رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 أبريل 2007
العدد 1768

مشاركة "حماس" ضمانة لتنفيذ أي اتفاق
لا يمكن صنع السلام مع نصف القيادة الفلسطينية

                                                                     

 

·         ليس من مصلحة إسرائيل أو السلام أن ندفع "حماس" إلى أحضان إيران

·         إذا كان بالإمكان فهم مقاطعة أمريكا وألمانيا لحركة حماس، فكيف يقاطع بان كي مون رئيس وزراء منتخباً؟

·         السلام لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال والاعتراف بإسرائيل

 

بقلم: جدعون ليفي

إذا كان الهدف من الزيارات المكوكية التي يقوم بها زعماء أجانب من أمثال وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمستشارة الألمانية انجيلا ميراكل وغيرهم، هو تعزيز فرص السلام، كما يُفترض، فإن نتيجة مثل هذه الزيارات ستكون عكسية، وستؤدي - بدلاً من ذلك - الى تعميق الصراع الذي يعتبر التهديد الأخطر للسلم الدولي·

وحقيقة أن كل هؤلاء الزعماء يقاطعون رئيس الوزراء الفلسطيني، تقرر مسبقاً أنه لن يتم إحراز أي تقدم في عملية السلام· فإذا كان هناك من يرغب في الإسهام بإحراز تقدم فعليه أن يقوم بخطوتين· الأول، مقابلة إسماعيل هنية والضغط عليه من أجل الاعتراف بإسرائيل، ومقابلة إيهود أولمرت والضغط عليه من أجل إنهاء الاحتلال· ودون ذلك، فلن يتم التقدم الى الأمام بوصة واحدة· وإنه لمن الصعب أن يفهم المرء كيف نجحت إسرائيل مرة أخرى، في إجبار المجتمع الدولي على الرقص على ألحانها· فبعد أن جرَّت العالم الى مقاطعة ياسر عرفات قبل سنوات قليلة، ها هي الآن تنجح في إقناع العالم بمقاطعة هنية، وهو الأمر الذي لا يخدم سوى مصالح الحكومة الإسرائيلية بعدم إجراء أي مفاوضات مع الفلسطينيين من أجل إنهاء الصراع·

 

جبهة الرفض!

 

يجب على أوروبا والولايات المتحدة أن تفهما أن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية أوجدت شريكاً للسلام· ويجب عليهما أن تفهما كذلك أن من غير الممكن صنع السلام مع نصف القيادة الفلسطينية، وأن وجود حركة حماس في الحكومة هو الذي سيضمن تطبيق أي اتفاق يتم التوصل إليه· إن مقاطعة رئيس وزراء منتخب تحقيقاً لرغبة جبهة الرفض في إسرائيل والولايات المتحدة هو ضرب من الحماقة، كما أن زيارة السلطة الوطنية وفي الوقت ذاته، مقاطعة رئيس وزرائها، هو أمر لا معنى له·

الديموقراطية تعتبر قيمة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، ولكن حين تصبح الأراضي الفلسطينية المكان الوحيد في العالم العربي الذي تجري فيه انتخابات حرة، يدير العالم لها ظهره، فما الرسالة التي يريد العالم أن ينقلها الى الفلسطينيين؟

هل هي أن الانتخابات تعتبر آلية عادلة، فقط إذا كانت نتائجها مقررة سلفاً؟ أنها رسالة مناقضة للديموقراطية ينقلها العالم الى الديموقراطية الفلسطينية الناشئة· كما أنها رسالة سلبية أيضاً لأجواء توقف العنف، فحركة حماس التي التزمت وقف إطلاق النار، لم تحصل على مقابل سياسي لهذا الموقف·

وإذا كان مفهوماً أن تقاطع كونداليزا رايس رئيس وزراء السلطة الفلسطينية أو المستشارة الألمانية التي تتعامل بلادها بحساسية مفرطة مع كل ما يتصل بإسرائيل، فإن من غير الممكن فهم موقف الأمين العام للأمم المتحدة المقاطع له·

فمن انتخبه لمقاطعة رئيس وزراء منتخب؟ وهل هناك قرار للجمعية العمومية للأمم المتحدة بأن العالم قرر مقاطعة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وهل هكذا يتصرف وسيط نزيه للسلام؟!

 

زعيم ضعيف

 

والغريب أن يتصرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل ينسجم مع هذه السياسة، ولو كان زعيماً له موقف حازم، لكان أبلغ زواره إنه يرحب بهم، ولكنه لا يقبل بمقاطعة رئيس وزرائه، وسوف يقول لهم إن لديه جدلاً حامياً مع رئيس وزرائه، ولكن ذلك يجب أن يحل من خلال الحوار وليس بالمقاطعة "وإذا أردتم مقابلتي فعليكم مقابلة هنية، وإذا دعوتموني الى واشنطن فلن أُلبيّ الدعوة إلا برفقة شريكي الرئيسي في الحكومة"·

ولكن في ظل غياب موقف شجاع من عباس، فأنه يبدو زعيماً ضعيفاً· وربما لا يكون "صوصاً لم ينبت ريشه" بعد (كما وضعه شارون ذات يوم)· ولكنه دمية بالتأكيد، كما يريد له الأميركيون والإسرائيليون أن يكون·

وينطبق ذلك تماماً على المقاطعة الاقتصادية· فأولئك الذين يريدون أن يروا تقدماً سياسياً بحاجة أيضاً، الى السعي من أجل تحسين الظروف غير الإنسانية في الأراضي المحتلة· فالعالم يجب أن يمقت الاحتلال، والمشاركون في المقاطعة الذين يمنعون وصول المساعدات الى الفلسطينيين إنما هم متورطون تماماً في المظالم التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين·

إننا نعيش وسط عالم يدفن رأسه في الرمل ولا يطلب من إسرائيل القيام بأي شيء في ما يتعلق بالاحتلال·

لقد كان ينبغي أن تكون إسرائيل أول من يهتم بإنهاء المقاطعة على الفلسطينيين، ولو كانت جادة في تحقيق السلام لرحبت بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ولشجعت قادة العالم على الاجتماع بمسؤولي هذه الحكومة· فمن هو المستفيد من هذه المقاطعة التي تدفع بحركة حماس الى أحضان إيران؟ بالتأكيد ليست إسرائيل ولا فرص تحقيق السلام·

"عن: هآرتس"

طباعة  

الحرب الأمريكية على الإرهاب جعلت العالم أقل أمناً
 
الحرس الثوري يدير مشاريع بمليارات الدولارات