عروقك حبي

وزرعت الجحيم في النهدين

أطفئي شهوة التمرد إني

لم أعد عبد خمرة العينين

كما شاركت الشاعرة الأردنية في حفل الافتتاح بقصيدة قالت فيها:

عهدت قلبي شيخا في رصانته

فراح يقفز في جنبي مثل صبي!

واستننفر النبض حتى ويكأن رحّى

دارت فأفزعت الأوصال باللجب!

وارتج في شفتي الحرف فانتثرت

غلالة الوجد أنداء على هُدُبي

واستسلمت خفقاتي في تعززها

يا من صَرَعتَ فؤادي بالهوى انتسب

فأشرقت قسمات النور في فمه

وقال إني، وقد ناشدتني، عربي

هتفت يا بهجة الدنيا ورونقها

يا نخوة الدم في جرحي فداك أبي

طباعة  

تحت رعاية سمو الأمير
"مكتبة البابطين المركزية".. كتاب الشعر المفتوح على أرض الكويت

 
في رحيل الماغوط
 
خبر ثقافي