رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 مارس 2007
العدد 1764

لصالح المعاقين ذهنيا ولصالح الجهات المتطوعة لخدمتهم ويشارك فيها عدد من هذه الفئة
رحلة بحرية عبر المحيط الأطلسي

 

·        العمل لصالح الاعاقات الذهنية يستحق المجازفة بالمحيط الأطلسي وبغيره والدول المتقدمة يجازفون بقضايا أقل أهمية

·         المتحدثين من الأصحاء والمتطوعين عن قضايا المعاقين أكثر من المعاقين وأولياء أمورهم وهو أمر غير عادي

·         اظهار القصص الحقيقية للمعاقين ذهنياً وأوضاعهم سوف تساعد بتحريك قضاياهم ودمجهم بالمجتمع

·         معظم انجازاتنا تقليداً للدول المتقدمة فلنجعل هذه الرحلة البحرية بأهدافها وبنوعها نموذجاً جديداً وابداعاً نسبق به الآخرين

 

كتب جاسم الرشيد:

تكلمنا كثيرا في هذه الصفحة عن فئة الإعاقات الذهنية، وركزنا على أوضاعهم وأعدادهم، وطلبنا عبر وسائل مختلفة من أولياء الأمور ومن المسؤولين الالتفات لهذه الفئة، وخاصة في ما يتعلق بالأمور الرياضية إلى أن قام خمسون من أولياء الأمور ونحن معهم باقتراح إنشاء ناد رياضي لهم يتناسب والوعي العالمي، وقدم مع الاقتراح مشروع نظام أساسي يحدد دور الأسر بتحمل مسؤولياتهم وخاصة أن كثيرا من أولياء الأمور يتحملون مسؤوليات كبيرة بالدولة، ومنهم أطباء ودكاترة تدريس مواد متعلقة بهم ومحامون وغيرها من تخصصات·

وكان إلحاحنا بهذه الصفحة نابعاً من التجارب الناجحة التي مررنا بها مع أولادنا، وانعكست علينا إيجابا، وكنا نرغب بتعميم الفائدة على الجميع، وكان نابعا أيضا من تجربة النادي الكويتي للمعاقين الذي أثبت برعايته لقليل من هذه الفئة، حسب إمكاناته، قدرتهم على الإنجاز فحققوا للنادي وللكويت ولأسرهم إبداعات هائلة·

وقد استخدمنا لتوصيل هذه الرسالة عدة طرق منها الكتابة وتوزيع أشرطة الفيديو وأقراص مدمجة وبرامج إذاعية، "ورززنا وجوهنا" ببرامج تلفزيونية وبندوات على قدر قدراتنا، واتصلنا بأسر ومسؤولين· ألحقنا ذلك باقتراح آخر وكتبنا عنه مؤخرا بدمج كل المعاقين ذهنيا وحركيا دمجا كاملا بكل الأندية لينالوا حظهم من التسهيلات المتوافرة بالأندية من أماكن ومعدات وتشجيع جمهور ومباريات على مدار العام بين الأندية وإدارة هذه الأندية حيث أثبت المعاقون نجاحا وإصرارا يعطيهم فرص نجاح بإدارة رياضة الأصحاء بالمقدار نفسه، أو أفضل وتأهيل الاتحادات لذلك وإشراك المعاقين بإدارة هذه الاتحادات أيضا·

استطعنا أن نوصل جزءا من الرسالة، واستطعنا استقطاب بعض المسؤولين من الحكومة والبرلمان وبعض الأسر وما لم نستطعه وهو الأهم هو تحريك الشعور الرياضي تجاه هذه الفئة حيث لم نجد خلال إلحاحنا وتكرارنا وتطفلنا تحريك الجهات المسؤولة عن رياضة الشباب بأي تجاوب يؤيد أو يعارض أو يعطي حلولاً وسطاً لمطالبنا تجاه هذه الفئة بدراسات واضحة وحلول واضحة وتواصلاً واضحاً لأي سؤال أو استفسار أو تلميح بنية بحث الوضع إلى أن أصبح التكرار مملا، ثم عملنا "نفسنا ما ندري" وبدأنا التكرار مرة أخرى· وإلى الآن لم يتطرق أحد إلى دراسة مفصلة لانتشال هذه الفئة من منازلها وتأهيلها رياضيا كتدخل مبكر حتى تتمكن من الالتحاق بأي ناد رياضي· وعندما نقول دراسات واضحة فإننا نعلم أن تهيئة هذه الفئة رياضيا مكلفة، فهي تحتاج لأعداد كثيرة من المدربين لكل لعبة، ونعلم أن المنظمات الرياضية فتحت لهم المجال بحدود 24 لعبة· ونعلم أن بالكويت أولاداً وبناتاً بأعداد كبيرة يمكن لهم النجاح، ونعلم بضرورة إجبار أولياء الأمور لتحمل مسؤولية أولادهم رياضيا، كالتعليم، وأن دمج الأسر بالرياضة أيضا علاج مهم للأسر أنفسها، ولذلك يجب أن يكون النقاش موسعاً ومكثفاً حتى يستدرج جهات كثيرة للنقاش مثل الجامعة وبقية الأندية· وكل من له خبرة وتعامل مع رياضة المعاقين·

بالنسبة للدمج الكامل لكل الإعاقات قدمنا تصورا مبدئيا وهو أن تعد استمارات من قبل الصفحة لهيئة الشباب ويساندها استمارات تساعد الهيئة موجهة لكل الأندية والاتحادات وأبطال الكويت العالميين من معاقي الجسد وجهات علمية لبيان رأيهم لعل ذلك يساعد الهيئة لاتخاذ قرار تاريخي بنقلة نوعية للمعاقين وليس توسعة ناد فقط·

وقد اصطدمنا برأي منطقي يقول إن هيئة الشباب قد ترفض ذلك لأنها ستعتبر ذلك توجها من صحيفة بغض النظر عن المصلحة العامة· ورأينا جزءا من المنطق في ذلك حسب الأوضاع السائدة وتركنا الأمر، وعلى أي جهة علمية أخرى أن تتقدم به وتتبناه ليكون مقبولا أو على المعاقين أنفسهم وهم الجهة المعنية أن يطالبوا بترقية أوضاعهم بما يناسب وضعهم الحالي بالمجتمع· فليتبنوا هذا الموضوع فهم قادرون أكثر منا·

إن العمل لصالح الإعاقات وخاصة الذهنية منها حيث لا تستطيع التعبير عن نفسها ليس له حدود ليحصلوا على كل الامتيازات التي للآخرين· والطريق المسدود يمكن أن يستبدل بطريق آخر، قد يكون سالكاً لذلك رأينا إثارة انتباه العالم كله هذه المرة عن هذه الفئة من كل الأجناس والأديان والألوان· وذلك من خلال تكوين فريق خاص يقوم برحلة بحرية لها طابع خليجي وعربي ودولي ليكون لكل دولة وكل تجمع بصمة بهذا العمل الذي يبدأ من الكويت مرورا بكل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى واشنطن عبر المحيط الأطلسي بمرافقة ضيوف من كل دولة مع الفريق الأساسي ليقيموا ندوات ومحاضرات بكل دولة، ناقلين تجاربهم الناجحة منها والمؤلمة مع أعمال أخرى موازية من الفريق الخاص لبيان الأنشطة الكبيرة التي تقوم بها الجهات التطوعية وعمل أفلام تطوعية إعلامية عنها تشجيعا لها وبياناً لدورها المهم بالمجتمع حتى تلقى التشجيع الكافي وتستمر في عملها لخدمة الكثير من الحالات والأسر· مثل الجمعيات ذات العلاقة بالمعاقين من الكويت ودول الخليج والدول العربية أو الجهات الرسمية والإعلامية مثل الصحف التي خصصت صفحات ثابتة عن هذه الفئة والأفراد المميزين مثل الشعراء الذين كتبوا كثيرا عن هذه الفئة·

لقد أنهى الفريق الخاص الفيلم الأول عن الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون وتم توزيعه ومن يرغب بنسخة يجدها مجانا لدى صفحة فئات الخاصة بـ"الطليعة"· والعمل جار الآن لاستكمال بقية السلسلة· ولقد لقي الفريق مساندة معنوية من شخصيات شرفية ومن مشاهير ومهنيين سترد أسماؤهم تباعا عند الحصول على موافقتهم للانضمام·

وسيكون جميع العمل من إمكانات الفريق الخاص فقط من أفلام وطباعة كتيب الرحلة وعمل المحاضرات حتى إذا استكمل نكون قد حققنا جزءا من الهدف بالتعريف بهذه الفئة وبالجهات التطوعية المختلفة· فإذا رغبت الشركات الكبرى والمؤسسات العالمية بالدخول ببناء القارب مقابل وضع شعاراتها على كل فعاليات الفريق وهذا ما نأمله سوف تنطلق الرحلة بمشيئة الله معيدين مجد الآباء في هذا العهد الجديد الذي يجب أن نحدث فيه فرقا ليكون مميزا· ونحن قادرون بمشيئة الله·

حتى الآن أنهى الفريق جزءا من تصميم القارب وجزءاً من تصميم الموقع الإلكتروني وبعض أجزاء من أفلام أخرى عن مركز العمل التطوعي ووزارة الإعلام (برنامج تلفزيون الأطفال)، وجمعية أولياء الأمور· كما تواصل معنا بعض الشخصيات الشرفية وانضموا للفريق، وعند استكمال المشروع سوف يعرض على الصحف لمعرفة آرائهم وآراء قرائهم ليأخذ الموضوع زخما أكثر حتى بلورة الرؤية النهائية لعرضه على مراجع ومؤسسات عليا للدخول بالمراحل النهائية·

إننا خلال السنوات الماضية لابد أن نعترف بأننا وفي أثناء تلك الحملة التطوعية مع مجموعة من أولياء الأمور واجهتنا أمور سارة كثيرة، كما واجهتنا أمور متعبة نفسيا وجسديا، وكان عملا مضحكا أحيانا، ويثير الشفقة منا وعلينا أحيانا أخرى، خاصة وبعضنا يتحول من "حداقة" أي هواة صيد السمك إلى صحافيين قليلي الخبرة والمهنية نوصل المعلومة أحيانا بطريق بدائية وبعضها بنجاح، ننهي صفحة الأسبوع ونحمل هم الصفحة القادمة التي دائما تخرج بقدرة قادر، فنحن لم نكن ولن نكون مهنيين "وحتى لو" فإننا لا نرغب بهذه المهنة· فيكفينا تشجيعا تلك الكلمات الراقية الطيبة من قلب ولية أو ولي أمر عاجزين معنويا عن التعبير وإيجاد مصلحة أبنائهم وهم يرون ما لديهم من قدرات ولا يدرون ماذا يفعلون وهي مسؤولية الدولة·

 

   

            

طباعة