رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 22 نوفمبر 2006
العدد 1751

رأي مهني

الخارطة السياسية للانتخابات المقبلة

 

                                                               

 

إعداد: آدم يوسف

توجهنا بسؤال الى الدكتور جاسم محمد كرم أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الكويت يتمحور حول الخارطة السياسية للانتخابات المقبلة· وذلك على ضوء ما تم إقراره من تعديل للدوائر ومقترح اللجنة الوزارية لتقسيم المناطق السكنية فأجاب:

 

من المعروف أن الخريطة الانتخابية لأي دولة ديمقراطية لها أهمية كبيرة جداً لأن الطريقة التي ترسم بها الدوائر الانتخابية تؤثر في التحكم بنتجية الانتخابات أولاً وتؤثر في السلوك الانتخابي العام للناخبين ثانيا من هذا المنطلق يحرص الجميع أن تحقق الخريطة الجديدة للانتخابات في دولة الكويت مبدأ التوازن والعدالة لجميع الفئات الاجتماعية بقدر الإمكان·

وقبل الشروع في تحليل الخريطة الانتخابية يجب أن نذكر بأنه كلما كبر حجم الدوائر وقلت كلما قلت السلبيات المرافقة للانتخابات وهذا بالتالي يمكن أن يعدل من بعض الانحرافات في السلوك الانتخابي، وبالتالي تقل بعض الظواهر مثل شراء ونقل الأصوات ويمكن -ونشدد على كلمة يمكن - أن تقلل من نمط التصويت القبلي والطائفي ولا تقضي عليه نهائياً·

وموضوع تعديل الدوائر الانتخابية ليس جديدا فقد اقترح عدد من النواب الأفاضل تعديل الدوائر: حيث اقترح النائب مسلم البراك تحول الكويت الى دائرة انتخابية واحدة يمثلها خمسون نائبا مع إعطاء حق التصويت لخمسة مرشحين فقط ولهذا المقترح عدة مزايا مثل:

1- تحقيق العدالة للناخبين·

2- القضاء على موضوع نقل الأصوات·

3- التقليل من التعصب القبلي والطائفي "الى حد ما"·

4- صعوبة شراء الأصوات·

5- يجعل النائب ممثلا حقيقيا للأمة وليس مرتبطا بدائرته فقط·

وهناك صعوبة في تطبيق هذا النظام من الناحية الدستورية أولاً "ولو أن بعض الدستوريين يجيزون هذا" كما أن نظام الدائرة الواحدة لن يكون فعالاً إلا إذا ارتبط بنظام القائمة المختلفة، أي التصويت للقائمة وليس للأفراد·

كما كان هناك اقتراح آخر وهو تقسيم الكويت الى خمس دوائر "وهو مقترح النائب أحمد السعدون" مع إعطاء حق التصويت الى أربعة  مرشحين فقط ثم كانت هناك مقترحات أخرى عدة بتقسيم الكويت الى عشر دوائر وأخيراً شكلت الحكومة لجنة خاصة انتهت الى تقسيم الكويت الى خمس دوائر وهو الاقتراح الذي وافق عليه مجلس الأمة كما هو موضح في الجدول رقم "1"·

وبنظرة تحليلية سريعة يتضح التباين في أعداد  الناخبين بين الدوائر فالدائرة الثانية تضم "38755 ناخباً" بينما تضم الدائرة الرابعة "88454 ناخباً" والدائرة الخامسة  تضم "90231 ناخباً" وعلى الرغم من إيماننا بعدم إمكانية تحقيق عدالة كاملة في توزيع الناخبين كون هذه الظاهرة موجودة في جميع الدول الديمقراطية في العالم إلا أن الفارق يجب أن يكون بهذا الحجم، وفي بعض الدول الديمقراطية كفرنسا مثلا  إذا زادت نسبة الأصوات في إحدى الدوائر بـ 20% عن الدوائر الأخرى فإن لناخبي هذه الدائرة الحق في رفع دعوى في المحكمة الدستورية لإبطال الانتخابات أما الملاحظات الأخرى فهي أن الدوائر ما زالت مفرزة على أساس مناطق حضرية ومناطق قبلية، فالدائرتان الثانية والثالثة دوائر حضرية الى حد كبير، والدائرتان الرابعة والخامسة دوائر قبلية بحتة في حين هناك مزيج بين الحضر والقبليين في الدائرة الأولى أما بخصوص الامتداد الجغرافي فالخريطة متناسبة الى حد كبير فيما عدا منطقتين هما كيفان موجودة في الدائرة الثالثة والمفروض أن تكون في الدائرة الثانية، والجابرية موجودة في الدائرة الثالثة والمفروض أن تكون في الدائرة الأولى·

 

·   من الناحية السكانية تضم الدائرة الأولى غالبية حضرية "سنة+ شيعة" مع تواجد واضح للعوازم في مناطق الدسمة، السالمية، وسلوى·

·    الدائرة الثانية حضرية سنية مع تواجد أقل لبعض القبائل في الصليبخات والدوحة·

·   الدائرة الثالثة حضرية سنية بشكل كبير مع تواجد لبعض الأقليات مثل الشيعة في الجابرية وقبيلة عتبة في خيطان·

·   الدائرة الرابعة قبلية بحتة، تتواجد فيها قبائل الرشايده+مطير+ عنزة+ شمر·

·   الدائرة الخامسة دائرة قبلية تتواجد فيها قبائل العوازم والعجمان بشكل رئيسي مع تجمعات أقل للهواجر والفضول وأقلية حضرية·

من المتوقع أن تتوزع المقاعد كالتالي:

1- الدائرة الأولى: 4 مقاعد للشيعة، 4 مقاعد للسنة، مقعدين للعوازم·

2- الدائرة الثانية: 8 مقاعد للحضر السنة ومقعدين للقبائل·

3- الدائرة الثالثة: 8 مقاعد للحضر السنة ومقعد واحدة للشيعة ومقعد لقبيلة عتيبة·

4- الدائرة الرابعة: 4 مقاعد للرشايدة، 4 مقاعد مطير، 2 مقعد لعنزة وشمر·

5- الدائرة الخامسة: 4 مقاعد للعوازم، 4 مقاعد  للعجمان ومقعدين للأقليات·

"هواجر، مطير، حضر"·

أخيراً يجب أن نذكر بأنه لا يمكن رسم خريطة انتخابية واحدة ترضي جميع الفئات والأطراف وتحقق العدالة الكاملة للجميع، كما أن الدوائر الخمس  لن تكون العصا السحرية التي تحل مشاكل التصويت القبلي والطائفي ولكنها اللبنة الأولى في الإصلاح السياسي، الدوائر الخمس بالتأكيد ستقلل من ظاهرتي نقل الأصوات وشراء الأصوات كما نعتقد أن التحالفات ستكون مهمة جداً لنجاح أي مرشح ففكرة المرشح المستقل تماماً سوف تختفي لأن المرشح المستقل لن يكون له نصيب في ظل النظام الجديد·

يذكر أن مقترح اللجنة الوزارية يقسم المناطق السكنية على الدوائر بحسب ما يأتي:

الدائرة الأولي وتشمل: دسمان- شرق- بنيد القار- الدسمة-الدعية- الشعب- حولي- وميدان حولي-السالمية-الرميثية- بيان مشرف- مبارك- عبد الله الجابر·

وناخبوها 62156

الدائرة الثانية وتشمل: المرقاب- القبلة- المنصورية- القادسية- عبد الله السالم- النزهة- الفيحاء- الشامية- الشويخ-غرناطة- الصليبخات- الدوحة· وناخبوها 38755 ناخباً·

الدائرة الثالثة وتشمل: كيفان- الروضة- العديلية- الخالدية- الجابرية- السرة- قرطبة- اليرموك- السلام- الصديق- حطين- الزهراء- الشهداء- خيطان وعدد ناخبيها 54197·

الدائرة الرابعة وتشمل: العمرية- الفروانية- الري- الرابية- الرحاب- جليب الشيوخ- الرقعي- العارضية- الاندلس- الفردوس- صباح الناصر- الصليبية- أمغرة- الجهراء القديمة-الجهراء الجديدة وناخبوها 88454 ناخباً·

الدائرة الخامسة: صباح السالم- المسيلة- العدان- القرين- ابو فطيرة- الفنطاس- القصور- مبارك الكبير-العقيلة - جابر العلي- الظهر- المهبولة- الرقة- هدية- ابو حليفة- الشجاعية - المنقف - الفحيحيل - أم الهيمان وعدد ناخبيها 90221·

طباعة  

ديوان النيباري ضم الجلسة النقاشية "الدستور ضمان الاستقرار"
الحل غير الدستوري" مرفوض ويجب أن يلغى من قاموس السياسة الكويتية

 
دعا الى التوسع في الدراسات المتعلقة بالبيئة والجدوى الاقتصادية والسياحية
د. مهدي إبراهيم: البيئة المحلية تعاني غياب الاستراتيجية وازدياد النفايات الصلبة