رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 أبريل 2006
العدد 1725

اللوبي الأمريكي المؤيد لإسرائيل يمنع الأمريكيين من سماع صوت راكيل كوري(2-3)
مسرحية أكثر سخونة من أن تطيقها نيويورك

فيليب رايس:*

مسرحية تتحدث عن نفسها

 

في الخريف الماضي عاد العمل الى مسرح أكبر في البلاط الملكي، وبيعت تذاكره كلها مرة أخرى· معظم من شاهده كان يخرج من المسرح ويسير صامتا كأن على رأسه الطير ولكن في بعض الأمسيات أصبح المسرح منتدى للنقاش، وبرز ركمان أو فاينر أو دودس ليتحدثوا عن كيفية خروج العرض الى المسرح·

وتسلم البلاط الملكي طلبات عروض من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك من مسرح في إسرائيل، يود أصحابها تقديم العمل· ولكن الأولوية كانت الذهاب بالعمل الى وطن "راكيل"، كما تقول "أليسي دوجسون" مديرة العلاقات الدولية في المسرح· في عمق قصة "كوري" تبدو أمريكيتها، فهي تحتشد بالإشارات والتلميحات التي لا شك أنها فاتت جمهورها الإنجليزي مثل أسماء الأماكن والتعابير الخاصة·

ووافقت ورشة مسرح نيويورك على عرض المسرحية في شهر مارس 2006، ولكن في شهر يناير بدأ البلاط الملكي يحس بشيء غير مريح من جانب الورشة· وتقول دو جسون أنها "ذهبت الى نيويورك للقاء مع الورشة لأنها لم تشعر بالارتياح تجاه ما كانوا يقولون"·

لقد كانت الورشة مجفلة بوضوح، وتحدث مديرها الفني "جيمس نيقولا" عن مناقشاته بعد كل عرض تمهيدي "عن وضع قرائن وسياقات للمسرحية"، واستئجار مستشار عمل مع "سلمان رشدي" ليدير هذه المناقشات، وعن استئجار "إيملي مان"، المدير الفني لمسرح ماك كارتر في "برنستون" في ولاية نيوجرسي، لإعداد قطعة من شهادات مرافقة ستتضمن ضحايا إسرائيليين للإرهاب الفلسطيني· وتقول "دوجسون": "أخبرتهم أننا أجرينا نقاشات بديعة، ولكن المسرحية تتحدث عن نفسها· وليس من الضروري بعد كل عرض أن تجرى هذه النقاشات· بالطبع عرفنا بعض الأشياء البشعة التي قيلت حول راكيل· ولم نأخذ بها· وانتهت الأمور الخلافية حين شاهد الناس أن هذه المسرحية كانت عن شابة ذات مثل سامية"·

بالإضافة إلى هذا أحبطت "دوجسون" حين استخدم عضو هيئة التسويق في الورشة، الذي لم تذكر اسمه، كلمة "تهدئة": "كانت مناقشة خرقاء· قال أنا لا أستطيع أن أجد الكلمة المناسبة، ولكن "تهدئة" الأوساط اليهودية· وصدمتني هذه العبارة"·

صلات "كوري" بحركة التضامن الدولية كانت سياسية· وهذه الحركة كانت ملتزمة بعدم العنف، ولكنها عملت مع عدد كبير من المنظمات، من ناشطي السلام الإسرائيليين وصولا الى جماعات فلسطينية ساندت العمليات الانتحارية التي انتهزها كفرصة لهم أولئك الذين استهدفوا التعتيم على المسرحية·

في قلب عدم الاتفاق على العرض في نيويورك كان إصرار أنصار إسرائيل على أن مقتل "كوري" يجب أن يعرض في سياق الإرهاب الفلسطيني· وتحديداً إظهار أن سياسة هدم بيوت الفلسطينيين في غزة هدفها تلك الأنفاق، حتى وإن كان بيت الصيدلي الذي كانت كوري تحميه يبعد مئات الأمتار عن الحدود ولا علاقة له بالإنفاق، وقال أحد الأشخاص المقربين من ورشة نيويورك "الحقيقة هي أن الإسرائيليين وهم يحاولون جرف تلك البيوت· لم يكونوا ضد الفلسطينيين، بل ضد الأنفاق تحت الأرض· وهي منافذ لجلب المتفجرات، ولأن المسرحية لا تشير الى الإنفاق، كانت غير منصفة كما تزعم"·

وقال آخر من الورشة أن أعضاء هيئة التسويق أصابهم القلق بعد أن قرأوا في خريف العام 2003 تقديم مجلة "مذر جونز" لشخصية كوري، وتلك المقالة كانت مثار نقاش وخلاف حادين واعتمدت في جزء كبير منها على مصادر الجناح اليميني لتصويرها كشابة ساذجة وطائشة·

 

من هؤلاء؟

 

السؤال الآن هو من هم بالتحديد هؤلاء الذين استشارتهم الورشة؟

لقد رفضوا بإصرار الإجابة على هذا السؤال· في صحيفة نيويورك أو بزرفر، أشار "نيقولا" إلى "أصدقاء يهود" وتقول "دوجسون" أنه في نقاش مع البلاط الملكي ذكرت هيئة تسويق الورشة النيويوركية اسم "عصبة مناوئة التشويه" ومكتب العمدة، بوصفهما الجهتين اللتين اهتمتا برأيهما (خلال زيارته للندن، استنكر آبي فوكسمان، من العصبة في العام 2005 المسرحية في صحيفة نيويورك صن، ووصفها بأنها مؤذية "للحساسيات" اليهودية)· وقالت الورشة في آخر بياناتها أنها استشارت العديد من أصوات الأوساط النيويوركية، وليس اليهودية فقط، ولم تتضمن هذه الاستشارات الأمريكيين العرب، وتقول "نجلاء سعيد"، المديرة الفنية لمسرح نبراس الأمريكي - العربي في نيويورك "إننا لسنا" آخرين "حتى الى درجة تكفي لكي نكون "آخرين" نحن لسنا القضية السياسية التي تستحق الحديث عنها"·

وكان مقال "التايمز" صادماً، فقد جاء فيه أن الورشة قامت "بتأخير" عرض إنتاج لم تعلن عنه أبدا، وأن نيقولا"، كان يستفتي الأوساط المحلية اليهودية وقادتها ويسأل عن مشاعرهم"·

ونقل عنه أنه قال بأن فوز حماس جعل الأوساط اليهودية في موقف دفاعي وحرج·· "وهو ما يبدو معقولاً بالنسبة لي"

 

المسرحيون يحتجون

 

لقد انشقت مياه البحر الأحمر، أو بمعنى آخر، المحيط الأطلسي· المسرحي البريطاني "كاريل تشرشل"، الذي تعاون مع كلا المسرحين، أدان قرار الورشة·

وكتبت "فانيسا ردغريف" رسالة تحث فيها البلاط الملكي على مقاضاة ورشة نيويورك· وظلت أوساط المسرح النيويوركية هادئة في البداية· ولكن سرعان ما بدأت عدة مواقع مسرحية على شبكة الإنترنت تمطر  ورشة نيويورك بالأسئلة، مع من تحدثت الورشة؟ لماذا لا تتصدى الأوساط المسرحية لهذا القرار؟ وشبه "جاريت ايسلر" القرار بقرار اتخذه نادي مسرح ما نهاتن في العام 1998 بإلغاء مسرحية عن المسيح، وهو قرار تم الرجوع عنه بعد أن شجبته أصوات بارزة بما فيها صحيفة "التايمز"·

الكاتب المسرحي "جاسون جروت" وزع عريضة يدعو فيها الورشة إلى أن تتراجع· وكان مغنون، وموسيقيون، بما فيهم "فيليب مونجر" وهو مؤلف قطعة موسيقية مكرسة لراكيل كوري حملت اسم "تنتحب السماوات"، قد تعرضوا أيضا إلى إلغاء تقديم أعمالهم بدوافع سياسية· ورفع الكاتب المسرحي الشاب "كريستوفر شن" صوتهم منذ البداية وبقوة، قائلاً إن تأجيل العرض معناه ممارسة الرقابة والحظر، وعنه يقول "إيسلر": "لم يقل أي صاحب اسم كبير شيئاً، ولكن كريستوفر شن ليس اسما كبيرا إلا أنه فنان مسرحي ممارس، وصعد اسمه الى صفحات نيويورك تايمز"·

* عن "ذي نيشن" (الامة) الأمريكية، 3 أبريل 2006

طباعة  

في أمسية أقامتها الصفحة الثقافية بـ "الطليعة" بالتعاون مع "الأدباء"
محمد النبهان عاد.. ليبحث عن وجهه وينشد حنينه للمكان الأول

 
باريس تحتضن المؤتمر الأول لشعراء العالم في غضون 2007 والدورة الثانية في دولة عربية
أكثر من 150 شاعرا عربيا في أمريكا اللاتينية ومعرض تونس الدولي للكتاب يحتفي بالحدث

 
وتد
 
هذا المساء
 
المرصد الثقافي