رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 يوليو 2006
العدد 1737

صحافة العدو
انتصار حماس وحزب الله نهاية لإسرائيل

                                                    

 

 

·       هل بدأت إسرائيل حرب استنزاف لإسقاط  السلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية؟

·         الهجمات القاسية ضد المقاومة لا تضعفها دائما بل تقوّيها أحيانا

·         التهديدات الإسرائيلية الكلامية تضعفها إذا لم تنفذها على الأرض!

 

بقلم سيفير بلوكر:

إذا انتصرت "حماس" و"حزب الله" في الحرب التي أعلناها على إسرائيل، فإن المشروع الصهيوني سيلفظ أنفاسه الأخيرة·

فهذا ليس مجرد استعراض للقوة، بل إنه قدر مصيري، فإذا تمكنت هاتان الحركتان الإسلاميتان من كسب انتصارات دعائىة رمزية، فإنه يمكنها إطلاق الأعداء الآخرين في الشرق الأوسط من عقالهم·

فهناك حاجة مطلقة لتحقيق النصر في هذه الحرب بالنسبة لإسرائيل، ولا يمكن أن يكون هناك جدل في ذلك·

فهناك الكثير من الأمور المشتركة بين "حماس" و"حزب الله" فكلاهما لا يعترفان بإسرائيل وكلاهما يتحصنان جيدا في مناطق انسحبت منها إسرائيل من جانب واحد، وكلاهما يقودهما زعماء يتمتعون بالكاريزما والقدرة على إثارة الجمهور·

كما أن كلا منهما تزدريان علانية، قوة إسرائيل العسكرية وقدرة الإسرائيليين على الصمود تحت الضغوط·

 

نهاية إسرائيل

 

وقد تمكنت "حماس" و"حزب الله" من خطف جنود إسرائيلين من داخل الأراضي الإسرائيلية واحتجازهم في مناطق تخضع لسيطرة كل منهما·

وإذا خرج هؤلاء الزعماء من هذه المواجهة ولهم اليد الطولى، وإذا تمكنوا من رفع رايات النصر، فهذه نهاية إسرائيل· نحن جميعا نصدق رئيس الوزراء إيهود أولمرت إذن، حين يقول "لا، لن نقبل بخطف جنودنا ولن نقبل باستمرار سقوط صواريخ "القسّام" و"الكاتيوشا" على مدننا، ولن ندفع الرشوة لقاء خطف جنودنا"، حين يقول أولمرت "لا" فإنه يعنيها·

ولكن ما هي "نعم" أولمرت "لا" بحد ذاتها لا تمثل سياسة أو نهجا· فبعد ال "لا"، يجب أن تأتي "نعم"، فلا بد من وجود رؤية للمستقبل، فـ "لا" تضع الحدود فحسب، وليس ما يحدث داخلها أو خارجها، وبهذا المعنى لا تزال الحكومة الإسرائيلية شديدة الغموض فيما يتعلق بـ "نعم"·

 

ماذا نريد؟

 

هل هدفنا هو شن حرب استنزاف بهدف إسقاط السلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية؟ هذا أمر ممكن، ولكن ليس مرغوبا فيه بالضرورة·

وهل الهدف هو إنهاك حركة حماس وحزب الله لدرجة دفعهما لاستجداء وقف إطلاق النار من موقع ضعف؟ هذا أمر قد يكون مرغوبا فيه، ولكنه ليس ممكنا بالضرورة· فالهجمات القاسية على المجموعات الإرهابية لا تؤدي دائما، إلى إضعافها، بل، في بعض الأحيان، تشد من عضدها·

وهل هدفنا إعادة احتلال غزة وإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان؟ هل سنعود الى النبطية ومخيمات اللاجئين في غزة؟ هل هناك في إسرائيل من يفتقد هذه المناطق حقا؟

 

استراتيجية معقدة:

 

على المستوى الاستراتيجي، الأمور ربما تكون أكثر تعقيدا، فهل يمكننا ممارسة الضغوط على مواطني لبنان الشيعة ليضغطوا بدورهم على بيروت كي تضغط على دمشق لتضغط على "حزب الله" وليضغط الأخير، على حركة حماس؟ لقد حاولت إسرائيل مثل هذه الاستراتيجية التسلسلية في التسعينات، دون نجاح يُذكر·

لقد وجدت حكومة إيهود أولمرت نفسها - مرغمة - تخوض حربا على جبهتين في وقت تتأرجح فيه شعبية هذه الحكومة وتهتز ثقة الجهود الإسرائيلية بها، والسيوف اللفظية لن تحسن مصداقيتها، تماما كما لمن تحسن قدرة إسرائيل على ردع هجمات الأعداء··

وكلما اتسعت الهوّة بين التهديدات الإسرائيلية بأننا "سوف نريكم هذه المرة، وسوف نلقنكم درسا"، وبين أفعال إسرائيل على الأرض، بدت إسرائيل مكشوفة وضعيفة في نظر الآخرين·

والخيار أمام إسرائيل اليوم هو إما جسر الهوة بين التصريحات والأفعال، أو التوقف عن توجيه التهديد والوعيد، ويجب علينا أن نبدأ بالحديث الهادىء القليل وبقول الحقيقة، وهي أن للإسرائيليين الحق في أن يعرفوا الى أين تأخذهم هذه الحركة بالضبط، قبل أن تُدخلهم في معارك وعمليات قتل، في وقت لا تتمتع فيه سوى بالقليل جدا من المصداقية·

"عن يديعوت أحرونوت الإسرائيلية"

طباعة  

النفط وليس الديمقراطية.. الدافع وراء غزو العراق