قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن محادثات سرية مباشرة بين مسؤولين أمريكيين وبين بعض قادة مجاميع التمرد المسلحة العراقية قد انتهت بالفشل بعد شهرين من اجتماعات مستمرة، وقالت الصحيفة في عددها الصادر الأحد الماضي إن رئيس الوزراء العراقي الأسبق الدكتور إياد علاوي قام برعاية الاجتماعات التي حضرها قادة المجاميع المسلحة والسفير الأمريكي ببغداد زلماي خليل زاد·
وأضافت الصحيفة إن الدكتور علاوي وبعد شهور من المحادثات الهادئة مع ثلاثة قادة من تلك المجاميع تمكن من إقناعهم بالسفر الى العاصمة الأردنية عمان ولقاء السفير خليل زاد في فيلته وسط المدينة·
وقالت الصحيفة إن تصريحات قادة المتمردين عن الاجتماعات السرية تكشف عن فشل المحاولات المتفق عليها لضمهم الى المفاوضات منذ بداية العام الحالي·
وأشارت الصحيفة الى أن المفاوضات الأخيرة ضمت قادة جماعات من مستوى عال في تنظيماتهم· وأن الطرفين اجتمعا للمرة الأولى في 17 ديسمبر العام الحالي وكانت لديهم أرضية مشتركة في الحوار، في النظرة الى إيران والمخاوف من ظهورها كقوة مؤثرة في المنطقة، ثم تطورت المحادثات لتكون بغداد مقرا لاجتماعات متواصلة لمدة ثمانية أسابيع، وكان بعضها اجتماعات متواصلة يوميا في منزل الدكتور إياد علاوي·
وقالت الصحيفة إن السفير زاد أبدى تفهمه لمطالب العفو عن المعتقلين وإلغاء عمليات اجتثاث البعث· وكانت هناك مطالب بترك نتائج الانتخابات العامة التي جرت العام الماضي جانبا، واقترح قادة المجاميع إنشاء حكومة طوارئ برئاسة الدكتور إياد علاوي على أن يرأس الوزارات الرئيسية (الدفاع والداخلية) أشخاص غير طائفيين، الأمر الذي وصفته الصحيفة بحل الحكومة الحالية·
وقالت الصحيفة إن الاجتماع الذي ضم ستة جنرالات أمريكيين مع قادة تلك المجاميع إضافة الى السفير زاد وبعض شيوخ عشائر من مدينة بغداد والأنبار وديالى وبعض المناطق الساخنة قد فشل بسبب تبادل الطرفين الاتهامات بشن هجمات متبادلة خلال فترة الهدنة، الأمر الذي أدى إلى رفض المتمردين تناول طعام الغداء مع الجنرالات·
وأشارت الصحيفة الى أن المحادثات تعقدت بسبب طلبات مختلفة لبعض قادة التمرد، وقال أحد الأطراف المقربين من عزة الدوري (نائب صدام) أن العديد من قادة التمرد يتم توجيههم من قبل حزب البعث المنحل وقادته العسكريين· وقالت الصحيفة إن قنبلة الاجتماع كانت في إعلان خليل زاد نيته مفاتحة إيران في ضرورة المساهمة بحل الصراع في العراق، مما أغضب القادة السنة ورفضوا الاستمرار في الاجتماعات·