رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 أبريل 2007
العدد 1768

جملة مفيدة

(حلو.. جميل.. رائع)

 

آدم يوسف

النقد الصحافي حالة تقف في البين أو بين البين، فهو ليس مقعراً من حيث المصطلح، ومرجعية المصادر والإشارة والتوثيق، وهو أيضاً ليس فارغاً وسطحياً الى حد السذاجة والاستهتار، أو هكذا يفترض أن يكون إنها حالة وسطى ينشدها كل من يكتب للصحافة اليومية أو الأسبوعية السيارة، فالمرجعية الثقافية مطلوبة، وكذلك الاستناد على شيء من القراءة والتأمل والمتابعة اليومية والإحالة المصدرية، إن اللغة الأدبية والنقدية القائمة على أسس ثقافية سليمة، وصياغة عفوية ومتسلسلة هي التي تقدمنا للآخرين وتعكس رؤانا وتصوراتنا في الحياة·

وهذه اللغة أيضاً هي التي نستعين بها في شرح النصوص الأدبية، والتعبير عن حالة التلقي، والانفعالات التي تجترحنا حين نكون في قمة التفاعل مع نص أدبي أو لوحة تشكيلية، أو عمل سينمائي ودرامي·

ومن الملاحظ أن كثيراً من المقالات الأدبية في الصحافة اليومية التي يتصدرها مسمى "قراءة نقدية" لا تراعي هذه الناحية - أقصد العمق الثقافي واللغة الأدبية والنقدية - كبير اهتمام فنحن نقرأ بين الفينة والأخرى عبارات من مثل: "حلو·· جميل·· رائع·· مدهش·· أعجبني إلخ" وتأتي غالباً في سياق التعبير عن نص إبداعي أو عمل تشكيلي وفني، مع أن هذه الكلمات لا تمت الى النقد الأدبي بصلة، بل لا تتعدى كونها انطباعاً سطحياً يرافق اللحظة الأولى للتلقي، وقد يكون هذا النوع من التعبير مقبولاً إذا جاء في قالب شفاهي أو على سبيل المجاملة، إذا سألك شخص ما عن رأيك في العمل الفلاني مثلاً، ولكن أن تتنقل هذه الكلمات الى الكتابة والتدوين الصحافي، الذي ربما يصبح مرجعاً علمياً فيما بعد، فهو أمر غير مقبول·

وفي رأيي أن ثقافة الناقد أو الكاتب الصحافي تسمح له أن يميز بين ثلاثة أنواع من القراءة· ذكرها تودوروف، ونقلها عنه معظم النقاد العرب، ومنهم الناقد د· عبدالله الغذامي، الذي يذكرها على النحو الآتي: القراءة الاسقاطية، وهي نوع من القراءة يعامل النص كأنه وثيقة لإثبات قضية شخصية أو اجتماعية، وكذلك قراءة الشرح، وهي تأخذ بظاهر النص وتعطيه العناية الكبرى، وأخيراً القراءة الشاعرية، وهي تعني بالنص من خلال فكرته الشعرية بناء على معطيات سياقه الفني والأدبي·

 adamyosef@hotmail.com

طباعة  

أمين عام رابطة الأدباء في حديث لـ"الطليعة":
حمد الحمد: نتبنى الرأي الجماعي ولا نغفل أحدا

 
شعر
 
إصدارات
 
اشراقة
 
وجهة نظر