صدر للكاتب المفكر خليل علي حيدر كتاب بعنوان: الخروج من مدار (بن لكن) محاولات في نقد الذات واستكشاف جذور التعثر، يحوي الكتاب مجموعة من المقالات المنوعة في الفكر والاقتصاد والسياسة والاجتماع، تنطلق من رؤية طريفة، مفادها أن التناول الإعلامي العربي للقضايا الدولية الساخنة، لا سيما منها ما يتعلق بالإرهاب، يتأرجح بين مدارين مختلفين كل الاختلاف هما: مدار (بن لادن) ومدار (بن لكن)·
ويقصد بالأول الاتجاه الفكري المؤيد صراحة للإرهاب، وأما الآخر فهو الاتجاه المبرر له·
يقول حيدر: "ومن المؤسف أن الكثير من الكتابات والمقالات الرائجة في الإعلام العربي عموما، لا تدرك عمق المشكلة الأخلاقية التي تعاني منها في هذا المجال، فتراها مثلا، في أحيان كثيرة، تقف ضد الحدث الإرهابي في بداية المقال، وقد لا تتردد في إدانته، إلا أنها في نهاية المقال أو ربما بعد المقدمة، تلجأ الى استخدام كلمة "ولكن"، لتسوق بعدها حججاً وتبريرات وإيماءات وعبارات تبرئة الذات، تهدم كل ما للمقال أو الحوار التلفزيوني والإذاعي مثلا، من أثر إيجابي، أو تأثير فعّال في توجيه الرأي العام"·
ويضيف: "تحاول مقالات هذا الكتاب تقديم مساهمة متواضعة في تقاليد "نقد الذات" التي يتزايد إحساس الكاتب فيها بضرورة ترسيخها في فكرنا وإعلامنا، وأن ندرك جميعا ما سندفعه من ثمن إن سايرنا تيار "بن لكن"، أقلّه أن تتفاقم أحوالنا وأن نخرج من الجغرافيا والتاريخ!
بدأتُ بكتابة هذه المقالات أسبوعياً مع نهاية عام 2001، تلك السنة التي شهدت كارثة نيويورك المروعة في الحادي عشر من سبتمبر، والتي شكلت نقطة تحول مهمة في علاقات العالمين العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة وسائر دول العالم الغربي·
فلا غرابة أن يهيمن ذلك الحدث الجسيم وذيوله وانعكاساته على العديد من مقالات الكتاب، هيمنته على حياتنا الدولية منذ ذلك التاريخ"·
وإلى جانب قضية الإرهاب يتناول الكاتب الأحداث المتعلقة بإسقاط نظام طاغية بغداد، حيث بدأ مع الاستعداد العسكري والسياسي جدل إعلامي واسع داخل العالم العربي وخارجه، نتناول تلك الحرب وكيفية تجنبها ونتائجها إن وقعت وغير ذلك،·
يشار الى أن الكاتب كان حريصا على توثيق مقالاته، بالإشارة الى المصادر والمراجع المختلفة التي كان يستفيد بها، مما يضفي السمة العلمية على الكتاب، ويتيح للباحثين الرجوع إليه في أبحاثهم وكتاباتهم المختفلة·
