رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 أبريل 2006
العدد 1725

جوى ودانة على خارطة التأليف القصصي العالمي
مبدعتان كويتيتان في السابعة عشرة من عمرهما ألفتا قصة نشرتها amazon

  

 

كتب سعود العنزي:

تلقفتها دور النشر الأجنبية وصدرت قصتهما الأولى في أقل من ثلاثة أشهر من الموافقة المبدئية بينهما وبين أهم شركة نشر إلكترونية على الإطلاق amazon.com  بينما لا تزالان بانتظار موافقة وزارة الإعلام على "تفسيح" الكتاب (الموافقة على دخوله الكويت) منذ بداية شهر يناير الماضي، في المقابل قامت مؤسسات أمريكية مهتمة بالنشر بإجراء مقابلات مع المؤلفتين عبر الإنترنت·

شابة في السابعة عشرة من عمرها تبدع في كتابة قصة باللغة الإنجليزية (بمساعدة قريبتها دانة) وتفكر جدياً في نشر ديوان شعر صغير باللغة نفسها أيضاً ولديها خطط لمزيد من القصص، لكنها تشعر بخيبة أمل شديدة لأن قصتها الأولى لم تحصل على موافقة الإعلام على توزيعها في الكويت على الرغم من موافقة مكتبتين محليتين على توزيعها بل وقررت إحداهما الاحتفال ببداية التوزيع بشكل يليق بالمبدعتين الشابتين·

إنها جوى نبيل الأحمد التي قالت في لقاء أجرته معها "الطليعة" إن والدها مصدر إلهام وتحفيز لها وأسرتها وفرت لها البيئة الصالحة للإبداع، فالقراءة شغف لا ينقطع وليس واجباً دراسياً وهي ديدن أفراد الأسرة وجزء من أجواء حياتها·

الحياة في الخارج بسبب طبيعة عمل الوالد وفرت أبعاداً جميلة لرؤية الحياة انعكست على كتابتها وبخاصة أسلوب الكتابة الفكاهية لقصتها الأولى·

تقول جوى: أفكر في الإطار العام للقصة ثم أبدأ الكتابة وأجري عليها تعديلات كثيرة بعد ذلك حتى أطمئن لجودتها من الناحية اللغوية والفنية، إلا أنها تستدرك وتقول إن قصتها الأولى التي كتبتها مع قريبتها (دانة) كانت في البداية مذكرات شخصية تحولت الى إطار عام للقصة أدخل عليه بعد ذلك الكثير من التفاصيل غير التي لم تحدث واقعياً ثم صيغت بأسلوب روائي قبل تقديمها الى دور النشر الأجنبية عبر الإنترنت·

وتقول جوى أيضاً أن أي قصة يمكن للقارئ تخمين نهايتها لا تعتبر قصة مشوقة ويمل منها القارئ بسرعة كما أيدت استخدام أكثر من عنصر تشويق على القصة·

فيما يتعلق بترجمة عملها المشترك الأول تقول إنها تخشى من ضياع روح وأسلوب القصة إن هي ترجمت بشكل مباشر فلكل لغة جمالها وأساليب تشويقها، لكنها قالت إنها تبذل جهوداً كبيرة لتحسين لغتها العربية بمساعدة أسرتها فهي تقرأ الشعر العربي والأعمال القصصية باللغة العربية كما استثمرت فرصة وجودها في الخارج لإتقان اللغة الفرنسية ولا يزال شغفها مستمراً لتعلم لغات أخرى متى أتيحت لها الفرص·

فكرة كتابة قصة "التمشى على طريق 101"، تقول جوى، بدأت بعد قراءتها لمذكرات يومية لسفرة شاركتها فيها ابنته خالتها بعد ان عثرت على تلك المذكرات بعد السفرة بعامين تقريباً وتقول: ما كان مني إلا أن اتصلت بـ"دانة" ابنة خالتي وقلت لها أني عثرت على المذكرات وبعد قراءتها أوحت لي بإمكانية تحويلها الى قصة فتحمست للفكرة وبدأنا الجلسة تلو الأخرى نعدل فيها وننسفها ونعيد بناءها لتنسجم مع التعديلات الجوهرية التي يقتضيها العمل القصصي واللغوي حتى توصلنا إلى قصة تختلف كثيراً عن تلك المذكرات فما كتب فيها من تفاصيل لا يكفي لكتابة قصة·

وتضيف لقد قمنا بالاتصال الإلكتروني بعدد من دور النشر الأجنبية منها تلك التابعة الى شركة أمازون دوت كوم التي وافقت على النشر بسرعة أذهلتنا، وبعد استكمال التفاصيل التي استكملناها بإلحاح عجيب من ممثلي الشركة الذين أوكلت لهم مهمة التنسيق معنا، وعدتنا الشركة بالنشر بعد أربعة أسابيع، إلا أننا ذهلنا بانتهاء القصة خلال عشرة أيام فقط·

وعند سؤال الوالد نبيل الأحمد عن شعوره عند تلقيه خبر النشر، قال: لم أتخيل نفسي وأنا في هذه السن أن أقفز من مقعدي فرحاً وكأني طفل صغير فقد غمرتني الفرحة لدرجة يصعب السيطرة على ما يفعله الإنسان، ولا أظن أني كنت قد عبرت عن فرحي بشكل مشابه خلال حياتي بأكملها·

ويضيف الوالد عن تجربته مع نشر قصة ابنته معبراً عن إعجابه بالشركة الأجنبية التي قال إن ممثليها (خمسة أشخاص مكلفين بالمتابعة) كانوا يتصلون ما لا يقل عن ثلاث مرات في اليوم الواحد ويبذلون جهوداً للتنسيق حول أدق التفاصيل، متذكراً كم هو حزين عند المقارنة بما لم تفعله وزارة الإعلام الكويتية التي لم يطلب منها أكثر من الموافقة على دخول الكتاب لتداوله·

وعن مشاعر زميلاتها وزملائها في المدرسة تجاه نشرها القصة، تقول جوى بكثير من التأثر: لقد سعدت كثيراً بتعليقات زملائي وزميلاتي في المدرسة وجميع الأصدقاء والأهل وبتشجيعهم لي، وقالت إنها تستوحي الكثير من الأفكار من حياتها ومشاهداتها فهي تتأثر بما حولها وتتأثر بالقصص التي تقرأها وهي كثيرة وكذلك مشاهدة الأفلام السينمائية، وأنها تقرأ لكاتب العمود المشهور جون فيرل John Ferrel  وتتمنى أن تصبح كاتبة عمود في إحدى الصحف اليومية باللغة الإنجليزية·

وعند سؤالها عن تجربة الكتابة المشتركة قالت جوى أنها ارتاحت كثيراً لمشاركة قريبتها دانة في كتابة القصة وقالت إن الكتابة المشتركة لها فوائدها حيث يجتمع عقلان في التنسيق والمراجعة وإضافة الأفكار، وقالت إن التجربة الأولى لها في عمل منشور مشتركة وستجرب الكتابة المنفردة أيضاً، وقالت إن موضوع الكتابة يحدد طبيعة العمل لإنجازه سواء كان مشتركاً أو منفرداً·

غلاف القصة لوحة جميلة جداً تغمرها الألوان المعبرة والمنسجمة بشكل رائع مع عنوان القصة ومحتواها وهو من تصميم المؤلفة المشاركة دانة التي ترى جوى أنها مبدعة في الرسم والكتابة أيضاً·

جوى بنت كويتية تعيش حياة طبيعية بعيداً عن عقد المجتمع التي تحميها منها أسرتها التي لم توفر لها الحب والدفء فقط بل وفرت لها أجواء الثقافة وحب المعرفة وتقدير واحترام آراء الآخرين مهما اختلفت معهم كما أعطتها ثقة كبيرة في قدراتها، فأصبحت جوى بحق مثالاً للبنت الكويتية المبدعة التي تشكل فرصة طيبة لعدوى إيجابية نتمنى انتشارها في مجتمعنا الصغير الذي يمكنه الفخر بأبنائه وبناته·

فشكراً لك جوى وشكراً لك نبيل على هذه الهدية لكل الكويت والى مزيد من العطاء والإبداع في اللغة العربية كما في اللغات الأجنبية·

طباعة  

سلة الأخيرة
 
الفهد وليس شرار