· أبطال العمليات السرية القديمة هم نفسهم اللاعبون الآن في الساحة
· سيناتور أمريكي ديمقراطي: من الصعب أن أثق بهكذا حكومة
بهذا الجزء الأخير من تحقيق "سيمور هيرش" المطول الذي نشر في صحيفة New Yorker يوم 5/3/2007، تحت عنوان "إعادة التوجيه" أو تسديد الاتجاه عن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العودة إلى العمليات السرية لخلق الفوضى في إيران وسورية ولبنان، تنهي "الطليعة" ترجمة التحقيق كاملا، وبلا تصرف، وكما ورد في الأصل·
سيمور هيرش*:
يعيد لجوء حكومة بوش إلى العمليات السرية التي لا تقدم تقارير بشأنها إلى الكونغرس، وصفقاتها مع وسطاء ذوي جداول أعمال لا يمكن مساءلتهم، إلى ذاكرة البعض في واشنطن فصلا عتيقا في التاريخ· فقبل عقدين من الزمن حاولت حكومة "ريغان" تمويل الكونترا في نيكاراغوا بطريقة غير قانونية عن طريق مبيعات أسلحة سرية لإيران· ودخلت في الموضوع الأموال السعودية في ما أصبح يعرف باسم "فضيحة "إيران - كونترا" ، وينخرط بعض من اللاعبين آنذاك، وبخاصة الأمير بندر وإليوت إبرامز في الصفقات الحالية·
عن إيران - كونترا، قال لي مسؤول المخابرات السابق الرفيع المستوى، إنها كانت موضوع نقاش غير رسمي "للاستفادة من دروسها" قبل سنتين بين أبطال الفضيحة· وقاد النقاش "إبرامز"، وكانت إحدى النتائج المستخلصة هي أن رغم افتضاح البرنامج في نهاية الأمر، فمن الممكن تنفيذه من دون إعلام الكونغرس· ووجد المشاركون في النقاش، في ضوء ما علمتهم إياه التجربة، أنه بالنسبة للعمليات السرية في المستقبل، أولا، أنت لا تستطيع الثقة بأصدقائنا، وثانيا، يجب أن تكون المخابرات المركزية الأمريكية خارج العمليات كليا، وثالثا، لا يمكنك الثقة بلابسي "البزة العسكرية"، ورابعا، يجب أن يدير العمليات مكتب "نائب الرئيس" والإشارة الأخيرة هي إلى دور ديك تشيني·
وقيل لي لاحقا من قبل مستشاري الحكومة ومسؤول المخابرات، إن أصداء إيران - كونترا كانت عنصرا في قرار "نيغروبونثي" بالاستقالة من استبداد المخابرات القومية، وقبول منصب وزاري ثانوي كواحد من وكلاء وزارة الخارجية (رفض "نيغروبونتي" التعليق على هذه الأقوال)·
وأخبرني المسؤول المخابرات السابق أيضا أن "نيغروبونتي" لم يرد تكرار تجربته في عهد حكومة "ريغان" حين عمل سفيرا في هندوراس· وقال "نيغروبونتي" حسب المسؤول المخابراتي: "لن أسير في هذا الطريق ثانية أبدا، مع إدارة عمليات من دون إذن (في حالة عمليات المخابرات المركزية السرية يجب أن يصدر الرئيس إذنا مكتوبا ويعلم الكونغرس)· وأضاف أن "نيغروبونتي" ظل بعيدا كوكيل للخارجية لأنه يعتقد "أنه من موقعه هذا يستطيع التأثير على الحكومة بطريقة إيجابية"·
وقال المستشار الحكومي أن "نيغروبونتي" يشارك البيت الأبيض في أهدافه، ولكنه "يريد أن يقوم بها بوساطة أوامر مكتوبة" وأخبرني مستشار البنتاغون أيضا أنه "كان هناك إحساس لدى الأوساط العليا بأنه لم يكن تماما في المركب نفسه مع المزيد من المبادرات السرية المغامرة"· وكان صحيحا أيضا، كما قال، إن لدى "نيغروبونتي": "مشاكل مع سياسة روب غولدبيرج المبتدعة الغريبة هذه لتسوية أوضاع الشرق الأوسط"·
وأضاف مستشار البنتاغون أنه كانت هناك صعوبة واحدة، بتعبير الإشراف، يعلل التمويل السري": "هنالك الكثير، والكثير من مصادر الأموال السوداء، موزعة في أماكن عديدة وتستخدم في مختلف أنحاء العالم في أنواع من المهمات"· وفوضى الميزانيات في العراق، حيث بلايين الدولارات خارج الرقابة، جعلتها أداة لمثل هذه الصفقات، كما عبر مسؤول الاستخبارات السابق الرفيع المستوى، والجنرال المتقاعد ذو الأربع نجوم·
"هذا يرجعنا إلى إيران - كونترا"· هذا هو ما قاله لي مساعد سابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي· "والكثير مما يفعلونه هو من أجل إبقاء وكالة الاستخبارات خارج الأمر"· وقال بأن الكونغرس لم يكن على علم بالمدى الكامل للعمليات السعودية - الأمريكية، والمخابرات المركزية الأمريكية، كما قال، تسأل: "مالذي يجري"؟ إنهم قلقون لأنهم يعتقدون أنها عملية هواة·
وبدأت قضية الإشراف تسترعي المزيد من الانتباه من قبل الكونغرس· في نوفمبر الماضي، أصدرت لجنة الخدمات البحثية في الكونغرس تقريرا للكونغرس حول ما وصفته بأنه تمويه الحكومة للخط الفاصل بين أنشطة المخابرات المركزية الأمريكية والأنشطة العسكرية تحديدا، والتي لا تتطلب التقارير نفسها· ووضعت لجنة الاستخبارات التابعة للكونغرس برئاسة السيناتور "جاي روكفلر" على جدول الأعمال جلسة استماع يوم 8 مارس حول أنشطة مخابرات وزارة الدفاع·
وأخبرني السيناتور "رون وايدن" عن ولاية أوريغون، وهو ديمقراطي عضو في لجنة الاستخبارات، بأن "حكومة بوش أخفقت مرارا في الوفاء بالتزاماتها القانونية تجاه جعل لجنة الاستخبارات على علم دائم ومتواصل"·
وقال "وايدن"، وكان الجواب المكرور الذي يأتينا مرة بعد مرة هو "ثقوا بنا" ومن الصعب بالنسبة لي، كما قال، أن أثق بهكذا حكومة·
عن New Yorker
5.3.2007
(انتهى)