رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 أبريل 2006
العدد 1725

إذا فشلت محاولات تشكيل حكومة وحدة وطنية..
العراق سيتحول الى دولة فاشلة

بقلم: مارك سابنفيلد

ومارك رايس أوكسلي

قبل أسابيع، حين قال الرئيس بوش إن العراق وصل الى "لحظة الاختيار" بعد تفجير مرقدي الإمامين في سامراء، فإن ذلك قد ينطبق على دول التحالف أيضا·

واليوم، وبعد ثلاث سنوات على بدء الحرب، فإن لدى الولايات المتحدة وبريطانيا القرارات الخاصة بهما حول كيفية مساعدة العراق في وقت يتجه فيه هذا البلد نحو الديمقراطية أو الحرب الأهلية أو كليهما· ومع ذلك، تبدو هذه القرارات غير واثقة كما كان قرار الحرب في الأصل·

ففي حوارات مع بعض صناع القرار البارزين في واشنطن  ولندن، هناك بعض التوافق على أن العراق لم يصل الى حالة ضياع بعد ولكن يتوجب على القادة السياسيين في البلاد أن يتحملوا فورا المزيد من المسؤولية، وبالإضافة الى ذلك، فإن الانسحاب الحتمي للقوات الأجنبية يجب أن يكون منظما وذا معنى وليس متعجلا·

وحين يتعلق الأمر بكيفية وتوقيت الانسحاب، هناك انقسامات في أوساط المراقبين كتلك السائدة في أوساط الشعب الأمريكي فعلى سبيل المثال، يقول وزير الخارجية الأسبق لورانس إيغلبيرغر "نحن السبيل الوحيد الممكن لإصلاح الأمور في العراق" لكن مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر، زيغتيو بريجنسكي يقول إن "السبيل الوحيد لذلك هو انسحابنا من العراق"·

ولكن هناك إدراك من هؤلاء الخبراء لطبيعة التحديات التي نواجهها في العراق في صراعنا من أجل الحفاظ على وحدته في ظل الصراعات الطائفية والدينية وتعقيدات التاريخ·

فمثلا، استبعد هؤلاء الخيار العسكري لحل المشكلة العراقية فالولايات المتحدة لا تمتلك الموارد والقوة البشرية القادرة على القضاء على التمرد، ويقول وزير الدفاع السابق وليام كوهين أن "التحرك المقبل يجب أن يكون سياسيا"·

ومع ذلك، شنت القوات الأمريكية أكبر هجوم بري وجوي على مناطق شمال سامراء، منذ بدء الحرب· ولكن بعض الخبراء يعتقدون أن واشنطن يجب أن تتفادى الآن، القيام يمثل هذه العمليات، لأنها تؤدي الى تنفير السكان·

 

دولة فاشلة

 

ويقر الجيش الأمريكي بأن الحل في نهاية الأمر يجب أن يأتي من الشعب العراقي وليس من القوات الأمريكية، ومع ذلك، فإن عملية تسليم السلطات لزعماء عراقيين تواجه المتاعب، وأجمع الخبراء على أن "تلك هي المشكلة الأكبر التي تعترض سبيل تحقيق النجاح في العراق، إذ بدون حكومة فاعلة وشاملة لكل الأطياف وقادرة على إدارة شؤون البلاد، فسوف يصبح العراق دولة فاشلة·

بيد أنه ليس في يد الأمريكيين الكثير لمنع هذا الاحتمال، إذ يقول كوهين إن "بوسع الولايات المتحدة الاستمرار في محاولة إقناع العراقيين بالقول: حسنا، لقد فقدنا الكثير من الأرواح لمحاولة تقديم بذور الديمقراطية لكم، ولكن يبقى عليكم مهمة إنهاء أو قتل هذه البذور"·

وينصح إيغلبيرغر بالتجمّل بالصبر لأنه "ليس أمامنا من خيار سوى البقاء حتى تحقيق النصر، وإذا انسحبنا فسوف تستفيد المعارضة من هذه الخطوة"·

ولكن آخرين يعتقدون أن القادة  العراقيين لن يُجبروا على اتخاذ القرارات الصعبة إلا بانسحاب القوات الأمريكية، أو على الأقل، إذا حددت موعداً للانسحاب ويقول وزير الدفاع الأسبق ملفين ليرو "إننا يجب أن نتحدث مع الحكومة العراقية الجديدة بلهجة صارمة إذا لم نبدأ التحرك على هذا الصعيد فلن يفهموا أن عليهم الاضطلاع بمسؤولياتهم"·

ويقول إن جنوب فيتنام لم يسقط إلا بعد أن قرر الكونغرس قطع المساعدات عن الجيش الفيتنامي الجنوبي بعد عامين من انسحاب القوات الأمريكية "فلندع العراقيين يدركوا أننا سنقف الى جانبهم بعد الانسحاب"·

 

نهج أفضل

 

لقد أصبح موضوع الانسحاب الأكثر إثارة للجدل بعد الحرب من عدة نواح فحتى أولئك الذين يعارضون الانسحاب الآن، يتفقون على نقطة واحدة، وهي أن طريقة انسحاب قوات التحالف تحظى بأهمية حاسمة، لدرجة أن كوهين يقول إنه "ليس مهما متى ننسحب، بل يكفي سننسحب"·

إن ما يدعو الى القلق هو حقيقة أن ينظر الى الولايات المتحدة على أنها تتخلى عن العراق فهذا أمرخطير وقد يهدد استقرار المنطقة بأسرها، ويقول إيغلبيرغر أن من شأن ذلك أن "يعطي دفعة هائلة للعناصر الأسوأ في العالم الإسلامي· فإذا اعتقد الإيرانيون أننا فشلنا، فسوف يركنون إلى حقيقة عدم قدرتنا نحن الأمريكيين والأوروبيين على فعل الكثير·

ويقترح جنرال بريطاني وضع أهداف واضحة وممكنة التحقيق للانسحاب وربط ذلك بتجديد تفويض الأمم المتحدة في نهاية العام، ويرى أنه كلما استعاد العراقيون المزيد من السلطة أمكن سحب المزيد من القوات الأجنبية·

ويضيف أنه بدلا من وضع جدول زمني اعتباطي للانسحاب، فإن مثل هذه الخطوة تجعل العراقيين يدركون أن هذا النهج أفضل مما كان سائدا قبل ذلك·

وفي مواجهة مخاطر الانهيار في العراق، يجب على الولايات المتحدة محاولة إشراك المزيد من الدول التي من مصلحتها نجاح التجربة العراقية· فإذا أرادت الدول الأخرى - وخاصة جيران العراق - البقاء في هذا البلد فعلى الأرجح أن تدعم خطواته الوليدة·

وما الإعلان الأمريكي الأخير بالرغبة في فتح مفاوضات مع إيران حول العراق، إلاّ عودة الى سياسة كان ينبغي اتباعها منذ زمن طويل، كماتقول هيلاري سينوت، التي عملت كمنسقة لإدارة التحالف الدولي في جنوب العراق خلال الفترة من منتصف 2003  وحتى أوائل عام 2004، وتضيف سينوت أنه "يجب إجراء مفاوضات مع الجيران كما ينبغي لهؤلاء الجيران أن يجروا المفاوضات مع بعضهم حتى يروا جميعا أن من مصلحتهم تحقيق الاستقرار في العراق"· 

"عن: كريستيان ساينس مونتيور"

طباعة  

الميليشيات ستسيطر على العراق إذا انسحبت
القوات الأمريكية إذا عمت الفوضى العراق فلن تسلم دول الجوار
ليس هناك مخرج جيد للأمريكيين من المأزق العراقي

 
بدأها كويل في الثمانينات وأولبرايت في التسعينات ويستكملها بولتون الآن..
حملة أمريكية لتصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني