عبداللطيف الدعيج:

لم أقرأ بتمعن تصريحات البابا التي أثارت حنق من يسمون أنفسهم مسلمين، وهي ذات التصريحات التي دفعت  بحكومة دولة الكويت ووزارة خارجيتها الى استدعاء سفير الفاتيكان والاحتجاج لديه  كما نشر، مع أن مرسوم تأسيس وزارة الخارجية ينص على أن "تتولى شؤون دولة الكويت" ولا  أعتقد أن ما أثاره البابا  له علاقة بـ "دولة" الكويت لا من قريب ولا من بعيد· ربما له علاقة بما يعتقد به بعض الكويتيين ولكن بالتأكيد ليس له علاقة  بالكويت  الدولة·

المهم أن ما أثاره البابا  رغم أني لم أطلع عليه ليس بالإمكان أن يكون هجوما كما يدعي الشيخ محمد الصباح ومن لف  لفه من بقية المتأدينين· لكن أعتقد، بل إني أجزم، أن كل ما أثاره البابا هو ملاحظة حول التاريخ الدين الإسلامي، هذا التاريخ هو ما تحاول جاهدة المجاميع الرجعية الدينية حمايته وتحصينه ومنع أي كان من نقده أو حسب تعاريفهم التطاول عليه· إذا كان الإسلام  لم ينتشر بحد السيف وهو الزعم الذي يتهم البابا بترويجه فلماذا إذا يدافع عنه بحد السيف؟ ولماذا يجبر المتدينون وغير المتدينين في البلاد الإسلامية على ممارسة الشعائر والالتزام بالمبادئ الدينية الإسلامية؟! ولماذا يرتجف كل المسلمين وتلقى القنابل ويقتل الناس كلما أبدى أحد رأيا في الإسلام؟؟!

ليس دفاعا عن الإسلام ، ولكنه حرص على استمرار الاضطهاد وكبت الحريات وصيانة الأكاذيب التي خطها المدونون المتدينون والتي تعود أصلا في معظمها الى طائفة واحدة هي الطائفة السلفية ليس حماية للدين ولكن تثبيتا وتعزيزا للحجر على الفكر ومنع الناس من التدقيق أو فحص ما تناقله الأولون، هذا هو ما يحرك كل قوى التخلف كلما اقترب أحد من إلقاء الضوء على ما تخفي أو كشف ما تحجب·

إن حرية التفكير وحق التعبير مصادر في الكويت مثل ما هو مصادر في كل الدول الإسلامية كما أشرنا سابقا تستطيع أن تبدي رأيا في معتقدات أو قرارات  حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الذي  صان الدستور ذاته الوحيدة ولكنك مع الأسف لا تستطيع مناقشة أحد النقلة في ما نقله أو رواه، ولا يمكن لأي مواطن هنا أو في أي دولة إسلامية أن يبحث أو يناقش في الأمور الدينية، فكل ما نقل وكل ما روي مطلوب تقبله والإيمان به بلا نقاش أو تمحيص وتوثيق، ومن لا يصدق عليه أن يسأل البعض  هنا والكثيرون هناك ممن  تم اضطهادهم أو سجنهم تحت حجة الدفاع عن الدين·