كتب محرر الشؤون المحلية:
مع مقتل الإرهابي المسمى "أبو مصعب الزرقاوي"، لم يتوقف تضخيم أسطورته المصنوعة من جانب الخلايا النائمة أو الصاحية في أرجاء المنطقة الخليجية، وتشهد مواقع الإنترنت في هذه الأيام موجة من "الشعر" المقفى يتحدث عن "بطولات" وسيرة حياة يتجرأ أكثر من متاجر بالدين على تشبيهها بحياة الشهداء المسلمين الأوائل، مع الإكثار من زج مقتطفات من القرآن الكريم، في إصرار عنيد لإلصاق أبشع عمليات الإرهاب الأعمى بالإسلام والمسلمين·
قبل أن يقضى على "الزرقاوي" لأسباب مجهولة حتى الآن، كانت عدة مصادر أمريكية، صحافية وعسكرية قد تحدثت عن كيفية مساهمة جهاز الدعاية في الجيش الأمريكي في ترويج وتضخيم هذا الاسم وفق برنامج دعي "برنامج الزرقاوي" لإقناع العراقيين أن كل ما يحل بهم من مصائب مصدره فرد اسمه "الزرقاوي"· وصناعة مثل هذاالبرنامج ليست مستغربة من قبل قوات احتلال تعمل على إلقاء تبعة كل ما يرتكب في العراق من مجازر على هذا "الأجنبي" أو ذاك، حتى إن كان فردا في بلد يحتشد بأجهزة المخابرات والجيوش، ولكن المثير للغرابة والاستغراب أن يأخذ هؤلاء الطالبانيون في الكويت وغيرها برنامجا موازيا لخلق صورة شهيد إسلامي من هذا النوع من الشخصيات المشبوهة في أفكارها وسلوكها، فيحيطون جرائمه بالتمجيد، سواء التي أعلن عنها في بيانات صريحة تدعو الى تمزيق المسلمين الى طوائف متقاتلة، أو تلك التي قام بارتكابها على شاشات المواقع الإلكترونية من قطع للرؤوس وتمثيل بالجثث على مرأى من العالم تحت شعارات إسلامية·
الطالبانيون النائمون أو اليقظون، يزفون في هذه الأيام البشرى الى جماعاتهم المختبئة في أوكارها الفضائىة بتوريث اسم آخر يدعى "أبو حمزة المهاجر" ليكون محط الأنظار مرة أخرى، وليواصلوا بذلك التصديق على الادعاء الغربي بأن الإسلام ليس سوى عقيدة إرهابية متوحشة، وأن المسلمين ليسوا سوى متعصبين من خارج التاريخ·
من يتابع سيرة هذه الجماعة التي لا يعرف حتى الآن رأسها من ذيلها، والتي صنعت منها برامج التضخيم كائنا خرافيا، يدرك أنها خلقت سياقا بشعا من الفكر والسلوك لا يمكن وصفه إلا بالإرهاب الأعمى، ولكن خطره بدأ يتضح حين بدأت تقترب هذه الجماعة من مواقع المقاومة والحركات الوطنية للالتصاق بها، وزجها في برنامجها الإرهابي، وإلصاق تهمة الإرهاب بها، وكأنها دائرة دارت بدءا من عمليات أبراج نيويورك، الى عمليات في آسيا والهند وإفريقيا وأوروبا، لتستقر في الوطن العربي، وتصبغ مقاومته للاستعمار الصهيوني والتدخل الأمريكي بصبغتها الإرهابية وتجعلها جزءا من إرهابها البشع وتبرر الانقضاض عليها ونبذها حتى من جماهيرها·
