رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 يوليو 2006
العدد 1737

جملة مفيدة

إلى ابنتي شيرين

 

آدم يوسف

لعل من أمتع الكتب التي قرأتها في فترات سابقة ومازالت عالقة في الذهن كتاب: (إلى ابنتي شيرين) للشاعر السعودي الراحل حمزة شحاتة (1909-1972م)، وهو كتاب صغير الحجم (إلى حد ما) صادر  عن دار تهامة للنشر 1980م، يجمع بين دفتيه رسائل كتبها الشاعر الى ابنته شيرين حين كان في القاهرة، وهي في مدينة جدة، ولم يشأ شحاتة نشر هذه الرسائل على الملأ، لذا فقد كان يعارض فكرة نشرها معارضة شديدة، حين تعرض عليه ابنته الموضوع، فالرسائل تحمل شجون أديب يناجي ابنته ويحاورها في كل دقيقة من دقائق الحياة، يشاركها التأمل، ويعيد صياغة الحياة وقراءة الوجود من زاوية ربما تغيب عن كثير من الناس، ولم يكن شحاتة يتحرج في الحديث عن تفاصيل حياته، المشكلات الاجتماعية التي كانت تواجهه، بل كان يستشير ابنته ويخاطبها كأنّها صديق حميم أو أخ شقيق، ولربما أدركت شيرين القيمة الأدبية لهذه الرسائل، فقامت بنشرها بعد وفاة أبيها، وبالطبع بعد أن قامت بتنقيحها بشكل بسيط لا يخل بقيمتها الإبداعية والفكرية، وحسنا فعلت حين أفرجت عن هذه الذخائر من حكم الحياة وتأملات الوجود، إنّها بحق تمثل الجانب المشرق النيّر من أدب الرسائل، وذلك بما تحمله من صدق وعفوية وعبارة أدبية بليغة، وقد أتاح الكتاب الفرصة للباحثين للاطلاع على جانب خفي من أدب شحاتة، ومن هؤلاءء د· عبدالله الغذامي، في كتابه: الخطيئة والتفكير حيث أفاد كثيرا من هذه الرسائل في الجانب التطبيقي من بحثه الذي يتخذ من أدب حمزة شحاتة منطلقا للدراسة، وقد ذاع هذا البحث وبلغ منتهاه من الشهرة في العالم العربي، حتى بات كتاب (الخطيئة والتفكير) مطلبا ملحا للباحثين وطلبة الجامعات، وذلك بما يثيره من أسئلة مهمة في النظرية النقدية وطرق التطبيق، وقد انتهى د· الغذامي الى أن أدب حمزة شحاتة (الشعري والنثري) يتأرجح بين كفتين: الوقوع في الخطيئة وهي طريق المنفى، ومحاولة التكفير للعودة الى الفردوس·

ومن مؤلفات شحاتة الأخرى التي أفاد منها د· الغذامي: شجون لا تنتهي 1975، حمار حمزة شحاتة 1977م، رفات عقل 1980م، بالإضافة الى مخطوطات شعرية ونثرية·

 

* * *

 

يقول شحاتة في بعض رسائله الى ابنته شيرين:

"لقد فهمت الحياة جيدا، ولكن بعد فوات الأوان، فلم يعد لهذا الفهم معنى ولا جدوى هذا هو كل شيء"·

"···أقسى ما في الأمر أن من تدهسينه بسيارتك لا تجدين ضرورة لنقله الى المستشفى أو تقضين وقتك بجانبه، بل تهربين منه لتتخلصي من رعب النظر إليه"·

"تحطمت قبل أن أبدأ قصة حياتي التي شغلني عنها ولوعي بإنقاذ الغرقى"

"إنها النهاية الطبيعية لإنسان لم يسر على الطريقة التي يسير عليها الآخرون، بل ظل يحلم بأن يعلو عن مستوى الطين والتراب ويخالف معرفته للحقيقة التي فهمها الجهلاء والأغبياء على الوجه السليم"·

adamyosef@hotmail.com

طباعة  

في أمسية نظمها المجلس الوطني وأحياها أربعة شعراء
الشعر يحتضن انتصار الجنوب وأوجاع الحضور والغياب

 
قصة قصيرة
 
(الهوية) تعرض شعارات الصمود في الجدران
 
(البيان) توثق حركة الفرق المسرحية في الخليج
 
إصدارات