الأدب النسوي واتجاهات ما بعد البنيوية
آدم يوسف
تثير اتجاهات ما بعد البنيوية منذ ظهورها أو ورودها إلينا كثيرا من الأسئلة المتعلقة بالمصطلح النقدي واستخداماته في كتاباتنا المعاصرة، فقد ظهرت مجموعة من الاتجاهات والمدارس النقدية التي يمكن أن تلحق ضمنا باتجاهات ما بعد البنيوية·
ولنا أن نتوقف هنا عند مصطلح الأدب (النسوي) الذي دخل حقل التداول الثقافي والنقدي العربي في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين ولعبت الصحافة الأدبية دوراً مهما في هذا المجال، إذ كانت أول من طرح المصطلح للتداول الأدبي كما يقول مفيد نجم في دراسته المهمة "الأدب النسوي إشكالية المصطلح" وأما من حيث استخداماتها المصطلح والظروف المواتية لنشأته، وسبب بروزه بهذه السرعة اللافتة فإننا سنرجع الأمر الى سبب آخر هو بروز تيارات إبداعية ترمي الى تحرير الكتابة الأدبية من قيود الذكورة واشتراطاتها المسبقة ولكن ثمة أسئلة ترد الى الذهن لابد من التوقف عندها فنحن نتساءل مثلا:
هل هناك أدب نسوي وآخر ذكوري، وفي حال إقرارنا بوجود أدب نسوي خاص، فهل هناك تقاليد نسائىة واضحة ومحددة في الكتابة، وهل الخصوصية في الكتابة النسوية ناتجة عن وعي بالضرورة أم غير وعي؟ وأخيرا، ما هي أبعاد الكتابة النسوية؟ وهل من الممكن أن يكون الرجل مبدعا نسويا بامتياز؟
وتقول د· يمنى العيد في دراسة لها عن الحركة النسوية ومجمل توجهاتها النسوية في أصولها حركة سياسية تهدف الى غايات اجتماعية، تتمثل في حقوق المرأة وإثبات ذاتها ودورها، والفكر النسوي بشكل عام أنساق نظرية من المفاهيم والقضايا والتحليلات تصف وتفسر أوضاع النساء وخبراتهن، وسبل تحسينها وتفعيلها وكيفية الاستفادة المثلى منها· النسوية إذن ممارسات تطبيقية واقعية ذات أهداف عينية· ولما تنامت أخيرا وباتت قادرة على التأطير النظري حتى تبلورت النظرية ونضجت، ظلت الرابطة قوية بين الفكر والواقع، الحركة أو الممارسات تعمل على الساحة لتبديل أوضاع ملموسة وظروف اجتماعية، تتدعم بالنظرية وتستلهم خطاها وتوجهاتها، والنظرية بدورها تتشكل وتتفرع وتتطور بما يبدو عمليا وفعالا أو مطلوبا في الممارسة·
