كتب خالد الشمري:
أكد صالح زكريا شيخ المدربين والمدير الفني للمنتخب الوطني أن إخفاقات الأزرق في السنوات الأخيرة لم تكن وليد الصدفة وإنما جاءت من خلال تراكمات قديمة أثرت بالسلب على المنتخب واستقراره، موضحا أن الكرة الكويتية كانت ضحية غياب الاستقرار الإداري لفترة طويلة وسوء التخطيط واختفاء المواهب وهبوط مستوى المسابقات المحلية وعدم صلاحية بعض الملاعب·
وأضاف أن تلك العوامل تجمعت وظهرت على السطح في آخر عشر سنوات وكانت النتيجة تراجع رهيب في المستوى والنتائج وابتعاد المنتخب عن منصات التتويج حتى على المستوى الخليجي·
وألمح زكريا الى أن فشل المنتخب في "خليجي 18" يعد من توابع الإخفاقات السابقة، مؤكداً أنه كان من الصعب أن ينافس الأزرق على كأس الخليج في ظل تواضع فترة الاستعداد بجانب تأثر اللاعبين من الضغط الجماهيري والإعلامي الرهيب الذي صاحب الدورة·
وتطرق زكريا في حديثه الى الشائعات التي طاردته خلال تلك الفترة وأوضح أنه لم يسمح لأي مسؤول بصرف النظر عن اسمه ومكانته أن يتدخل في الأمور الفنية الخاصة بالمنتخب ولم تمارس عليه أية ضغوطات خارجية أثناء اختيار اللاعبين، وبيّن زكريا أن خلال 40 سنة في مهنة التدريب لم يحدث مطلقا أن تدخل الغير في مهام عمله·
وبالنسبة لاتهامه بمحاربة اللاعبين الكبار أمثال خلف السلامة وفرج لهيب وخالد عبدالقدوس الذين استبعدوا من الانضمام للمنتخب في "خليجي 18" قال مع الاحترام لهؤلاء اللاعبين "لكنني اخترت اللاعب الأجهز فنياً وبدنياً ونفسياً للدورة"·
ويرى زكريا أن اللاعبين الذين مثلوا المنتخب في كأس الخليج هم الأفضل على المستوى المحلي هذا الموسم·
المنتخب أهم من التاريخ
وانتقل زكريا الى نقطة موافقته على تدريب المنتخب في الفترة الأخيرة وتأثير ذلك على إنجازاته السابقة مع الأزرق، مؤكداً أنه لم يتردد لحظة في الموافقة على تدريب المنتخب لعدة أسباب أولها رغبته في خدمة الكرة الكويتية تحت أي ظرف وفي أي موقع بجانب ارتباطه بعقد مع اتحاد الكرة سينتهي العام المقبل، وبالتالي فهو يعد موظفا في الاتحاد ولا يستطيع الاعتراض على المهام التي تكلف إليه·
وأشار الى أنه لم يشعر بالندم إطلاقاً على قيادته للأزرق في "خليجي 18" مؤكداً أن المنتخب أهم من تاريخه الشخصي·
وأبدى موافقته المبدئية على التعاون مع أي مدرب أجنبي يرغب الاتحاد في التعاقد معه الفترة المقبلة·
ونفى زكريا الكلام الذي أثير مؤخراً حول اعتراضه على تأخر صرف راتبه الشهري مؤكدا أن هذا الأمر لا يشغل باله خاصة وأنه متعلق ببعض الأمور القانونية الروتينية·
ولخص شيخ المدربين عوامل نهوض الكرة الكويتية في البدء من الصفر مع اللاعبين وتحديداً الذين لا تزيد أعمارهم عن 13 عاماً عن طريق الاهتمام برفع معدلات لياقتهم البدنية وضرورة تثقيفهم رياضيا وأن يعيشوا في أجواء شبه احترافية لكي يقدروا على تحمل المسؤولية في المستقبل·
وطالب المسؤولين بتحديث الملاعب التي يعتبرها العنصر الأساسي للإصلاح الكروي، ولم يتجاهل زكريا العامل الإداري، مؤكداً أن الرياضة الكويتية بشكل عام ينقصها الكوادر الإدارية الفنية، مؤكداً أن الأجواء الإدارية في حاجة الى تصفية النفوس وإبعاد الدخلاء على الرياضة وإفساح المجال أمام الشخصيات القادرة على إضافة شيء جديد والتي لا تسعى الى التنفيع من وراء الرياضة·
وألمح زكريا أن البعض يخطط الى الدفع ببعض الإداريين الذين لا يعرفون شيئاً عن الرياضة من أجل تمرير مصالحهم واعتبر ذلك من أهم عوامل تراجع الرياضة في الفترة الأخيرة·
ضعف المدربين الوطنيين
وأكد زكريا أن الجو الإداري غير المستقر داخل الوسط الرياضي دفعه الى التراجع عن خوض هذا المجال والاكتفاء بالجانب الفني·
وأشار زكريا الى أن كرة القدم الكويتية تعاني ضعفا في المدربين الوطنيين وهو ما فتح المجال أمام كثرة المدربين الأجانب الذين لم يضيفوا الكثير للأندية والمنتخبات في الفترة الأخيرة وأقصد معظمهم وليس الكل·
وطالب زكريا بضرورة إعداد كوادر وطنية من المدربين من خلال إرسالهم لحضور دورات تدريبية في الخارج ومنحهم فرصة التدريب في صفوف فرق الناشئين في بداية عملهم·
ويرى زكريا أن المسابقات المحلية تطورت مؤخراً وزادت سخونة وإثارة بعد اتساع دائرة المنافسة لتضم خمسة أندية بدلاً من ناديين كما كان يحدث في السابق·
